يرفض المعارض البحريني كل الاتهامات التي تسوقها السلطات البحرينية للمعارضة، كاتهامها بالعنصرية والطائفية والسعي إلى قلب النظام، مؤكدًا أن المعارضة رفضت شعار الموت لآل خليفة. كما يؤكد عدم تورط قوات درع الجزيرة في قمع المتظاهرين، مؤيدًا اتحاد البحرين والسعودية.


اعتبر المعارض البحريني مطر مطر، المحسوب على حركة الوفاق الشيعية، أن المشكلة في البحرين محلية وتحديدًا مع الأسرة الحاكمة وليس مع الحكومة السعودية. ورأى أن جهات داخل الأسرة الحاكمة في البحرين تستفيد من تأجيج الخلافات بين المعارضة البحرينية والحكومة السعودية، وقال : quot;أشعر بأن بعض الأطراف المستفيدة من الأزمة قد أساؤوا كثيرًا للسعوديةquot;.

ولفت النائب السابق إلى أن الجهات الحقوقية في البحرين أكدت عدم تورط قوات درع الجزيرة في استخدام القوة، لكنه في الوقت نفسه حمّل القوات البحرينية المسؤولية التامة عن القمع والإستبداد، قائلًا: quot;في دولة بحجم البحرين، قلة من المرتزقة قادرة على البطشquot;.

وأيد المعارض البحريني فكرة الإتحاد بين البحرين والسعودية، وقال في حديثه لـ quot;إيلافquot;، من مقر إقامته في العاصمة الأميركية واشنطن: quot;أعبر عن أعجابي بكثير من المقومات الإيجابية في المملكة العربية السعودية، وأنظر بإيجابية لفكرة الإتحاد، وأعتقد أن هذه الفكرة ستنجح إذا إنطلقت من المواطنين أنفسهم، بعد إصلاحات ترقى لتطلعات الشعبينquot;.

ورحّب مطر بطرح ولي العهد البحريني المتعلق بالأزمة، لكن على أساس الانتقال الى مملكة دستورية وفق آليات محددة وفترة زمنية محددة، وأبدى استعداده ليضع يده بيد أي طرف من أطراف العائلة الحاكمة ينادي بنفس المبادئ التي رفعها ولي العهد.

وفي ما يأتي نص الحوار:

ما هي طيبعة زيارتكم إلى الولايات المتحدة؟

حضرت إلى الولايات المتحدة للمشاركة في حفل تدشين كتاب quot;من القاهرة إلى ولستريت ... النهضة العالميةquot;، الذي نقلت فيه تجربتي في الانتقال من العمل في مجال تقنية المعلومات إلى العمل النيابي، ومن ثم المشاركة في تصدر المطالبة بالتغيير، كما نقلت تجربتي أثناء الاعتقال الانفرادي والظروف الصعبة التي مررت بها. و قد نلت أخيرًا منحة برنامج زمالة ريجان- فيسال للديمقراطية، المقدمة من مؤسسة الصندوق الوطني للديمقراطية وسألتحق بالبرنامج خلال الفترة القادمة.

هل بحثتم مع الإدارة الأميركية مسألة الوضع البحريني؟

لم ألتقِ أي مسؤول أميركي، فأولوياتي تنصب على مخاطبة الجهات التشريعية والنخب السياسية من إعلاميين وخبراء وباحثين. إن السفارة الأميركية في البحرين تلتقي باستمرار مع مختلف الأطراف وتستمع إليهم، وتنقل لهم التوجهات الأميركية في الشأن البحريني. ويجتمع التحالف المطالب بالإصلاح مع الأميركيين لتبيان تصورهم عن مجريات الأمور وعن الالتزامات الأميركية في هذا الشأن.

