الرئيس الأميركي باراك أوباما ورئيس طاقم البيت الأبيض السابق رام عمانوئيل
كشفت كاتبة أميركية النقاب عن وقوف ميشال أوباما وراء استقالة رئيس طاقم البيت الأبيض السابق رام عمانوئيل، وأرجعت الكاتبة ذلك إلى صدامات بين الطرفين على خلفية محاولات ميشال التدخل في جدول أعمال زوجها عبر إحدى صديقاتها، كما رصدت الكاتبة مصادمات مماثلة بين الأخير وهيلاري كلينتون.

شهد البيت الأبيض تفاصيل مثيرة حول علاقة سيدة الولايات المتحدة الأولى ميشال أوباما بالشخصيات السياسية المقرّبة من زوجها، وكان في طليعة تلك الشخصيات رام عمانوئيل، الرئيس السابق لطاقم موظفي البيت الأبيض.

وبحسب تقرير نشره موقع quot;ديلي بستquot; الأميركي، خيّمت على العلاقة بين عمانوئيل وميشال أوباما توترات ملحوظة منذ اليوم الأول، الذي وطأت فيه قدما الأخيرة باحة البيت الأبيض.

تشير معطيات التقرير الأميركي إلى أن سوء العلاقة بين عقيلة أوباما وعمانوئيل، كان سبباً مباشراً في تقديم الأخير استقالته من منصبه في شتاء 2010.

ووفقاً لكتاب أميركي صادر في هذا الخصوص للكاتبة quot;غودي كنتورquot; تحت عنوان The Obamas، يشهد البيت الأبيض حالة من التوتر غير المسبوقة بين كل الدوائر السياسية العاملة فيه، إلا أن أعنفها كان بين عقيلة أوباما ورئيس طاقم موظفي البيت الأبيض سابقاً.

تفاقمت تلك التوترات على خلفية قضية تمرير الإصلاحات في الجهاز الصحي في الولايات المتحدة، فقدمت وسائل الإعلام الأميركية حينئذ عمانوئيل على أنه الرجل الوحيد، القادر على الحفاظ على منصبه المستقر في البيت الأبيض.

إقرأ أيضاً
طرفها الآخر رئيس طاقم الموظفين الذي صادم هيلاري كلينتون بالقدر نفسه
معركة ميشيل أوباما داخل البيت الأبيض تخرج للعلن

بداية نهاية رئيس طاقم البيت الأبيض

على الرغم من ذلك، كان عمانوئيل يرغب في تحقيق انتصار سياسي بشكل نسبي، عبر قضية إصلاحات الجهاز الصحي، بينما على النقيض من ذلك، سعت ميشال أوباما إلى تحقيق انتصار سياسي، عبر إجراء إصلاحات كاملة في الجهاز عينه، إلا أن مؤلفة الكتاب رأت أن هذه الواقعة كانت بداية النهاية لرئيس طاقم موظفي البيت الأبيض، ولعل هذا التقدير كان صحيحاً، إذ تقدم عمانوئيل باستقالته إلى أوباما، وقال له الأخير ما نصه كالآتي: quot;العقاب هو أن تظل في منصبك، لتكون مسؤولاً عن تطبيق القانون، فلن أبعدك عن الدائرةquot;، وبالفعل دخل قانون الإصلاحات إلى حيز التنفيذ في آذار/ مارس، إلا أنه، وبعد مرور سبعة أشهر، قدم عمانوئيل استقالته رسمياً، وعاد إلى مدينة شيكاغو، لينافس على رئاسة المدينة.

ولد رام يسرائيل عمانوئيل في التاسع والعشرين من تشرين الثاني/ نوفمبر عام 1959، وهو سياسي أميركي يهودي، يشغل حالياً منصب رئيس مدينة شيكاغو، بعدما استقال من منصبه كرئيس لطاقم موظفي البيت الأبيض.

ووفقاً للموسوعة العبرية على شبكة الانترنت، ظل عمانوئيل عضواً في مجلس النواب الأميركي من قبل الحزب الديمقراطي ممثلاً عن ولاية ألينوي منذ عام 2003 وحتى تعيينه رئيساً لطاقم موظفي البيت الأبيض.

وخلال انتخابات مجلس النواب في 2006، ترأس عمانوئيل اللجنة المعنية بإدارة حملة الحزب الديمقراطي لانتخابات مجلس النواب، وكانت له مساهمات عديدة في عودة المجلس إلى قبضة الديمقراطيين. وفي ضوء هذه الإنجازات تم تعيينه رئيساً لكتلة الديمقراطيين في مجلس النواب، وهو أهم رابع منصب في كتلة الغالبية الديمقراطية، وكان عمانوئيل أحد أهم القيادات السياسية الموالية لإسرائيل في مجلس النواب الأميركي.

عودة إلى الكتاب الأميركي، الذي يشير وفقاً للقاءات مؤلفته مع 33 شخصية عاملة في البيت الأبيض، إلى أن الأجواء بين عمانوئيل وعقيلة الرئيس الأميركي ميشال أوباما كانت متردية منذ البداية، إذ استهلت أوباما مواقفها المناوئة لوجوده على مقربة من زوجها، برفضها تعيينه في منصب رئيس طاقم موظفي البيت الأبيض.

