بغداد: قال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ان امام العراق طريق طويل وشاق بعد الانسحاب الاميركي وحذر من سرقة النجاحات مؤكدا أن أغلب الثورات العربية قد بدأتها الشريحة الإسلامية وانتهت لغيرها.
ودعا العراقيين على التوحد على اساس وحدة ومصلحة بلدهم، واضاف رئيس الوزراء في كلمة خلال احتفال في بغداد اليوم الاحد نظمه التيار الرسالي احد مكونات ائتلاف دولة القانون بزعامة المالكي تحت شعار quot;اليوم الخالدquot; لمناسبة اكتمال انسحاب القوات الاميركية ان امام العراقيين مهمات صعبة لايمكن ان تنجزها قومية واحدة او طائفة واحدة لأنها مهمة كل العراقيين.
وأضاف ان المحافظة على النصر في اشارة الى خروج القوات الاميركية وتحقيق سيادة البلاد امر صعب وبداية عمل طويل وشاق على العراقيين جميعهم تحمله والسير فيه للحفاظ على السيادة الكاملة وخلو البلاد من اي جندي اجنبي وحماية العراق من اي تراجع.
واشار المالكي الى ان البعض لم يرق له النصر الذي تحقق للعراق من دون تسمية هذا البعض وقال ان لكل نصر حاقدون. واوضح ان العراق قد خرج من الارهاب وهو يقف الان امام مهمة بناء الدولة وتحقيق الاستقرار السياسي لان هذا هو اساس الاستقرار الامني وتقديم الخدمات والبناء.
ورفض المالكي بشدة ارتباط جهات سياسية لم يسمها باجندات اجنبية حتى لو كانت صديقة للعراق quot;لان اي علاقة مع جهة خارجية يجب ان تكون لصالح العراق اولا وقبل مصلحة تلك الجهةquot;.
وشدد بالقول ان المرحلة المقبلة ستكون مرحلة تنفيذ والالتزام بالدستور لانها مرحلة لاتقل عن سابقتها خطورة فهي امام مهمة بناء الدولة والنهوض بجميع قطاعاتها الصناعية والنفطية والزراعية والتعليمية والخدمية.
ودعا رئيس الوزراء العراقي ابناء بلده جميعا الى التوحد على اساس مصلحة ووحدة العراق فيما يمكن الاختلاف على غيرها quot;لان العراق واحد لايقبل القسمةquot;. وحذر من محاولات سرقة النجاحات المتحققة في العراق مشيرا الى أن أغلب الثورات العربية قد بدأتها الشريحة الإسلامية وانتهت لغيرها في اشارة الى القوى الاسلامية السياسية التي تحكم العراق حاليا وغيرها من الدول العربية التي انتفضت واسقطت زعماءها.
وشهدت العاصمة العراقية بغداد الليلة الماضية اطلاق العاب نارية احتفالا بجلاء كامل القوات الاجنبية من الاراضي العراقية وبدء احتفالات اعياد رأس السنة الميلادية 2012.
وكان المالكي اعلن امس السبت ميلاد فجر جديد مع احتفال العراق برحيل القوات الأميركية حيث دخل العراق أسوأ أزمة سياسية في عام بعد رحيل آخر جندي أميركي في الثامن عشر من الشهر الحالي حيث كان السبت هو نهاية سريان الاتفاقية الأمنية الموقعة في 2008 أثناء حكم الرئيس الأميركي السابق جورج دبليو بوش وآخر يوم لانسحاب القوات الأميركية من العراق بعد نحو تسع سنوات من الوجود الذي أطاح بالرئيس السابق صدام حسين وأتاح . وفيما عدا فرقة عسكرية صغيرة ملحقة بالسفارة الأميركية في بغداد غادر آخر جندي أميركي العراق قبل نحو أسبوعين.
وقال المالكي في حفل نقله التلفزيون وقد أحاط به مسؤولون أمنيون انه يعلن يوم 31 ديسمبر كانون الأول الذي اكتمل فيه انسحاب القوات الأجنبية من العراق عيدا وطنيا. وأضاف ان هذا اليوم هو quot;يوم العراق وعيد لكل العراقيين وفجر يوم جديد في بلاد ما بين النهرينquot;.
واشار الى انه سيعمل على الحفاظ على الحرية واحترام التنوع السياسي والفكري والديني.
وفي وقت سابق تلقى آلاف العراقيين رسالة نصية على هواتفهم المحمولة تقول quot;كلنا للعراق...المجد للشعبquot;. كما حملت الرسالة تهنئة للعراقيين في quot;هذا اليوم العظيم في التاريخquot;. وحملت الرسالة توقيع quot;أخوكم نوري المالكيquot;.
التعليقات