دعم أميركي

هل انتم راضون عن دور الولايات المتحدة في المسألة البحرينية؟

أود الإشادة بالدور المشرف الذي لعبته مؤسسات المجتمع المدني في أميركا. فقد عبر العديد من المنظمات عن دعمها للشعب البحريني، كما اعتبر الكثير منها الحركة في البحرين هي الأكثر سلمية والأكثر اتساعًا مقارنة بحجم البحرين وتعداد سكانها، كما كرمت المؤسسات الأميركية ستّ شخصيات بحرينية وقدمت لها جوائز كانت المنافسة فيها على مستوى العالم، وكنت أحد هؤلاء المكرمين. وفي الجانب الإعلامي، نال الفيلم الوثائقيquot;صراخ في الظلامquot; العديد من الجوائز الأميركية كأفضل فيلم وثائقي على مستوى العالم في العام الماضي، ونال رئيس تحرير الوسط منصور الجمري والصحافية لميس ضيف جوائز دولية في أميركا. كما مارس الإعلام الأميركي دورًا إيجابيًا في تسليط الضوء على مساعي التحول الديموقراطي في البحرين، على الرغم من تسارع الأحداث الأشد فظاعة في ليبيا ثم سوريا.

أقصد الجانب الرسمي الأميركي؟

أعتقد أن مستوى الارتكابات كان أعلى لولا الرسائل الأميركية المعلنة وغير المعلنة، فقد كان للأميركيين دور مهم في تكوين لجنة تقصي الحقائق برئاسة الخبير الدولي شريف بسيوني، بغض النظر عن تقييم التقرير ومدى تنفيذ التوصيات. فلا يستطيع أحد أن ينكر أن هذا التقرير يمثل وثيقة مهمة. من جهة أخرى، صرح السفير الأميركي في البحرين أخيرًا أن الأميركيين لن يفرضوا الحوار في البحرين، وصرح مساعد وزيرة الخارجية لشؤون حقوق الإنسان في جلسة استماع عن الشأن البحريني أن الإدارة تفضل أن يكون الصوت الهادئ من الخارج لدعم الحوار. وفي العشاء السنوي للمعهد الديموقراطي الدولي، وصفت وزيرة الخارجية الأميركية الشأن البحريني بأنه مركب و معقد، وأرى هذا التوصيف دقيقًا .

ما موقفكم من التواجد الأميركي في البحرين؟

البحرين هي مقر الأسطول الخامس، وتعتبر البحرين أحد خمسة حلفاء لأميركا من خارج حلف شمال الأطلسي في الشرق الأوسط. في الحقيقة، إن أحدًا لم يسأل البحرينيين إن كانوا يقبلون بإستضافة الأسطول الخامس. هذا التواجد يزيد من إلتزامات الحكومة الأميركية تجاه البحرين، ولن نقبل أن يكون وجود الأسطول عقبة في طريق التطوير. اختار الأميركيون البحرين دون سواها لتكون مقرًا للأسطول الخامس ليس لأن البحرين هي الأكثر حرية وديمقراطية واستقرارًا في المنطقة، بل لأن البحرين هي الأضعف بين دول الخليج على المستوى الإقتصادي، ونحن نرغب في تفضيل البحرين لما تمتلكه من عناصر قوة و ليس لما تمتلكه من عناصر ضعف، وهذا جوهر خلافنا مع السياسات الحالية.

تصحيح الصورة

انت هنا في أميركا وزميلك علي الأسود في بريطانيا وعلي سلمان كان مؤخرًا في مصر لماذا لا تركزون على الداخل بدل الخارج؟

يرفض النظام الحوار معنا ويفضل الحديث مع الخارج، على الرغم من أن المسار الأنسب هو الحديث المباشر من دون وسطاء. لكن الحكومة تدفع عشرات الملايين من الدولارات لشركات العلاقات العامة للحديث مع الخارج، ونحن مضطرون لتصحيح الصورة عن الشعب البحريني. فهو ليس طائفيًا ولا يريد العنف أو القطيعة مع الدولة، وليس تابعًا لإيران. من واجبنا أن نصحح الصورة، وسنظل ندعو للتفاوض المباشر مع النظام على خارطة طريق للعبور نحو التغيير.

لكن الحكومة البحرينية استدعت الشيخ علي سلمان بعد زيارة مصر واتهمته بنقل معلومات خاطئة؟

يعكس هذا الموقف ضيق أفق الحكومة. فهي لا تطيق سماع رأي غير رأيها. إستاءت الحكومة من نجاح زيارة سلمان إلى مصر، وقطعت الطريق أمام دعوة مقدمة لزيارة أخرى إلى الدوحة، قدمها أحد مراكز الأبحاث هناك.

