لأنّ الأكياس البلاستيكية بأنواعها مضرّة بالبيئة والصحة، قامت السلطات الجزائرية باستبدالها بالأكياس الورقية التي تستجيب إلى المعايير الايكولوجية، ويعتزم متعاملون في إفاداتهم لــإيلاف، تعميم العملية حتى القضاء نهائيا على الأكياس الكلاسيكية التي ظلت هاجسا خصوصا مع الرمي العشوائي لأطنان منها.
كامل الشسرازي من الجزائر: تفيد مراجع محلية أنّ قرابة نصف مليون كيس غذائي ورقي، جرى توزيعها خلال الفترة الماضية على مخابز البلاد لتعويض الأكياس البلاستيكية، وكمرحلة أولى، شمل توزيع هذه الأكياس أكبر مخابز ولايات الجزائر العاصمة، البليدة ووهران، بمعدل 2500 كيس أسبوعيا، في انتظار توزيع أربعمائة ألف كيس إضافية على البقالين وعموم التجار، على أن يتم لاحقا توسيع العملية لتشمل مختلف أرجاء البلد.
ويعزو quot;صالح صويلحquot; الأمين العام للاتحاد العام للتجار والحرفيين الجزائريين، إجراءً كهذا إلى حتمية وقف ما يترتب عن استخدام الأكياس البلاستيكية التي تمثل خطورة كبرى بمنظور خبراء احتكاما باحتوائها على مواد كيماوية فتاكة ومستويات عالية من الرصاص مسبّبة للسرطانات، خصوصا لدى توظيفها في بيع الخبز ومواد غذائية أساسية، وبغرض quot;ترغيبquot; التجار كما المستهلكين في اقتناء هذه الأكياس، أقرت الدوائر المختصة منحها مجانا.
ومن شأن هذه الأكياس الورقية، يضيف صويلح، أن تحسّس صانعي الخبز ومستهلكيه بخطورة استعمال ما هو بلاستيكي، وهي قناعة يشاطرها المتعامل quot;حكيم قطافquot;، حيث يشير الأخير إلى كون تسويق هذا النمط من الأكياس المصنوعة من مادتي السيلولوز والحبر الغذائي، يستجيب لحاجة بلاده حاليا لحماية البيئة، مبرزا العامل الإيكولوجي الذي حفز هذا الخيار.
ويشير قطاف إلى أنّ مواطنيه يستعملون ما لا يقلّ عن 30 مليون كيس بلاستيكي، مع كل ما يفرزه ذلك من تلويثات، والحل بمنظوره يكمن في تكثيف الاعتماد على الأكياس الإيكولوجية القابلة للانحلال، سيما مع ما تتيحه من إمكانية حفظ الخبز وغيره من المواد الغذائية بطريقة أفضل.
من جهته، يشير quot;أحمد زايديquot; مدير الابتكار بمجموعة صناعية محلية، إلى أنّ الأكياس الغذائية تمثل دعامة جيدة، وستعود بفائدة كبيرة على المتعاملين الاقتصاديين والمحيط ككل، بعدما وصل الوضع البيئي في الجزائر إلى مستوى كارثي.
ويشدّد المتخصص quot;أحمد عقونquot; على أهمية الانتهاء مع الأكياس البلاستيكية التي أثرّ غزوها على جماليات المدن ونظافتها، ويبرر عقون نظرته بكون أكياس البلاستيك يتم تصنيع من مادة البولي إثيلين وهي إحدى البوليمرات وهو عبارة عن سلسلة طويلة من ذرات الكربون والهيدروجين، إذ تحتاج البيئة إلى مئات السنين لتفكيك هذه الروابط طبيعيا، ناهيك عن عدم قابلية الأكياس البلاستيكية إلى التحلل أو إعادة التصنيع، ما يجعلها عبئا على المكان الذي تستقر به، مسببة تلوث التربة والهواء والماء حتى في حال حرقها، إضافة إلى كون الحيوانات تبتلعها، ما يسبب انسداد قنواتها الهضمية وموتها، حيث يؤدي ذلك إلى موت عدد من الجمال ووفاة الكثير من الغزلان والسلاحف البحرية وانعكاسها سلبا على نمو الشعب المرجانية.
كما أنّ أكياس التسوق وحدها ndash; يضيف عقون - تقضي على ملايين الطيور البحرية سنويا بالإضافة إلى قضاءها على آلاف الثدييات البحرية وأعداد لا حصر لها من الأسماك حول العالم، وما تتسبب به من إعاقة لنمو النباتات عن طريق منع أشعة الشمس والهواء من الوصول إليها، ويمثل وجودها بين الحشائش أو تواجدها معلقة على أغصان الأشجار، محاذير للحيوانات الباحثة عما يسدّ رمقها.
التعليقات