أكد المبعوث العربي الأممي لحل الأزمة السورية الاخضر الإبراهيمي انه يسعى إلى وقف شامل لإطلاق النار في سوريا وإطلاق عملية سياسية ترضي الشعب السوري وطموحاته المشروعة فيما دعا رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الدول المؤثرة في الأزمة إلى التعامل معها بمسؤولية عالية.


خلال اجتماعه مع المبعوث العربي الأممي لحل الأزمة السورية الاخضر الإبراهيمي في بغداد اليوم تم quot;بحث معمق للأزمة السورية والسبل الكفيلة بايجاد حل سياسي لإنهاء الأزمةquot; حيث تم quot;الاتفاق على جملة من الخطوات التي يمكن ان تشكل خارطة طريق للخروج من الأزمة السورية بأسرع وقتquot; كما قال بيان صحافي لمكتب رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي من دون توضيح هذه الخطوات.

وقال المالكي للإبراهيمي خلال الاجتماع quot;نحن معكم بكل ما نستطيع وان نجاحكم سيكون نجاحا لسوريا وللمنطقة اجمعquot;.. مشددًا على أنّ العراق يدعم بشكل كامل جهود الموفد الأممي والعربي المشترك إلى سوريا من اجل التوصل إلى حل سياسي للأزمة المتفاقمة في سوريا.

وحذر المالكي من استمرار القتال في سوريا داعيا إلى quot;التحرك بسرعة حفاظا على أرواح الشعب السوري الشقيق ومستقبل سوريا ووحدتها، وكذلك حفاظا على أمن المنطقة واستقرارهاquot;. ودعا quot;جميع الدول المؤثرة في الشأن السوري إلى إدراك خطورة تطورات الأزمة السورية وإلى ضرورة التعامل معها بمسؤولية عاليةquot;.

من جانبه قدم الإبراهيمي رؤية اولية لحل الأزمة السورية وهي تعتمد على quot;وقف شامل لإطلاق النار واطلاق عملية سياسية تحقق حلا مقبولا للشعب السوري يحفظ حقوقه وطموحاته المشروعةquot;.

وعلمت quot;ايلافquot; أن مباحثات المالكي والإبراهيمي تناولت بالبحث والمناقشة كذلك مبادرة العراق لحل الأزمة السورية والتي اعلنها خلال القمة العربية في بغداد نهاية اذار (مارس) الماضي وتتضمن تشكيل حكومة انتقالية تضم جميع مكونات الشعب السوري وتتفق الاطراف على الشخصية التي تترأسها.

وتتضمن المبادرة ايضا اختيار شخصية سورية مقبولة لدى الجميع للتفاوض مع المعارضة بهدف الوصول إلى حل للأزمة كما تدعو إلى quot;وقف العنف من جميع الاطراف ودعوة البلدان لعدم التدخل في الشأن السوري الداخلي.. وتقترح جميع الاطراف في سوريا الجلوس إلى طاولة حوار وطني، ويكون الحوار السوري تحت اشراف الجامعة العربية.. اضافة إلى مطالبة مختلف الأطراف المؤثرة في سوريا من اجل قبول مشروع تشكيل مفوضية مستقلة للانتخابات وإجراء انتخابات تحت اشراف دولي وعربي.

وفي وقت لاحق، بحث الابراهيمي مع الرئيس العراقي جلال طالباني quot;بشكل شامل التطورات في الموضوع السوريquot; واستمع الرئيس إلى شرح قدمه المبعوث الدولي والعربي عن نتائج زياراته واتصالاته بمختلف الأطراف. وأكد طالباني استعداد العراق للعمل من أجل مواصلة الدعم والإسناد لجهود الإبراهيمي متمنيًا النجاح لمساعيه وجهوده بما يساعد في تكريس الديمقراطية والحريات للشعب السوري وتجنيبه ويلات العنف كما قال بيان رئاسي.

ووصل الإبراهيمي إلى بغداد قادما من طهران صباح اليوم حيث سيجتمع مع الرئيس العراقي جلال طالباني في وقت لاحق ويبحث معه تطورات الأزمة السورية ومخاطرها على المنطقة ومبادرة العراق لحلها. ويؤكد العراق باستمرار دعمه لمهمة الإبراهيمي quot;لحل الأزمة السورية وإنهاء مأساة الشعب السوري بشكل سلميquot;.

ودعا الإبراهيمي إلى وقف لإطلاق النار في سوريا لمناسبة عيد الاضحى الذي يصادف نهاية الاسبوع المقبل، بحسب ما افاد المتحدث باسمه احمد فوزي في بيان صدر الاثنين. وقال إن quot;الموفد المشترك إلى سوريا الاخضر الإبراهيمي دعا السلطات الايرانية (خلال زيارته إلى طهران الاحد) إلى المساعدة على انجاز وقف لاطلاق النار في سوريا خلال عيد الاضحى القادمquot;.

وقد نفى الإبراهيمي من طهران تقارير صحافية حول وضعه خطة لنشر قوة لحفظ السلام في سوريا قوامها 3000 جندي يمكن أن تشارك فيها قوات أوروبية لمراقبة أية هدنة في هذا البلد في المستقبل. ويقوم الإبراهيمي حاليا بجولة في المنطقة قادته لحد الان إلى الرياض واسطنبول وطهران وسيقوم بعد انتهاء مباحثاته في بغداد بزيارة إلى سوريا للقاء رئيسها بشار الاسد. واكد الإبراهيمي امس ضرورة تقديم مساعدات لحوالى 2.5 مليون نازح واكثر من 350 الف لاجئ في دول الجوار.

وكان الإبراهيمي قام بأول زيارة له إلى الشرق الاوسط في منتصف الشهر الماضي وتخللها لقاء في دمشق مع الاسد الذي يواجه منذ منتصف آذار (مارس) عام 2011 انتفاضة شعبية سلمية تحولت إلى نزاع مسلح.

وفي اخر تصريحات له حذر المالكي الاسبوع الماضي حلف شمال الاطلسي quot;الناتوquot; من خطورة التدخل في الأزمة السورية تحت مبرر حماية تركيا لانه لا شيء يهددها. وقال عقب اجتماعه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاربعاء الماضي ان روسيا والعراق متفقتان على ان تسوية الوضع في سوريا يجب ان تتم من دون اي تدخل خارجي. واكد الاستعداد لبذل كل ما هو ممكن لضمان نجاح مهمة الإبراهيمي quot;التي يجب ان تتمثل في ايجاد حل سلمي للأزمة السوريةquot;.

واضاف أن العراق لا يؤيد تلك الدول التي ترى أنه لا يمكن حل المشكلة السورية إلا بطريقة أمنية والإطاحة بالنظام باستخدام القوة. وشدد على ان العراق يعارض تزويد أي طرف للنزاع بالسلاح وتمويله وقال إن بلاده تتخذ موقفا حياديا ويعتبر أن كل شيء يجب أن يسوّى بطريقة سلمية.

ونفى الاتهامات الاميركية بارسال ايران السلاح إلى الحكومة السورية عبر استخدام الاراضي العراقية قائلا ان ذلك ليس حقيقة وان العراق لن يسمح باستخدام اراضيه لنقل السلاح والمقاتلين إلى الدول المجاورة.