وقعت إشتباكات دامية بعد صلاة الجمعة في ميدان التحرير بين أعضاء من جماعة الإخوان المسلمين من جهة، وشباب من تيارات سياسية ليبرالية وآخرون مناهضون لمرسي من جهة ثانية، بعد تنديد هؤلاء بتبرئة المتهمين في قضية موقعة الجمل. وعادت لميدان التحرير هتافات مثل quot;الشعب يريد إسقاط الرئيسquot;.

وعد الرئيس المصري محمد مرسي الجمعة بإعادة محاكمة مسؤولي النظام السابق الذين حصلوا مؤخرا على البراءة من تهمة الاشتراك في قتل المتظاهرين خلال ثورة 25 يناير التي اطاحت بالرئيس حسني مبارك في شباط/فبراير 2011.

وقال مرسي في كلمة بعد اداء صلاة الجمعة اليوم في مسجد سيدي جابر في الاسكندرية (شمال) quot;سنستخدم القانون ضد كل من قتلوا الثوار وحاولوا اعاقة مسيرة الثورة.. كل هذا لا يمكن ان نغض الطرف عنهquot;.

وكان مرسي اصدر مساء الخميس قرارا بإقالة النائب العام عبد المجيد محمود، المتهم من قبل ناشطين quot;ثوريينquot; ومن جماعة الاخوان المسلمين بافساد الادلة في قضايا قتل المتظاهرين وتعيينه سفيرا لمصر لدى الفاتيكان.

الا ان النائب العام رفض هذه الاقالة، مؤكدا انه quot;باق في اداء عمله طبقا لقانون السلطة القضائيةquot; الذي لا يجيز عزله او اقالته من منصبه.

وقرار اقالة محمود جاء غداة قرار محكمة جنايات القاهرة الاربعاء ببراءة جميع المتهمين في القضية المعروفة اعلاميا بquot;موقعة الجملquot; التي كان متهما فيها عدد من كبار المسؤولين في النظام السابق.

وتعليقا على هذا الحكم، قال مرسي في كلمته التي نشرها الموقع الالكتروني لصحيفة الشروق المستقلة ان quot;الادلة الجنائية قليلة ورجال القانون والقضاء يتحركون بشكل مؤسسي.. وكلنا نعرف ان المتهم هو من يمتلك الدليل وأخفاه، لكن لا يمكن ان يفلت هؤلاء المجرمون مرة اخرى، ولجنة تقصي الحقائق تعمل ليلا نهاراquot;.

وقبل أربعة اشهر، حكم على مبارك ووزير داخليته حبيب العادلي بالسجن المؤبد لدورهما في إصدار أوامر قتل المتظاهرين، فيما تمت تبرئة ستة من كبار المسؤولين الأمنيين في نظامه في القضية نفسها ما أثار احتجاجات غاضبة في مختلف أنحاء البلاد.

واليوم تظاهر المئات من أنصار الرئيس مرسي في ميدان التحرير في القاهرة حيث جرت صدامات بينهم وبين ناشطين من أنصار الدولة المدنية يطالبون بتشكيل جمعية تأسيسية جديدة لوضعت الدستور بدلا من الجمعية الحالية التي يهيمن عليها الاسلاميون.

ووقعت إشتباكات دامية بعد صلاة الجمعة اليوم في ميدان التحرير بين أعضاء من جماعة الإخوان المسلمين، وشباب من تيارات سياسية ليبرالية، وآخرين مناهضين لسياسة الرئيس محمد مرسي، محتجين على صدور أحكام بالبراءة بحق المتهمين في قضايا قتل المتظاهرين المعروفة إعلامياً بـquot;موقعة الجملquot;. وعادت لميدان التحرير للمرة الأولى منذ الإطاحة بنظام حكم الرئيس السابق حسني مبارك هتافات مثل quot;الشعب يريد إسقاط النظامquot;، quot;الشعب يريد إسقاط الرئيسquot;.

12إصابة

ارتفع عدد مصابي الإشتباكات التي تجري في ميدان التحرير في وسط القاهرة بين مؤيدي ومعارضي الرئيس محمد مرسي إلى 42 مصاباً، حسبما أفادت وزارة الصحة، فيما قدرت مصادر طبية في المستشفى الميداني في التحرير لquot;إيلافquot; أعداد المصابين بنحو 79 مصاباً على الأقل، تتراوح إصاباتهم ما بين جروح بالرأس وكدمات نتيحة التقاذف بالحجارة، والسقوط على الأرض بسبب التدافع والزحام.

وكانت المعطيات الاولية افادت بان 12 شخصا جرحوا بجراح طفيفة، نتيجة التقاذف بالحجارة بين الطرفين. وبدأت الإشتباكات عندما هدم شباب ينتمون للإخوان منصة إعلامية للتيارات الليبرالية في ميدان التحرير، كانت ضمن فعاليات تظاهرات دعا إليها العديد من القوى السياسية وأطلقت عليها quot;يوم الحسابquot;، بمناسبة انقضاء مائة يوم من عمر ولاية مرسي الرئاسية، وعدم وفائه بالوعود التي قطعها على نفسه بالقضاء على خمس أزمات في مصر وهي: الخبز، القمامة، المرور، الإنفلات الأمني، والوقود. وهتف المحتجون للمرة الأولى منذ الإطاحة بنظام حكم الرئيس السابق حسني مبارك، quot;يسقط حكم المرشدquot;، وquot;الشعب يريد إسقاط النظامquot;، وquot;الشعب يريد إسقاط الرئيسquot;، وquot;الشعب يريد تطهير القضاءquot;.

