بيريز ونتنياهو اعتزما حضور مؤتمر الـquot;إيباكquot;

يتنافس نتانياهو وبيريز على زيارة واشنطن، لحضور مؤتمر الـ quot;إيباكquot; السنوي، ففي حين جرت العادة على قيام أحدهما بالزيارة، أعلن الطرفان عن اعتزامها الحضور، لاقتناص فرصة لقاء أوباما والتقرب من إدارته، التي بات رئيسها في موقف يفرض عليه المفاضلة بين لقاء أحد الرجلين.


القاهرة:في سابقة هي الأولى من نوعها، يعتزم الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريز ورئيس الوزراء بنيامين نتانياهو التوجّه إلى واشنطن سوياً، لحضور المؤتمر السنوي، الذي يقيمه اليهود الموالون لإسرائيل في الولايات المتحدة (إيباك).

وبحسب تقرير مطول نشرته صحيفة هآرتس العبرية، كانت قيادة الـ (إيباك) بعثت بدعوة إلى الرئيس الإسرائيلي، تطالبه فيها بحضور مؤتمرها السنوي، وكان من المقرر، بحسب هآرتس، أن يحضر بيريز بمفرده، بينما يكتفي نتانياهو بإرسال تهانيه عبر شاشة فيديو الكونفرانس من إسرائيل، غير أن رئيس الوزراء الإسرائيلي قرر بشكل مفاجئ اصطحاب بيريز، لحضور فعاليات المؤتمر في الفترة ما بين 4 إلى 6 آذار (مارس) المقبل.

ترتيب لقاء بيريز -أوباما

علامات استفهام عدة فرضت نفسها حول رغبة الرئيس الإسرائيلي ورئيس الوزراء نتانياهو في حضور مؤتمر الـ(ايباك) سوياً على غير العادة. ودارت الاستفسارات عينها حول من سيلتقيه الرئيس الأميركي باراك أوباما في البيت الأبيض.

وفي وقت يسعى القائمون على مقر الرئاسة الإسرائيلي، إلى ترتيب لقاء بين بيريز والرئيس أوباما، يرى المراقبون في تل أبيب أن لقاء القمة مع أي من الرجلين سيحدده الرئيس الأميركي فقط، خاصة أن كلاهما في الولايات المتحدة.

وعن أسباب تلقي بيريز الدعوة من الـ quot;إيباكquot; في وقت مبكر دون نتانياهو، تشير معلومات الصحيفة العبرية إلى أن قادة اللوبي اليهودي في واشنطن بعثوا بدعوة إلى الرئيس الإسرائيلي منذ أشهر عدة، أشاروا فيها إلى اعتزامهم إقامة حفل على هامش المؤتمر، لتكريم بيريز على خلفية نشاطه السياسي في خدمة الدولة العبرية.

كما تؤكد المعطيات عينها أن قيادات الـ(إيباك)، تعكف في الوقت الراهن على إعداد وإنتاج فيلم تسجيلي، يستعرض حياة الرئيس بيريز، ليتم عرضه على شاشة عملاقة في قاعة المؤتمر، الذي يحضره الآلاف من المشاركين.

يعود تقرير الصحيفة العبرية إلىالحديث عن الزيارة المزدوجة، التي من المقرر أن يقوم بها بيريز ونتانياهو إلى الولايات المتحدة في التوقيت نفسه، فتقول: quot;العادة المتبعة في إسرائيل، هي أن يتلقى رئيس الدولة ورئيس الوزراء دعوتين منفصلتين من قادة اللوبي اليهودي في واشنطن لحضور المؤتمر السنوي، إلا أن أحد الرجلين يقوم بالزيارة، بينما يكتفي الآخر بإرسال تهانيه عبر شاشة الفيديو كونفرانس.

إلا أن دوائر سياسية مقرّبة من مقر رئاسة إسرائيل، أكدت أن رئيس الوزراء الإسرائيلي لم يعلن منذ البداية عن اعتزامه حضور مؤتمر (إيباك)، كما إن ديوانه بعث برسالة إلى قادة اللوبي اليهودي في واشنطن، يشير مفادها إلى أن نتانياهو سيكتفي بإرسال تهانيه عبر الكونفرانس إلى المؤتمر، كما جرت العادة في مؤتمرات مناظرة في الولايات المتحدة، على الرغم من ذلك، إلا أن نتانياهو، وقبل أيام عدة، قرر التراجع عن موقفه، وأعدّ نفسه للمشاركة في المؤتمر الذي يدور الحديث عنهquot;.

دهشة المراقبين في إسرائيل

في خطوة غير معتادة، وقبل ما يربو على شهر ونصف شهرمن موعد انعقاد مؤتمر الـ(إيباك)، قرر مقر الرئاسة الإسرائيلي إصدار بيان رسمي، أعلن فيه أن الرئيس بيريز يعتزم زيارة الولايات المتحدة لحضور مؤتمر اللوبي اليهودي الموالي لإسرائيل الـ(إيباك).

