نيقوسيا: توفي رؤوف دنكطاش الزعيم السابق للقبارصة الاتراك الجمعة عن 88 عاما بعد تدهور بطىء لحالته الصحية على اثر اصابته بجلطة في الدماغ سببت لديه شللا في ايار/مايو الماضي.

واعلن سردار دنكطاش نجل الزعيم السابق للقبارصة الاتراك، للصحافيين في مستشفى في شمال قبرص نقل اليه منذ الثلاثاء quot;ألمنا كبير. لقد فقد ابي ثلاثة ابناء، ولقد انتقل الى جوارهمquot;.

واضاف quot;كان مناضلا (...) لكن قواه خانته هذه المرةquot;.

من جهته، قال الطبيب سيفيم ايركمين ان quot;العناية المركزة سمحت بابقاء رئيس جمهوريتنا حيا ثمانية اشهر وكان يعاني من مشاكل في القلب والرئتينquot;، موضحا انه توفي في الساعة 22,00 (20,00 تغ) من الثلاثاء.

والزعيم القبرصي التركي السابق انسحب من الحياة السياسية منذ 2005 بعدما رأى ان سياسة التعنت التي يتبعها حيال القبارصة اليونانيين يرفضها القبارصة الاتراك الذين صوتوا قبل عام من ذلك مع خطة الامم المتحدة لاعادة توحيد الجزيرة.

وقد خضع لعملية جراحية في تموز/يوليو في مستشفى عسكري في انقرة لكن حالته لم تتحسن بسبب بعض التعقيدات الناجمة عن تقدمه في السن.

وقد مثل هذا المحامي المتخرج من بريطانيا، المجموعة القبرصية التركية طوال اربعين سنة قضى نصفها زعيما quot;لجمهورية شمال قبرص التركيةquot; المعلنة من طرف واحد سنة 1983 ولم تعترف بها سوى انقرة.

ودنكطاش مدافع بشدة عن القومية التركية.

وقبرص مقسومة منذ 1974 عندما اجتاحت تركيا شمال الجزيرة بعد انقلاب دبره قوميون قبارصة يونانيون يهدف الى ضم الجزيرة الى اليونان.

نبذة عن حياة رؤوف دنكطاش

رؤوف دنكطاش الذي توفي مساء الجمعة عن 87 عاما هو اهم شخصيات الحياة السياسية في شمال قبرص وكان لاكثر من اربعين عاما الممثل شبه الوحيد للمجموعة القبرصية التركية قبل ان يضر بصورته تعنته في رؤيته السياسية.

وقد انتخب هذا القومي المتشدد في 1985 رئيسا quot;لجمهورية شمال قبرص التركيةquot; التي لا تعترف بها سوى انقرة واعيد انتخابه في الاعوام 1990 و1995 و2000.

ورؤوف دنكطاش مولود في 24 كانون الثاني/يناير 1924 في مدينة بافوس (جنوب شرق قبرص) وبدأ حياته السياسية في 1948 فور عودته الى الجزيرة بعد انهاء دراسته القانون في بريطانيا.

وقد شغل في 1949 منصب نائب المدعي العام عندما كانت قبرص مستعمرة بريطانية، وشارك في اعداد تشريعات عدة لمصلحة المجموعة القبرصية التركية.

وفي مواجهة تشدد المجموعة القبرصية اليونانية التي كانت تطالب بالاستقلال عن بريطانيا والالتحاق باليونان في الخمسينات، شارك في تنظيم quot;المقاومةquot; القبرصية التركية.

وبعد استقالته من الادارة البريطانية في 1958، انتخب رئيسا لاتحاد الجمعيات القبرصية التركية ثم اسس المنظمة التركية للمقاومة للتصدي لهجمات القوميين من القبارصة اليونانيين.

كما شارك بفاعلية في اعداد دستور الجمهورية القبرصية وانتخب منذ الاستقلال رئيسا لمجلس المجموعة التركية واصبح مساعدا لنائب الرئيس القبرصي التركي فاضل كوتشوك.

وتوقف عن العمل السياسي غداة الحوادث الدموية في كانون الاول/ديسمبر 1963 التي استبعد بعدها القبارصة الاتراك من الحكومة.

وقد نفي الى تركيا لكنه عاد سرا الى شمال الجزيرة وشارك في القتال بين المجموعتين. واوقف في 1966 وابعد مجددا الى تركيا وعاد بشكل نهائي الى الجزيرة في 1968 مستفيدا من عفو.

واصبح دنكطاش الشخصية الرئيسية للمجموعة القبرصية التركية في المفاوضات بين المجموعتين التي جرت من 1968 الى 1973، وعندما انتخب نائبا لرئيس جمهورية قبرص مع رئيس قبرصي يوناني، وتولى رئاسة الادارة القبرصية التركية.

وبعد التدخل العسكري في تموز/يوليو 1974 من قبل تركيا وهي واحدة من الدول الضامنة لوضع الجزيرة مع بريطانيا واليونان، وردا على انقلاب قام به قبارصة يونانيون قوميون متشددون لالحاق الجزيرة باليونان، اسس في 1975 quot;الدولة التركية المتحدة لقبرصquot; قبل ان يعلن quot;جمهورية شمال قبرص التركيةquot; في 1983.

لكن هذا القومي رأى القبارصة الاتراك يتجاهلون نصائحه ويصوتون مع خطة لاعادة توحيد الجزيرة تقدمت بها الامم المتحدة، في استفتاء في 2004، لذلك امتنع عن الترشح للانتخابات في السنة التالية.

وانسحب الزعيم القبرصي التركي من الحياة السياسية منذ 2005 وتفرغ لتأليف كتب سياسية قبل ان يصاب بجلطة في الدماغ سببت له شللا جزئيا في ايار/مايو 2011.

وقد تدهورت حالته الصحية تدريجيا منذ ذلك الحين.

ورؤوف دنكطاش المعروف ببراعته في المفاوضات، هاو للتصوير لا يفارق الكاميرا.

وذكر مراسل وكالة فرانس برس ان وفاة دنكطاش المدافع بشدة عن مصالح القبارصة الاتراك، اثار حزنا كبيرا. وقد تجمع مئات الاشخاص بعضهم كانوا يبكون امام المستشفى الذي توفي فيه.

وقال الرئيس الحالي quot;لجمهورية شمال قبرص التركيةquot; درويش ايروغلو ان quot;الشعب القبرصي التركي لن ينسى دنكطاش ولن ينسى الخدمات التي قدمها في معركتهquot;.

من جهتها، عبرت تركيا التي ما زال ثلاثون الفا من جنودها ينتشرون في quot;جمهورية شمال قبرص التركيةquot; منذ اجتياحها الجزيرة في 1974 ردا على انقلاب دبره قبارصة يونانيون قوميون بدعم من اليونان، عن حزنها quot;لفقدان رجل وطنيquot;.

وقال جميل تشيتشيك رئيس البرلمان التركي لشبكة التلفزيون التركية ان تي في quot;انها خسارة كبيرة لنا جميعا (...) انه مفاوض ماهر ورجل قانون جيد وقبل كل شىء وطني كبيرquot;.