يخشى مسيحيو نيجيريا تعرضهم الى تطهير ديني وحرب أهلية خصوصا مع مضاعفة الاسلاميين هجماتهم على الكنائس والمسيحيين.


ابوجا: حذر زعماء الطائفة المسيحية في نيجيريا من ان مضاعفة الاسلاميين هجماتهم على الكنائس والمسيحيين والتي وصفوها بانها quot;تطهير دينيquot; بعد مقتل العشرات، قد تفضي الى حرب اهلية كما حصل في الستينات.

الرئيس النيجيري: أعمال العنف الحالية أسوأ من الحرب الاهلية في الستينات

وقال الرئيس النيجيري غودلاك جوناثان الاحد ان اعمال العنف الحالية في نيجيريا التي تنسب الى جماعة بوكو حرام الاسلامية quot;اسوأquot; من تلك التي شهدتها البلاد ابان الحرب الاهلية في الستينات.

وقال جوناثان اثناء مشاركته في صلاة داخل كنيسة ان quot;الوضع الذي نعيشه الان اسوأ من الحرب الاهليةquot;، مضيفا quot;خلال الحرب الاهلية كنا نعرف، حتى انه كان يمكن ان نتوقع من اين ياتي العدو ... لكن التحدي الذي نواجهه اليوم اكثر تعقيداquot;.

ندرة وقود وتشديد الاجراءات الامنية عشية اضراب عام

إلى ذلك، تستعد نيجيريا الاحد لاضراب عام الاثنين احتجاجا على زيادة اسعار الوقود عبر انتشار امني كبير بدأ منذ الان وطوابير طويلة لاصحاب السيارات الذين ينتظرون امام محطات البنزين.

ولوحظ من على متن مروحية حلقت فوق العاصمة الفدرالية ابوجا، ان محاور الطرق المؤدية الى الساحة المركزية قد منعت فيها حركة السير وانتشر فيها شرطيون مسلحون.

ونفد البنزين في عدة محطات تهافت عليها السائقون لملء خزانات سياراتهم عشية الاضراب، قبل الغروب.

وكان الوضع مشابها في العاصمة الاقتصادية لاغوس حيث اغلقت محطات البنزين منذ مساء السبت بسبب النقص في الامدادات.

كذلك عمد العديد من النيجيريين الى تخزين الطعام تحسبا للاضراب استجابة لتوصيات النقابات.

وهددت النقابات والعمال باضراب مفتوح اعتبارا من الاثنين في كافة انحاء البلاد مع تظاهرات جماهيرية اذا لم تستمر الحكومة في دعم اسعار الوقود الذي ادى الغاءه اعتبارا من الاول من كانون الثاني/يناير الى ارتفاع مفاجئ في اسعار البنزين.

وارتفع سعر البنزين في المحطات منذ الاثنين من 65 نايرا (0,3 يورو) الى 140 نايرا على الاقل (0,66 يورو). ومذاك خرجت تظاهرات في مختلف انحاء البلاد احتجاجا على هذا القرار الذي يثير استياء شعبيا.

وازدادت الاحتجاجات بعد ان استخدمت الشرطة الغازات المسيلة للدموع واتهمت بالافراط في اسخدام القوة لتفريق المتظاهرين وقالت احدى النقابات ان الشرطة قتلت احد المتظاهرين لكن السلطات نفت ذلك.

وعقد مجلس النواب الاحد اجتماعا طارئا لبحث هذه الازمة ودعا عدة نواب الحكومة الى التراجع عن ذلك القرار المطعون فيه.

ومنذ عيد الميلاد استهدفت ست هجمات مسيحيين موقعة اكثر من 80 قتيلا. واعلنت جماعة بوكو حرام الاسلامية التي تريد فرض الشريعة في نيجيريا، البلاد الاكثر اكتظاظا في افريقيا مع 160 مليون نسمة، مسؤوليتها عن معظم الهجمات.

وقال ايو اوريتسيجافور رئيس الجمعية المسيحية في نيجيريا، وهي ابرز منظمة مسيحية تجمع البروتستانت والكاثوليك، ان quot;هذا النوع من الاحداث يذكرنا ببداية الحرب الاهلية التي وقعت في نيجيرياquot;، في اشارة الى الحرب الانفصالية في بيافرا التي خلفت نحو مليون قتيل من 1967 الى 1970.

وفي العاصمة الفدرالية ابوجا، كان المصلون الاحد يخضعون للتفتيش ويمرون عبر جهاز لرصد المعادن قبل الدخول الى الكنائس. واتخذت هذه التدابير الامنية قبل اسابيع.

وفي العاصمة الاقتصادية لاغوس التي لم تتعرض حتى الان لهجمات ضد المسيحيين، نصح المؤمنون بتوخي الحذر.

واضاف اوريتسيجافور ان مسؤولي الكنائس عقدوا السبت اجتماعا طارئا اعلنوا في اعقابه ان quot;اسلوب هذه المجازر يذكرنا فعلا بتطهير عرقي وديني منهجيquot;.

وتابع محذرا quot;من حقنا الدفاع عن النفس (...) مهما كان الثمنquot;.

وتضاعفت الاعتداءات والمواجهات ما اوقع حوالى ثلاثين قتيلا في عدة ولايات في شمال شرق البلاد بعد ان انتهت مساء الاربعاء مهلة الاسلاميين الذين طالبوا بان يغادر المسيحيون شمال البلاد حيث الغالبية المسلمة.

وتصاعد وتيرة الهجمات يؤجج المخاوف من حرب طائفية في بلد عدد المسيحيين فيه يوازي عدد المسلمين. ويشكل المسيحيون الغالبية في الجنوب في حين ان معظم سكان الشمال من المسلمين.

وفي ولاية اداماوا (شمال شرق) ردت السلطات السبت بفرض حظر للتجول لمدة 24 ساعة.

وفي هذه الولاية، وقع الهجوم الاكثر دموية في الايام الماضية مع مقتل 17 شخصا الجمعة في موبي بحسب شهود عيان خلال تجمع لمسيحيين في عزاء. وقالت الشرطة ان 12 شخصا قتلوا.

ونفذ مسلحون مساء الجمعة هجوما اخر على كنيسة يولا عاصمة ولاية اداماوا ما اسفر عن سقوط 10 قتلى بين المصلين بحسب مسؤول مسيحي.

وفي الشمال ادى هجوم اخر الى مقتل ستة اشخاص بحسب شهود الخميس بين المصلين في كنيسة في مدينة غومبي.

ومساء السبت قتل اسلاميون ثلاثة مسيحيين كانوا يلعبون البوكر قرب كنيسة في شمال شرق نيجيريا.

ووقع الهجوم في مدينة بيو في ولاية بورنو. وهذه المنطقة من المناطق التي اعلنت فيها حالة الطوارىء منذ 31 كانون الاول/ديسمبر.

واطلق رجلان يشتبه بانهما ينتميان الى جماعة بوكو حرام، كانا على دراجة نارية النار على مسيحيين كانوا يلعبون البوكر في فندق مهجور قرب كنيسة في ضاحية المدينة بحسب السكان. وقتل ثلاثة مسيحيين واصيب سبعة.

والجمعة قال ابو القعقاع المتحدث باسم بوكو حرام للصحافيين ان الهجمات الاخيرة هي quot;احدى نتائج انتهاء المهلةquot; التي اعطيناها للمسيحيين لمغادرة المناطق التي يشكلون فيها اقلية.