ولاقت هذه الخطوة، بحسب هاآرتس، دهشة المراقبين في إسرائيل، إذ إن عادة مقر الرئاسة الإسرائيلي هي أن يعلن عن زيارات الرئيس خارج البلاد قبل أسبوع على الأكثر من موعدها، وليس قبلها بما يربو على شهر ونصف شهر.

وجاء في بيان بيريز: quot;إن الرئيس الإسرائيلي سيستغل زيارته المقررة إلى الولايات المتحدة في آذار (مارس) المقبل، للقاء عدد من المسؤولين البارزين في الإدارة الأميركيةquot;، في حين يسعى رجال بيريز إلى ترتيب لقاء بين الرئيس الإسرائيلي ورئيس الولايات المتحدة، بحسب صحيفة هآرتس العبرية.

تنافس على لقاء أوباما

وتشير هآرتس إلى أنه إذا تواجد نتانياهو وبيريز في التوقيت نفسه في الولايات المتحدة، فسيتعرض أوباما لموقف حرج، وسيكون عليه اتخاذ قرار يقضي بحسم موقفه من لقاء أحد الرجلين، إذ إنه من غير الممكن أن تعقد قمتين إسرائيلية ndash; أميركية خلال يومين فقط، يحلّ فيها ضيفان إسرائيليان على الولايات المتحدة.

تعقيباً على هذا الوضع، نقلت الصحيفة العبرية عن مصادر في ديوان رئاسة الوزراء الإسرائيلي قولها: quot;إن إمكانية سفر نتانياهو لحضور مؤتمر الـ(إيباك) في الولايات المتحدة، لا تزال قيد الدراسة، فلا تعارض بين سفر نتانياهو أو بيريز للولايات المتحدة، ونحن نثق في حسم هذا الموضوع قريباً بشكل جيدquot;.

أما مقر الرئاسة الإسرائيلي فعلق على هذا التضارب ببيان مقتضب جاء فيه: quot;عملية السفر إلى الولايات المتحدة تم التنسيق حولها بشكل جيد، واتفق نتانياهو وبيريز على أنه لا مانع من توجههما سوية إلى الولايات المتحدة في التوقيت نفسهquot;.

500 لقاء مع أعضاء الكونغرس

وفي حين لم يعلن جدول أعمال أو توصيات لمؤتمر الـ (إيباك) هذا العام، خاصة أن موعد انعقاده ما زال بعيداً، إلا أن القراءة المتعمقة في جدول أعمال المؤتمر عينه خلال العام الماضي، قد تعكس جانباً كبيراً من حرص نتانياهو على حضور المؤتمر المزمع عقدهفي آذار (مارس) المقبل.

إذ تشير معطيات هآرتس إلى أن مؤتمر العام الماضي حضره ما يربو على 10.000 ناشط يهودي من مختلف دول العالم، وحرص هؤلاء، وفي مقدمتهم القائمون على المؤتمر، على تجنب الحديث عن سياسة إسرائيل الداخلية، وإنما اكتفوا بتبجيل ودعم رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، ودارت الكلمات في مضمونها العام حول كيفية الحفاظ على أمن الدولة العبرية.

كما حرص حضور المؤتمر على إبراز القوة التي تتمتع بها إسرائيل بين جيرانها العرب، وفي أعقاب الكلمات والمداولات، تم عقد 500 لقاء مع أعضاء الكونغرس الأميركي، بمجلسيه الشيوخ والنواب، وفي حين وقف حضور المؤتمر، ومعظمهم من اليهود، في طوابير طويلة، للخضوع للفحص الأمني قبل أن يدلفوا إلى قاعة المؤتمرات في مقر اللوبي اليهودي، أبدى المراقبون في إسرائيل دهشة من حرصهم على الحضور، وقال المراقبون في تفسيرهم لذلك: quot;كانت هناك رغبة عارمة لمشاهدة الخطاب، الذي يلقيه رئيس وزراء إسرائيل من داخل قاعة المؤتمراتquot;.

وبحسب ما نقلته الصحيفة العبرية عن هاورد كور مدير عام منظمة الـ (إيباك)، كان من الصعب تجاهل القوة، التي حرص الإيباك على التظاهر بها خلال مؤتمر العام الماضي 2011.

فإلى جانب الحضور، الذين زاد عددهم على 10.000 ناشط من مختلف دول العالم، كان من بينهم ما يربو على 70 سيناتور و270 عضو من مجلس النواب، وقادة أفرو ndash; أميركيين، إضافة إلى قادة مسيحيين، فبذل قادة اللوبي اليهودي في واشنطن كل ما بوسعهم، لإبراز مدى الدعم، الذي تتمتع به الدولة العبرية، وكان من بين المؤيدين ما يزيد على 1.500 طالب من 400 جامعة تقريباً، وحضروا جميعهم فعاليات المؤتمر، التي تستمر كما هو متبع يومين على التوالي.

ولعل ذلك، بحسب صحيفة هآرتس، هو تفريغ دعاوى اليهود الليبراليين في الولايات المتحدة من مضمونها، إذ يدّعي هؤلاء، وفقاً لوصف هآرتس: quot;أن مواقف الـ(إيباك) لا تجسد مواقف وآراء معظم شبيبة اليهود في الولايات المتحدةquot;.