تباينت نظرة التيارات السياسية وشباب الثورة في تقويمهم لـ25 يناير، لا سيما حول المجلس العسكري، الذي رأى البعض أنه حمى الثورة وأدار البلاد بحكمة في المرحلة الانتقالية، بينما يرى البعض الأخر أنه شكَّل العائق الرئيس أمام تحقيق مطالب الثورة.


ثوار مصر

القاهرة: اختلفت التيارات السياسية وشباب الثورة في تقويمهم لثورة quot; 25 ينايرquot; من حيث الإيجابيات والسلبيات بمناسبة مرور الذكرى الأولى للثورة، حيث يرى البعض أن الثورة لم تحقق المطالب الأساسية، التي على أساسها قدّم آلاف الشهداء أرواحهم، ومن أهمها العدالة الاجتماعية وتطهير البلاد من رموز الفساد والتابعين للحزب الوطني.

في حين يرى الآخرون أن الثورة حققت إنجازات عديدة، أهمها التخلص من نظام مبارك، وإلغاء جهاز أمن الدولة، وإجراء أول انتخابات ديمقراطيةتشهدها مصر على مدار تاريخها المعاصر.

المجلس العسكري يهيمن على الثورة

في هذا السياق، يصرح محمد حسني أحد المعتصمين من حركة quot;6 إبريلquot; في ميدان التحرير لـquot;إيلافquot;: إن الثورة لم تحقق شيئًا، بسبب قيام المجلس العسكري بالهيمنة عليها، ورفض الاعتراف بها من الأساس؛ لكونه من أركان النظام السابق.

وأعلن quot;إننا معتصمون في الميدان إلى حين تحقيق أهداف الثورة، والتي من أهمها تخلي المجلس العسكري عن السلطة التي استولى عليها من دون تفويض من الثوار والشعب، بل بقرار غير شرعي من الرئيس المخلوع.

ويضيف إلى لائحة الأهداف quot;تحقيق العدالة الاجتماعية، والقصاص من قتلة الشهداء، وحلّ البرلمان المزوّر، الذي سيطر عليه الإسلاميون، بعد صفقة مع المجلس العسكريquot;.

من جهتها، تعتبر شقيقة أحد الشهداء، زينب سعيد، المعتصمة حتى الآن في الميدان، quot;أن الثورة لم تأخذ حق شقيقها الشهيد، بسبب القائمين على حكم البلادquot;.

وتوضح أن عائلتها quot;لم تحصل على أي تعويضات مالية أو أدبية أو معنوية،quot; مؤكدة من ناحية أخرى أن الثورة لم تخلع إلا مبارك، وquot;هذا ليس كافيًاquot;.

وطالبت في حديثها لـquot;إيلافquot; بضرورة quot;القيام بثورةثانية، بعدما تمت الهيمنة على ثورة quot;25 ينايرquot;، التي لم يتحقق شيء منها حتى الآنquot;، وتشدد على أن ذيول نظام مبارك والحزب الوطني لا يزالون يديرون البلادquot;.

ويؤكد أستاذ العلوم السياسية في جامعة أسيوط الدكتور محمد منصور لـquot;إيلافquot; أن التخلص من مبارك ونظامه لم يكنالهدف الوحيد، فهناك مطالب أخرى، منها العدالة الاجتماعية، وتطهير البلاد من رموز الفساد، وإلغاء جهاز أمن الدولة، وتطهير جهاز الشرطة، وتوفير حد أدنى وأقصى للرواتب، وأيضًا توفير فرص عمل للشباب.

واعتبر أن quot;المجلس العسكري لم يستجب إلا لبعض المطالب فقط، بسبب ضغوط الثوار في ميدان التحرير، مثل إلغاء جهاز أمن الدولةquot;.

كما اتهمه بأنه quot;السبب في عدم تحقيق أهداف الثورة، إذ رفض إصدار قرارات يحاسب عليها بعد ذلك، وأراد إرضاءكل التيارات السياسية، فلجأ إلى أسلوب (الطبطبة) أحيانًا في مواجهة العديد من القضايا المهمة، مثل الإصرارعلى إبقاء نسبة الـ50% من عمال وفلاحين في البرلمان، وكذلك الإبقاء على مجلس الشورى، رغم أن إلغاءه كان من المطالب الأساسية للثورةquot;.

