صنعاء:أقر مجلس النواب اليمني السبت قانونا يمنح quot;الحصانة الكاملةquot; للرئيس علي عبد الله صالح ووافق على تزكية نائبه عبد ربه منصور هادي مرشحا توافقيا للانتخابات الرئاسية المفترض اجراؤها في 21 شباط/فبراير، وذلك في خطوة تعد بمثابة ضوء لهذا الاستحقاق الاساسي في اتفاق انتقال السلطة.

ووافق المجلس ايضا على منح معاوني الرئيس حصانة جزئية فيما اكد قيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم ان الرئيس صالح سيغادر اليمن قريبا في جولة تشمل سلطنة عمان واثيوبيا وصولا الى الولايات المتحدة حيث سيتلقى العلاج.

وتم اقرار قانون الحصانة بعد تعديل ادخلته الخميس حكومة الوفاق الوطني على نص المشروع الذي يلقى معارضة شديدة من قبل الشباب المحتجين ومن قبل منظمات غير حكومية.

ومنح صالح الذي يحكم اليمن منذ 33 عاما quot;الحصانة التامة من الملاحقات القانونية والقضائيةquot;، بحسب نص القانون.

الا ان quot;المسؤولين الذين عملوا مع الرئيس في مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية والامنيةquot; سيحظون بحصانة من quot;الملاحقة الجنائية في ما يتصل باعمال ذات دوافع سياسية قاموا بها اثناء ادائهم لمهامهم الرسميةquot;، بحسب نص القانون.

ولا تنطبق الحصانة لمساعدي صالح quot;على اعمال الارهابquot; بحسب النص.

وكانت النسخة الاولى من مشروع قانون الحصانة نصت على منح صالح ومساعديه حصانة كاملة.

وياتي حصول صالح على الحصانة بموجب اتفاق المبادرة الخليجية لانتقال السلطة الذي وقع عليها الرئيس اليمني في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي في الرياض.

ويشكل اقرار قانون الحصانة خطوة هامة في اطار تطبيق الالية التنفيذية لهذه المبادرة بعد تشكيل حكومة الوحدة وتشكيل اللجنة العسكرية لرفع المظاهر المسلحة والدعوة لانتخابات مبكرة في 21 شباط/فبراير.

وبموجب هذه المبادرة، بات نائب الرئيس يمسك بالسلطات التنفيذية الاساسية لرئيس الجمهورية الى ان يتم انتخابه في انتخابات مبكرة رئيسا خلفا لصالح.

واكد نواب لوكالة فرانس برس ان quot;ضغوطا خارجيةquot; لعبت دورا اساسيا في الدفع باتجاه اقرار قانون الحصانة في البرلمان، خصوصا بعد ان شكك مسؤولون ومراقبون في امكانية اجراء الانتخابات المبكرة في ظل استمرار التوترات الامنية في البلاد.

وقال رئيس كتلة حزب المؤتمر الشعبي العام في البرلمان اليمني سلطان البركان لوكالة فرانس برس تعليقا على اقرار الحصانة ان quot;العجلة دارت اليوم لكن هذا لا يعني ان العراقيل قد ازيلت، اذ لم تزل العراقيل موجودة والجيش منقسم وصنعاء منقسمة والطرقات عرضة للتقطعquot;.

ومنذ توقيع صالح على المبادرة الخليجية، بات غضب الشباب المناوئين له منصبا على رفض منحه الحصانة والتشديد على ضرورة محاكمته عن quot;المجازرquot; التي يقولون ان قواته والمناصرين له ارتكبوها بحق المعارضين.

واكدت الناشطة المعارضة الحائزة جائزة نوبل للسلام توكل كرمان في تصريحات نشرتها وسائل الاعلام اليمنية السبت ان الحصانة يجب ان تكون مصحوبة بquot;منعquot; صالح ومعاونيه من quot;شغل مناصب رسميةquot;.

الى ذلك، اكد البركاني ان صالح سيغادر اليمن في رحلة الى الخارج تقوده الى نيويورك حيث سيتلقى العلاج.

وقال البركاني ان صالح quot;سيزور في الايام المقبلة سلطنة عمان ثم اثيوبيا قبل ان يتجه الى نيويورك لتقلي العلاجquot; بسبب الاصابات التي يعاني منها جراء الانفجار الذي استهدفه في حزيران/يونيو 2011 في مسجد القصر الرئاسي في صنعاء.

وذكر البركاني ان صالح quot;سيعود الى اليمن بعد الانتهاء من العلاج في نيويورك من اجل الاستمرار في قيادة حزبه المؤتمر الشعبي العامquot;.

ولم يحدد البركاني تاريخ السفر المتوقع لصالح.

وكان مصدر في مكتب الرئيس قال لفرانس برس الجمعة ان quot;اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام وافقت على سفر الرئيس الى الخارج لتلقي العلاج بناء على طلبهquot;.

واثار سفر صالح الكثير من الجدل خصوصا ان المعارضة تحبذ غياب صالح عن الساحة السياسية لضمان تنفيذ اسهل لانتقال السلطة.

واكد صالح انه يريد السفر quot;ليتوارى عن الانظارquot; ولتسهيل عمل حكومة الوفاق الوطني، الا ان واشنطن ردت بانها لم تقرر بعد منحه تاشيرة.

وفي وقت لاحق اكد مقربون من الرئيس اليمني انه عدل عن فكرة السفر.