الجزائر: تنظر محكمة الجنايات بالجزائر العاصمة اعتبارا من الاثنين في عدة قضايا لمتهمين في خطف 32 سائحا اوروبيا في الصحراء الجزائرية سنة 2003، بينها محاكمة كمال جرمان التي يتوقع ان تكون الاكثر اثارة باعتباره كان الساعد الايمن لعبد الرزاق البارا المتهم الاول بتنفيذ عمليات الاختطاف.

وسيحاكم الاثنين يوسف بن محمد المدعو quot;ابو يوسفquot; وهو راعي غنم من طوارق مالي والجزائري عمار غربية الملقب quot;مقاتل ابو جبلquot; من منطقة بسكرة جنوب شرق الجزائر بتهم quot;الانتماء الى جماعة ارهابية مسلحة والمتاجرة واستيراد الاسلحة واختطاف رعايا اجانبquot; وهي جرائم تصل عقوبتها الى السجن مدى الحياة بحسب الاستاذ امين سيدهم محامي المتهم عمار غربية.

وقال الصحافي بوعلام غمراسة المتابع لشؤون الجماعات الاسلامية المسلحة لوكالة فرنس برس ان المتهمين quot;كانا حلقة مهمة في تجارة السلاح واختطاف الرعايا الأجانبquot;.

وفي 2003 وبين منتصف شباط/فبراير ومنتصف اذار/مارس خطف مقاتلون اسلاميون 32 سائحا اوروبيا كانوا يقومون برحلة في عدة مجموعات في الصحراء الجزائرية الشاسعة.

وافرج عن اخرهم في شمال مالي في اب/اغسطس من السنة نفسها.

وكانت السلطات الجزائرية قالت آنذاك ان منفذ عملية الاختطاف هو عماري صايفي الرجل الثاني في الجماعة السلفية للدعوة والقتال التي اصبحت القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي في 2006.

ويمثل للمحاكمة في 24 كانون الثاني/ يناير كمال جرمان المدعو بلال ابو عبد الجليل الساعد الايمن لعماري صايفي المدعو عبد الرزاق البارا (المظلي).

وشارك جرمان رفقة البارا في جزء من عمليات اختطاف الرهائن واحتجازهم، وحضر عملية تسليمهم في مالي مقابل خمسة ملايين يورو، كما حضر عمليات شراء الاسلحة بامول الفدية.

وقال امين سيدهم محامي كمال جرمان انه سيطلب من القاضي quot;احضار عماري صايفي الموقوف في السجن باعتباره الراس المدبر لكل العملية والمتهم الاول بحسب قرار غرفة الاتهامquot;

واضاف quot;في حالة رفض القاضي تلبية هذا الطلب فان الدفاع سينسحب لعدم وجود ضمانات كافية لمحاكمة عادلةquot;

وذكرت وكالة الانباء الجزائرية ان محكمة الجنايات ستنظر في الفاتح شباط/فبراير في قضية تتعلق باختطاف السياح الالمان لكنها لم تذكر اسماء المتهمين فيها.

وظهر في التحقيق الذي قامت به مصالح الامن الجزائرية حول اختطاف السياح واطلع صحافي وكالة فرنس برس على تقريره النهائي ان عماري صايفي المدعو عبد الرزاق البارا quot;خرج منتصف شباط/فبراير من سنة 2003 مع ثلاثين مسلحا منهم عبد الحميد ابو زيد (اسمه الحقيقي محمد غدير)، فنصبوا كمينا للسيارات التي تمر بالصحراء باتجاه غرب جبال الطاسيلي على بعد الفي كيلومتر حنوب شرق لجزائر.

وفي الكمين quot;احتجزوا ثلاث سياح من جنسية المانية كانوا على متن دراجات نارية، ثم لحق بهم اربعة سياح (رجلين وامراتين) من جنسية سويسرية كانوا على متن سيارة تويوتا حمراء اللون، ثم اربعة سياح من المانيا كانوا على متن دراجات ناريةquot;.

