الرياض: توقعت مصادر سعودية رفيعة المستوى quot;أن تمثل المحادثات التي سيجريها العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز وولي عهده الأمير نايف بن عبد العزيز السبت المقبل في الرياض مع رئيس الوزراء الصيني ون جيا باو quot;نقطة تحول على صعيد الموقف الصيني فيما يخص تطورات الوضع في منطقة الشرق الأوسط وبالذات ما يتصل

الرئيس الصيني سيبحث الوضع السوري خلال زيارته للرياض

بالتهديدات الإيرانية بإغلاق مضيق هرمز و تدخلات طهران في شؤون دول الخليج العربي الداخلية إضافة إلى الوضع على الساحة السوريةquot;.

ولوحظ أن جولة المسؤول الصيني بدأت في العاصمة السعودية في إطار زيارته التي تشمل كلا من دولة الإمارات العربية المتحدة وقطر ما يعني وفقا للبرتوكول الصيني الذي يشير إلى أن المحطة الأولى في زيارات المسؤولين الصينيين دلالة على أهمية تلك الدولة بالنسبة لبكين.

وقال بيان وزارة الخارجية الصينية إن رئيس الوزراء الصيني ون جيا باو سيجتمع مع زعماء من البلدان الثلاثة quot;لتبادل موسع لوجهات النظر بشأن تنمية العلاقات الثنائية وبشأن القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك..مضيفا أن ون جيا باو سيحضر مؤتمر القمة العالمية لمستقبل الطاقة في مدينة أبو ظبي, لمناقشة المسائل المتعلقة بالطاقة خاصة عقب تطورات الأزمات الأخيرة بين الغرب وإيران وإلقاء كلمة خلال القمة يتحدث فيها عن سياسة بلاده في مجال الطاقة.

ويتزامن وصول رئيس الوزراء الصيني إلى الرياض مع إعلان شركة النفط السعودية العملاقة quot;ارامكوquot; التوقيع على صفقة لبناء مصفاة طاقتها 400 ألف برميل يوميا في ينبع مع شركة quot;سينوبكquot; الصينية في اليوم نفسه في مدينة الظهران بحضور وزير البترول والثروة المعدنية المهندس علي النعيمي بتكلفة تصل إلى 37 مليار ريال،.

ويقضي الاتفاق أن تستحوذ أرامكو على حصة بـ62.5 % من المشروع المشترك، الذي تم الشروع بالفعل في بنائه على البحر الأحمر طبقا لاتفاق سابق بين كونوكو فيليبس الأمريكية وأرامكو،قبل أن تعلن الشركة الأولى انسحابها في أبريل قبل الماضي.

يشار إلى أن أرامكو قالت في وقت سابق إنها ستمضي قدما في المشروع حتى بعد انسحاب كونوكو، معلنة أنه جزء من خطتها لزيادة طاقة التكرير المحلية إلى 3.5 مليون برميل يوميا بحلول 2016 .

ومن المعروف أن المملكة السعودية تعد أكبر مورد نفط للصين,حيث صدرت خلال العام 2011 إلى الصين 45.5 مليون طن من الخام,فيما تأتي أنجولا وإيران في المركزين الثاني والثالث كأكبر الموردين نفط للصين, أما قطر فتعد مورد رئيسي للغاز الطبيعي المسال إلى الصين حيث صدرت 1.8 مليون طن من الغاز المسال إلى الصين خلال 2011.

ويؤكد مسؤولون صينيون أن موقف بلادهم من التطورات الجارية في منطقة الخليج يتسم بالتقارب مع مواقف دول مجلس التعاون الخليجي إلا أن ظلالا من الشكوك لا تزال تخيم على أجواء العلاقات بين البلدين وبخاصة ما يتعلق بموقف بكين تجاه طهران ودمشق.

وعلمتquot; إيلافquot; أن معلومات متوافرة لدى عواصم دول التعاون الخليجي الست بشأن نوايا إيران على الصعيد النووي quot;ربما تم طرحها على بساط البحث مع عدة عواصم عالمية معنية ومفادها أن طهران تستعد لإجراء تجربة تحت الأرض شبيهة بالتجربة التي أجرتها كوريا الشمالية في عام 2006 على جهاز تفجير نووي بقدرة كيلو طن واحد خلال العام الجاري.

وتجري الاستعدادات للتجربة النووية بسرية حيث تقوم إيران بتشييد منشآت جديدة تحت الأرض بغطاء الضجة التي أثارها الإعلان عن بدء تخصيب اليورانيوم في منشأة (فوردو) قرب مدينة قم .

