الأرجح أن ساركوزي لا يعتبر نفسه أقصر قامة من أوباما

قيل الكثير في السلطة. لكن بحثا جديدا يضيف أن اولئك الذين يتمتعون بها يتملّكهم ايضا الإحساس بأن أبدانهم أفضل حالا مما هي عليه، مثل أن قاماتهم أطول من قامات اولئك الذين يقعون تحت نفوذهم. وهذا أمر ليس سيئا إذ إنه يفتح بابا مهما لجهة العلاج من أمراض نفسية وجسدية عديدة.


يقال في تعظيم الرجل إن قامته بطول السماء. ورغم أن هذه مجرد استعارة لغوية، فإن بحثا علميا جديدا يذهب الى أن هذه المبالغة، التي قصد منها تقريب المعنى وحسب، إنما هي شعور حقيقي يتملك الذين ينالون السلطة بمختلف أشكالها. بل إن صاحب السلطة يشعر بأن قامته تزداد طولا بقدر السلطة في يديه.

في هذا البحث أخضعت ميشيل داغويد، البروفيسيرة في جامعة كورنيل نيويورك، عددا من المتطوعين لثلاثة اختبارات بعدما laquo;أوحتraquo; اليهم بأنهم يتمتعون بالسلطة، ودرست إجاباتهم في ما يتعلق بإحساسهم بطول قاماتهم. فأظهرت النتائج أن ثمة رابطا قويا بين حجم النفوذ المتاح لهم وشعورهم بطول القامة.

في التجربة الأولى، طُلب الى قسم من المتطوعين أن يستعيدوا وقتا كانوا يتمتعون فيه بسلطة على غيرهم، وطلب العكس الى القسم الآخر، أي استعادة وقت كانوا يخضعون فيه لسلطة جهة أخرى. ثم سئلوا مقارنة قاماتهم بأعمدة نصبت بحيث تكون أطول من كل منهم بنحو عشرين بوصة. وأظهرت الإجابات أن أفراد الفريق الأول (المسيطر) ساد وسطهم الإحساس بأن قاماتهم أقرب الى ارتفاع الأعمدة من ذلك السائد وسط الفريق الثاني (الخاضع).

وفي التجربة الثانية، طلب الى بعضهم أداء دور المدير في مسرحية قصيرة مرتجلة وبعضهم الآخر دور الموظف. وعندما يأتي ممثل آخر ليطلب بيانات من كل منهم تشمل أطوالهم، كان الذين يؤدون دور المدير يبالغون في أطوالهم بينما حدث العكس مع الذين يؤدون دور الموظف.
وفي التجربة الأخيرة، كان كل شيء كما في هذه الأخيرة مع اختلاف أن طلب اليهم اختيار أشباه لهم في عالم خيالي. ومجددا اختار المدير شبيها أطول قامة من قامته الحقيقية بينما اكتفى الموظف بشبيه في قامته إن لم يكن أقصر منه.

ونقلت laquo;ديلي ميلraquo; البريطانية عن البروفيسيرة داغويد قولها: laquo;كل هذا يثبت أن السلطة تمنح صاحبها إحساسا زائفا بأن قامته أطول مما هي عليه في الواقع. وليس هذا وحسب بل ان هذه تزداد طولا بالنسبة له مع ازدياد السلطة في يديه. وأهم المضامين هنا هو الرابط بين السيكولوجية والعضوية وما يفتحه هذا من باب واسع الى علاج الأمراض النفسية بعون الحالة الجسدية والعكس ايضاraquo;.

وتمضي قائلة: laquo;وعلى مستوى السيكولوجية العامة التي يمكن ان تتبعها الشركات الناجحة فيمكنها على الأقل رفع روح موظفيها المعنوية - وإنتاجيتهم بالتالي - في حال وضعت مكاتبهم في الطابق العلوي مثلا... أو وضع رئيس العمال الخبير ولكن القصير القامة في طابق أعلى من بقية العمال الذين يترأسهم، فتزداد ثقته بنفسه على نحو يتيح له تأدية عمله بشكل أفضلraquo;.