وأوضح أن النتائج التي حققتها الثورة حتى الآن quot;غير ملموسة، حيث لم نشهد صدور حكم واحد ضد رموز الفساد، وقتلة الثوار في الميدانquot;.

وحلل أن مبادرة تحويل الاحتفال إلى كرنفال، quot;تشكل هروبًا من مخاوف المجلس العسكري المحتملة من تحويل هذا اليوم إلى ثورة إلى حين تحقيق مطالب الميدانquot;.

الثورة حققت تغييرًا جذريًا

على الطرف النقيض من المعتصمين، صرح القيادي في الجماعة الإسلامية عبود الزمر لـquot;إيلافquot; أنالثورة حققت تغييرًا جذريًا علي المستوى السياسي، والاقتصادي، والثقافي والاجتماعي في مصر، وكان لها تأثير إستراتيجي على مستوى العالم العربي والإسلامي.

واعتبر أن أعظم إنجازات الثورة تتمثل في quot;إطاحة نظاممبارك وجهازه الأمني، الذي عمل على خدمته وعلى التوريث فقط، كما أطاحت بالحزب الوطني، الذي تسبب في إفساد البلاد على مدار 40 عامًاquot;. ويضيف إنها تميزت quot;بقيم الحرية والمساواة، التي فقدها المواطن طوال السنوات الماضيةquot;.

وأشاد بالجيش المصري quot;الذي حمى الثورة، ورفض قتل الثوارquot;، مشددًا على أن المجلس العسكري quot;لم يكن عائقًا أمام نجاح الثورةquot;، فأعضاؤه بنظر الزمر quot;مشهود لهم بالوطنيةquot;.

وفي حين اعترف quot;بالأخطاء، التي ارتكبها المجلس العسكري في إدارة الفترة الانتقاليةquot;، إلا أنه أكد أن الأمر quot;لم يكن مقصودًاquot;.

ويقول عضو مجلس الشعب عن حزب الحرية والعدالة الدكتور أكرم الشاعر لـquot;إيلافquot;، إن الثورة quot;حققت العديد من الإيجابيات، لعل أهمها إلغاء المحاكم العسكرية للمدنيين، وإجراء أول انتخابات نزيهة، إضافة إلى رفع رواتب العاملين في الدولة، وتثبيت آلاف الشباب العاملين بعقود موسميةquot;.

ورأى أن المظاهرات الفئوية والمليونيات المتعددة كانتا quot;سببًا أساسيًا في تأخر مطالب الثورة، حيث أدخلت البلاد في أزمات عديدة، كانت سببًا في تأخر الفترة الانتقاليةquot;.

وطالب شباب الثورة بالنظر إلى quot;امتيازات الثورة وإلى المستقبل، الذي سيكون أفضل بعد إحساس الشعب بالحرية، والتخلص من هوس الخوف، الذي كان يمثل سيفًا على رقبته طيلة الـ(30) عامًا الماضية، بعد تحويل مصر إلى دولة بوليسية لخدمة الرئيس السابقquot;.

بدوره يرى عضو المجلس الاستشاري الدكتور أحمد كمال أبو المجد أن ثورة quot;25 ينايرquot; دخلت الآن في مرحلة الاستقرار وجني الثمار بقرب انتهاء الفترة الانتقالية، وتسليم السلطة إلى رئيس منتخب.

ولفت إلى أن الثورة حملت الإيجابيات، كما حملت سلبيات عديدة، ويوضح أن أهمها التدهور الاقتصادي، بسبب كثرة المليونيات على quot;الفاضي والمليانquot;.

يضيف إليها quot;ارتفاع البطالةquot;، بينما يؤكد أن هذا الوضع المتدهور لن يستمر، حيث ينتظر quot;جني ثمار الثورة خلال الفترة المقبلة، في إطار الحرية المسؤولة التي يعيشها الشعبquot;.