يشار إلى أن صحيفة quot;تايمزquot;البريطانية نشرت مؤخرا مقتطفات من تقرير أعده المعهد الإسرائيلي للأبحاث الأمنية الوطنية جاء فيه أن إسرائيل تستعد لظهور إيران نووية خلال الأشهر الـ12 القادمة,وجاء في التقرير أن إسرائيل والولايات المتحدة لن تحاول منع إيران بالقوة من إجراء أول تجربة نووية,وتوقع المعهد أن تتم هذه التجربة في يناير من عام 2013, لكن المصادر الإيرانية شددت على أن طهران لن تنتظر حتى مراسم تنصيب الرئيس الأمريكي الجديد الفائز في الانتخابات الرئاسية القادمة بل ستجري تجربة نووية قبل هذا الموعد.

ولفت مصدر ديبلوماسي غربي في الرياض تحدث إلى إيلاف إلى أن رئيس اللجنة الاستشارية للتخطيط السياسي بوزارة الخارجية الصينية بحث خلال لقائه الثلاثاء الماضي مع مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والأفريقية حسين أمير عبداللهيان في طهران تطورات المنطقة ما يشير إلى أن بكين تسعى تكوين صورة شاملة للموقف قبل بدء جولة رئيس الوراء على دول التعاون الخليجي.

وكان ليو وي مين المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية أكد الاثنين الماضي في بكين أنه لا يمكن حل الملف النووي الإيراني جذريا عن طريق فرض عقوبات وضغوط على إيران بصورة عمياء.

وتعليقا على إعلان الولايات المتحدة فرض عقوبات جديدة على إيران، قال المتحدث إن الحكومة الصينية تعارض على الدوام محاولة أية دولة لوضع قانونها الداخلي فوق القانون الدولي وفرض العقوبات الأحادية الجانب على الدول الأخرى،مشيرا إلى أن التعاون بين الصين وإيران في المجالات الاقتصادية والتجارية والطاقة عادي ومفتوح وشفاف ولا يخالف قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة،ولا يؤثر على الموقف الصيني إزاء قضية منع الانتشار النووي.

ودعا المتحدث الأطراف المعنية لبذل مزيد من الجهود الدبلوماسية لإجراء حوار ومفاوضات واتخاذ إجراءات جديدة لتعزيز الثقة المتبادلة وتوفير ظروف مناسبة لإيجاد حل ملائم للقضية النووية الإيرانية.

وأضاف الديبلوماسي الغربي الذي طلب عدم الكشف عن هويته أن تذبذب الموقف الصيني تجاه إيران دفع واشنطن إلى إيفاد وزير الخزانة الأميركية تيموثي غايتنر إلى الصين ضمن جولة آسيوية هذا الأسبوع تهدف إلى تعزيز الدعم لفرض مزيد من العقوبات على قطاعي النفط والمالية الإيرانيين، حيث التقى غايتنر نائب رئيس الوزراء الصيني وانغ كيشان الذي يشرف على اقتصاد البلاد، وفي ختام اللقاء أشار وانغ إلى quot;علاقة العمل الإيجابيةquot; بين أميركا والصين، مضيفاً quot;نجري أيضاً تعاوناً مهماً في الإطار العالمي والمتعدد الجوانب في مجالات الاقتصاد والمالية والسياسات التجارية، وأيضاً الأعمال المتعلقة بمجموعة الدول العشرينquot;فيما ردّ غايتنر قائلاً quot;كما قلتم، الصين وأميركا تتشاركان مصالح مهمة كثيرة،ومن بينها تعزيز التعاون حول القضايا الاقتصادية العالميةquot;.

من جهته أعرب الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي في وقت سابق عن أمله في تطوير العلاقات مع الصين مشددا على أن بلاده ستعمل مع الصين للمحافظة على مستوى عال من تبادل الزيارات وتوسيع التعاون في مجال الطاقة والاستثمار وزيادة التنسيق في ما خصّ الشؤون الإقليمية والدولية.

وزار الرئيس هو جينتاو العاصمة السعودية في بداية عام 2009بعد زيارته الأولى في إبريل/نيسان عام 2006.

يذكر أن العلاقات التجارية المتبادلة بين الصين والسعودية شهدت زيادة ملحوظة عقب الزيارة التي قام بها العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز للصين مطلع عام 2006 وأعقبتها زيارة نائب الرئيس الصيني شي جين بينغ للسعودية عام 2008