يندر أن تخرج علينا دور الأبحاث بإحصاءات عن أعداد المثليين والسحاقيات في المجتمعات، ناهيك عن أعدادهم وسط الأعراق التي تتألف منها. لكن دراسة أميركية تزعم أنها الأقرب إلى الصورة الحقيقية على الأقل بفضل أن عدد الذين استجابوا لها يربو على 121 ألف شخص.


صلاح أحمد: في أكبر مسح من نوعه في عموم أميركا، خرج الباحثون بأن فقراء السود والآسيويين هم الأكثر قابلية للنزعة المثلية مقارنة بنظرائهم البيض.

ابتداء، فقد أظهر المسح أن 3.4 في المئة من إجمالي عدد البالغين الأميركيين يعترفون بميولهم الجنسية laquo;الخارجة عن التيار العامraquo;، فيصنّفون أنفسهم في فئة تسمى LGBT laquo;إل جي بي تيraquo;، وهي اختصار للكلمات الانكليزية laquo;سحاقية، مثلي، ثنائي الميول الجنسية، أو عابر إلى الجنس الآخرraquo;.

تتشكل هذه النسبة نفسها من كتل عرقية تتصدرها السوداء (4.6 في المئة من إجمالي عدد السود)، فالآسيوية (4.3 في المئة)، فالهسبانبية (4 في المئة). أما البيض، الذين يصنّفون أنفسهم في فئة laquo;إل جي بي تيraquo;، فهم الأقل بالقياس إلى هذه المجموعات العرقية وإلى مجموع أبناء جلدتهم، إذ يشكلون فيها نسبة لا تتجاوز الـ3.2 في المئة.

وقال الباحثون إن هذا المسح الأخير - على عكس مسوحات سابقة أصغر طموحًا ونطاقًا - أظهر حقائق أخرى تدحض عددًا من المفاهيم التقليدية. من هذه الحقائق الجديدة أن الأميركيين أصحاب المستوى التعليمي الأدنى هم الأكثر استعدادًا للاعتراف بأنهم مثليون، وليس العكس كما كان يعتقد سابقًا.

في جهة أخرى، اتضح أن نمطًا مشابهًا يسود عندما يتعلق الأمر بالثروة. فقد اتضح أن أكثر من 5 في المئة من أولئك الذين يتلقون رواتب سنوية تقلّ عن 24 ألف دولار يقرّون بالمثلية، مقارنة بـ2.8 في المئة وسط أولئك الذين يحصلون على 60 ألف دولار فما فوق.

وبينما يشكل الأميركيون الذي يتلقون رواتب تربو على 90 ألف دولار نسبة 21 في المئة من إجمالي عدد السكان، فإن نسبة المثليين المنتمين إلى هذه الفئة تبلغ 16 في المئة من إجمالي عدد المثليين في البلاد.

وأظهر المسح أيصًا تباينًا طفيفًا بين الجنسين في الطبقات العمرية الوسطى (30 عامًا فما فوق). فبينما قالت نسبة 3.6 في المئة من النساء إنهن سحاقيات، قال 3.3 في المئة من الرجال إنهم مثليون. لكن هذا الفارق يتسع لدى تناول الفئات العمرية الأصغر نسبيًا (بين 18 و29 عامًا)، إذ كانت نسبة النساء 8.3 في المئة مقارنة مع 4.6 وسط الرجال.

ونقلت الصحف البريطانية، التي تداولت هذا النبأ، عن غاري غيتس، الذي قاد فريق البحث في جامعة كاليفورنيا، قوله إن نتائج المسح laquo;تنسف الاعتقاد السائد القائل إن المثليين في الغالب بيض ميسورو الحال من سكان الدور الأنيقة، سواء في ضواحي المدن أو في الأريافraquo;.

يذكر أن هذا المسح شمل لقاءات مع أكثر من 121 ألف أميركي، ويعتبر بالتالي الأكبر على الإطلاق في ما يتصل بميول السكان الجنسية. مع ذلك فهو - باعتراف القائمين على أمره - لا يعكس الصورة الحقيقية كاملة، لأنه لا يأخذ في الاعتبار المنتمين إلى فئة laquo;إل جي بي تيraquo; في الواقع، ومع هذا فهم لا يقرّون بذلك لمختلف الأسباب المتعلقة بظروفهم الشخصية.

يزيد من عتمة الصورة أن عدد الأبحاث في حجم كتل المثليين وسط مختلف الأعراق قليل في المقام الأول. وفي ما يتعلق بالولايات المتحدة فإن laquo;التقديراتraquo; تشير إلى ما بين 2 و10 في المئة.

وفي بريطانيا خلص laquo;مكتب الإحصاء القوميraquo; إلى أن عدد المثليين وثنائيي الميول الجنسية وسط سكان البلاد البيض لا يتجاوز الـ1.5 في المئة، لكن تقديرات أخرى تتحدث عن 6 في المئة على الأقل.