بينما وصل تردي العلاقة إلى أقصى مداه، عندما رفض عمانوئيل تعيين صديقة ميشال أوباما quot;والري غيرثquot; مستشارة لطاقم موظفي البيت الأبيض، إذ كان رئيس الطاقم حريصاً منذ بداية تعيينه في منصبه على عزل ميشال أوباما والشخصيات المقرّبة منها عن نشاط أوباما وجدول أعماله اليومي في البيت الأبيض، الأمر الذي كانت أوباما تدركه بقوة، وتعمل على إحباطه الفينة تلو الأخرى.

رئيس طاقم البيت الأبيض السابق رام عمانوئيل

موقع quot;ديلي بستquot; نشر أجزاء من كتاب The Obamas، أشار فيها إلى أن أول المواقف التي اتخذها عمانوئيل من صديقة عقيلة أوباما، كان منعها من حضور الجلسة الاعتيادية، التي كان أوباما يعقدها مع طاقم موظفي البيت الأبيض في تمام الساعة السابعة والنصف صباحاً.

إذ كان عمانوئيل ndash; بحسب تعبير الكتاب الأميركي ndash; حريصاً على عزل مكتب ميشال أوباما، القابع في الجزء الشرقي للبيت الأبيض عمّا يجري في مكتب الرئيس الأميركي في الناحية الغربية من البيت عينه، حيث يجلس الرئيس والطاقم السياسي رفيع المستوى المقرّب منه.

على الرغم من ذلك، ترى الكاتبة الأميركية كنتور في كتابها، أن تردي العلاقة مع عمانوئيل لم يكن مقتصراً على سيدة الولايات المتحدة ميشال أوباما، وإنما شهدت العلاقات السيئة مدى واسعاً بينه وبين عقيلة الرئيس الأميركي السابق هيلاري كلينتون، إذ كان عمانوئيل يشغل في حينه منصب مستشار سياسي في إدارة كلينتون، حيث دخل عمانوئيل لأكثر من مرة في صدام مع هيلاري كلينتون، وحاولت الأخيرة إقالته أكثر من مرة على خلفية هذا الصدام.

انتقادات حول ملابس عقيلة أوباما

نقاط الخلاف، وربما الصدام، بين عمانوئيل وعقيلة الرئيس الأميركي في الإدارة الحالية، شهدت انعطافات عديدة، بحسب مقربين من البيت الأبيض، وتضمنت الاحتكاكات بينهما موقفاً غير معلن، اعتمد فيه عمانوئيل على المتحدث السابق باسم البيت الأبيض quot;روبرت غيبسquot;، إذ كلفه رئيس طاقم موظفي البيت الأبيض المستقيل عمانوئيل بإبلاغ ميشال أوباما بعدم قدرتها على الخروج في رحلة خاصة خلال زيارات زوجها الرسمية خارج البلاد، وعجزها عن إنفاق مبالغ مادية من أجل تزيين البيت الأبيض، أو شراء ملابس غالية الثمن.

السيدة الأولى ميشال أوباما عقيلة الرئيس الأميركي

أما عقيلة أوباما فحاولت من جانبها فكّ العزلة المفروضة عليها، من خلال عمانوئيل، معتمدة في ذلك على رسائل البريد الاليكتروني. وتضمنت تلك الرسائل شكاوى من تغطية وسائل الإعلام الاميركية لنشاط البيت الأبيض.

تم نقل هذه الرسائل إلى طاقم موظفي البيت الأبيض، إذوزّعت quot;غيرثquot; صديقة ميشال أوباما نسخًا من تلك الرسائل على كل الدوائر العاملة في البيت الأبيض، بعد حذف أي إشارة تثبت وقوف ميشال وراء هذه الرسائل.

إلا أن عمانوئيل لم يكترث بذلك، وواصل حملته الرافضة لإشراك ميشال في ترتيب جدول أعمال الرئيس الأميركي. وفي محاولة للتعبير عن سخطها من هذا التصرف، بعثت ميشال برسائل تنمّ عن غضبها بهذا الخصوص إلى المسؤولة عن الخطابات البريدية اليومية، التي يتلقاها أوباما، ولم تعرف المسؤولة عينها كيفية الرد على شكوى سيدة الولايات المتحدة الأولى، فعرضت الرسائل على كبار المسؤولين عن البيت الأبيض، إلا أن أحداً منهم لم يتمكن من التعاطي مع مطالب ميشال اوباما.

إلى ذلك، تعكرت العلاقة بين عمانوئيل وميشال أوباما على خلفية مسألة، هل من الضروري أن يعمل أوباما على إجراء إصلاحات حيال قضية المهاجرين غير الشرعيين، خاصة أن هذا الموضوع كان يثير شغف أوباما عينه؟.

حينئذ أعرب عمانوئيل عن قناعته السياسية بأن إثارة هذه القضية حينئذ خطأ فادح، وأن إثارتها لن تحقق مكاسب سياسية للرئيس، بينما أولت ميشال أوباما اهتماماً كبيراً بالقضية.

ورأت أوبامابضرورة طرحها في هذا التوقيت، ومال أوباما إلى رأي زوجته، بحسب تقرير الموقع الأميركي، وقرر أوباما إلقاء كلمة، وصفها بالمهمة، حول تلك القضية، إلا أنه كما توقع عمانوئيل، تركت كلمة أوباما حينئذ أثراً سيئاً وانتقادات واسعة لدى وسائل الإعلام الأميركية، على الرغم من ذلك، وجّه أوباما غضبه نحو طاقمه السياسي، مؤكداً أنه وقع ضحية لتقديراتهم السياسية الخاطئة.