واقتاد المسلحون رهائنهم الى مكان تمركزهم quot;بجبال الطاسيلي، بعدما استولوا على اموالهم وسبعة اجهزة للتوجه عبر الاقمار الصناعية (جي بي اس)quot;.

واخبر البارا رجاله بحسب تصريحات كمال جرمان خلال التحقيق انه quot;سيحتفظ بالرهائن لمطالبة دولهم بفدية مقابل الافراج عنهمquot; .

وبعد ثلاثة ايام من هذه العملية خرج البارا مع 25 مسلحا لنصب كمين آخر لخطف اربعة المان (رجلين وامراتين) كانوا على متن سيارة زرقاء من نوع ايفيكو وارسلهم ليتم احتجازهم مع الاحد عشر رهينة من المجموعة الاولى بينما اكمل طريقه على متن سيارة السياح التي استولى عليها.بحسب ما جاء في التحقيق

واضاف التحقيق ان البارا quot;اتصل عن طريق الراديو اللاسلكي برجاله ليخبرهم انه قبض على مجموعة ثالثة تتكون من 17 سائحا (ستة المان وعشرة نمساويين وسويدي واحد)quot; وانه يحتجزهم في جبال امغيد شمال الطاسيلي، وبذلك بلغ العدد الاجمالي للرهائن 32 سائحا.

وبعد شهرين من الوقائع قام الجيش الجزائري بهجوم على مكان تمركز البارا في جبال امغيد، فتمكن من تحرير السياح السبعة عشر، لكن البارا نجا من هذه العملية. بحسب الحقيق.

وظهر في التحقيق ان عبد الرزاق البارا غادر المنطقة قبل هجوم قوات الجيش، وعاد الى مقره في الطاسيلي.

وامر البارا باقتياد مجموعة السياح المتبقين (15) الى دولة مالي ليطلب وساطة زعماء القبائل quot;لغرض تسهيل عملية التفاوضquot; حول تسليم السياح، وخلال الطريق quot;توفيت سائحة المانية من شدة الحرارةquot;. بحسب التحقيق

وعبرت المجموعة المسلحة مع الرهائن حدود مالي في منطقة تقع بين برج باجي المختار وتيمياوين.

واختار البارا ان يجعل احد زعماء القبائل المالية ويدعى عياد افغالي، وسيطا بينه وبين الحكومة المالية التي كلفت بدورها والي قاو (لم يذكر اسمه) بالتفاوض مع البارا.كما جاء في التحقيق.

وجرى تسليم 14 رهينة في جمهورية مالي على بعد 100 كيلومتر عن الحدود الجزائرية الى والي قاو بحضور زعيم التمرد في شمال مالي ابراهيم باهانغا، مقابل خمسة ملايين يورو.

ولقي ابراهيم اغ باهانغا الزعيم الاكثر تطرفا للمتمردين الطوارق مصرعه يوم 26 اب/اغسطس الماضي في حادث في شمال شرق مالي.

واستخدم البارا هذه الاموال لشراء 500 قطعة سلاح ووسائل اتصال لا سلكي على دفعات من قبائل مالي، منها 400 كلاشينكوف وو17 قاذف صاروخي (ار بي جي) وثلاثة مدافع هاون وثلاثة رشاشات دوشكا وخمسة محطات راديو للاتصال.

وذكر التحقيق ان البارا اتصل بقيادة الجماعة السلفية للدعوة والقتال في الشمال ليخبرهم انه حصل على كمية كبيرة من الاسلحة في مالي وكلف بعض رجاله بتمريرها، بينما توجه هو الى النيجر.

لكن الجيش الجزائري افشل عملية تمرير الاسلحة من مالي الى الجزائر واستولى عليها كلها وقتل بعض المسلحين بينما فر الباقون نحو جمهورية النيجر ليلتحقوا بالبارا.

والبارا معتقل في العاصمة الجزائرية منذ 2004 بعدما سلمه متمردون تشاديون الى الجزائر اثر وساطة ليبية.