فيما نفت جماعة الإخوان المسلمين على لسان الدكتور محمود غزلان، المتحدث الرسمي باسم الجماعة أن يكون أعضاؤها اشتبكوا مع أعضاء التيارات السياسية الأخرى في ميدان التحرير، وقال في تصريحات له: quot;جماعة الإخوان المسلمين ليست متواجدة حتى الآن في ميدان التحرير. وتابع: quot;دأب الخصوم السياسيون على إلصاق التهم بالإخوان.. في حين أن الإخوان دائما ما يعتدي عليهم ولا يردون العدوان بمثلهquot;.

فيما تظاهر المئات من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين أمام مكتب النائب العام في ميدان الإسعاف في وسط القاهرة، وأدّوا صلاة المغرب أمام مقر النائب العام، دعماً لقرار الرئيس محمد مرسي بإقالته وتعيينه سفيرا لمصر في الفاتيكان. وردد المتظاهرون هتافات تطالب بتنفيذ قرار الرئيس، ومنها quot;قرار الرئيس لازم يتنفذquot;، وquot;الشعب يريد تطهير القضاءquot;.
بلطجة الإخوان

ودفعت الجماعة بأعضائها في التظاهرات اليوم، للتظاهر تأييداً للرئيس مرسي، ووقعت الإشتباكات بين الجانبين. ونددت العديد من القوى السياسية بمشاركة الإخوان في تظاهرات اليوم، متهمين إياها بافتعال العنف، ووصفت الجبهة الحرة للتغيير السلمي، وتحالف القوى الثورية ما يحدث بـquot;البلطجة السياسية من قبل جماعة الإخوان المسلمينquot;، واتهمت القوى الثورية الإخوان بـquot;التعدي على شباب الثورة وإصابة بعض الشباب جرّاء الإعتداء عليهم وتكسير المنصة الرئيسة للقوى الثورية فى جمعة quot;محاسبة الرئيسquot;.
وقال تحالف القوى الثورية: quot;إننا لنرفض ما يفعله أعضاء الجماعة الحاكمة من وضع أنفسهم موضع المعارضة للرافضين لحكمهم واستخدامهم القوة المفرطة والتعدي على من يعارضهم ويحاسبهم على فشلهمquot;.

وأضاف: quot;ما يحدث اليوم يدل على أن أعضاء جماعة الإخوان المسلمين ماهم إلا تابعون لا يعلمون ماذا يفعلون، يتحركون بإشارة من المرشد العام لهم دون فهم لبواطن الأمور، وإن كانوا يريدون النزول للميادين والتظاهر فليتركوا الحكم فورا ولينزلوا في صفوف المعارضة لأن اللعبة السياسية التي كانوا يلعبونها أيام الرئيس quot;المخلوعquot; قد انتهت الآن، وهم لا يعلمون ذلكquot;. وحملت الحركة المرشد العام للإخوان محمد بديع والرئيس محمد مرسي، مسؤولية الإعتداء على المتظاهرين السلميين في ميدان التحرير، وإننا لن نترك هذا الأمر يمر مرور الكرام، ولن نترك ميدان التحرير وسنتواجد فيه من أجل استكمال الثورة واستردادها ممن خانوها وسنرجع بتوحدنا وقوتنا لنهتف quot;الشعب يريد اسقاط النظامquot;.

عنف غير مبرر

فيما انتقدت حركة 6 أبريل مشاركة جماعة الإخوان المسلمين في التظاهرات، وافتعال المشاجرات مع القوى السياسية، وقال محمود عفيفي عضو المكتب السياسي للحركة لـquot;إيلافquot; إن موقف جماعة الإخوان المسلمين غير مفهوم، متهماً إياها بمحاولة إجهاض تظاهرات اليوم بمناسبة مرور مائة يوم من ولاية الرئيس محمد مرسي، وعدم الإلتزام بوعوده التي قطعها على نفسه، والانتقام لدماء الشهداء.
وأشار إلى أن الحركة قررت الانسحاب من ميدان التحرير، وأصدرت بيانا بذلك، منعاً لدس اسمها في تلك الإشتباكات غير المبررة، والتظاهر أمام مكتب النائب العام.

ولفت إلى أن الحركة لا تجد دافعاً او مبرراً لتطاول تيارات شاركت فى الثورة وكانت صفاً واحداً، وسقط لها شهداء ليشتبك الآن أفرادها سوياً للقتال على كرسي زائل أو مجد زائف. وأضاف أن الحركة تحذر جماعة الإخوان المسلمين من التمادي في التعامل الفوقي مع التيارات الأخرى، مذكرة بأنها من أوصلت الجماعة إلى كرسي الحكم.
فيما تظاهر مناصرون للرئيس محمد مرسي في ميدان التحرير، دعما له في قراره إقالة النائب العام عبد المجيد محمود، وهتفوا quot;مرسي مرسيquot;، quot;الشعب يريد تطبيق قرار الرئيسquot;.