اتهامات بالطائفية والعنف

تثير حركة الوفاق النعرات الطائفية والعنصرية بين المواطنين وتحرض على كراهية الحكومة.. بماذا تردون؟

نرفض كل التعابير العنصرية والداعية للعنف و الكراهية. على العكس تمامًا، كان للمعارضة دور رئيسي في تقييم الشعارات التي كان يطلقها المتظاهرون الغاضبون. وهنا أشيد بالدور الذي لعبه الناشط الحقوقي الدولي عبدالهادي الخواجة، إذ حث المتظاهرين على عدم رفع شعارquot;الموت لآل خليفةquot;، واعتبره شعارًا سلبيًا نابعًا من غضب. وبدلًا من أن يشكر النظام الخواجة على ترشيده الخطاب السياسي وامتصاص الاحتقان، زج به في السجن بتهمة محاولة قلب النظام بالقوة. لقد قلت في أحد خطاباتي في الدوار إن شعار quot;الموت لآل خليفةquot;هو شعار عنصري، ولم يكن سهلًا إنتقاد المتظاهرين والناس تموت، مع ذلك تحملنا مسؤوليتنا التاريخية أمام الله قبل النظر في الحسابات السياسية الضيقة. وعلى الرغم من ذلك، أعتقلت والسلاح فوق رأسي، في لحظة لن أنساها ولن تنساها زوجتي التي كانت ترافقني وقت الإعتقال.

تتهمكم الحكومة البحرينية بوضع العراقيل أمام سعيها لإيجاد أرضية مشتركة لدفع العمل السياسي!

إن اعتقال نشطاء حقوق الإنسان وفي مقدمتهم الناشط الدولي نبيل رجب، وإستدعاء الأمين العام لجمعية الوفاق الشيخ علي سلمان للتحقيق، وتصريحات وزير العدل الأخيرة، سياسات لا تؤدي إلى التسوية. فالمسؤولون يصفون المطالبين بالتغيير بأنهم مغرر بهم ومندسون ومتأمرون ومقامرون، وهذه أوصاف لا تنم عن إيمان بالشراكة. وعلى الرغم من كل هذه الجراح، نحن على إستعداد للجلوس والتفاوض، لأن أعيننا على مستقبل البلد و الأجيال القادمة.

كذلك تتهمكم الحكومة البحرينية بتقديم غطاء سياسي للعنف؟

في الحقيقة، أنا أقر بأن المتهمين بالرغبة في تغيير نظام الحكم بالقوة هم أكثر إيمانًا مني بالعمل السلمي. لقد كان الأستاذ عبدالوهاب حسين يقول للجموع الغفيرة المحتشدة في الدوار في أوج موجات الغضب quot;لا تردوا عليهم وإن قتلوكمquot;. أما إبراهيم شريف، وهو المعارض السني العلماني المتهم بالعلاقة بخلية متآمرة مرتبطة بالنظام الشيعي في إيران، فقد كان يطالب الحشود قبل إعتقاله بإلتزام النهج quot;الحضاري والسلميquot;. إن الدولة تفرط في هذه الثروات الوطنية و صمامات الأمان.

قُتلوا في ظهورهم

ترفعون شعار السلمية دون إدانة واضحة وقاطعة للعنف.. الا يُفرغ هذا مضمون الشعار؟

نحن ندين العنف إدانة واضحة وقاطعة، وندين إستخدام الزجاجات الحارقة بل وحتى رمي العسكريين بالحجارة. أنا لا أكتفي بإدانة العنف مهما كانت دوافعه ولكني أذهب ابعد من ذلك، وأدعو المحتجين لتوخي الحذر حفاظًا على سلامتهم. فإن كان المفرطون في إستخدام القوة لا يهتمون بسلامة المحتجين فنحن نهتم بها. إن إستهداف العمالة الرخيصة المستخدمة في القمع لا يغير شيئًا في المعادلة، حتى لو ضاعفوا رواتبهم المتواضعة ليتحملوا المخاطر. فالشرفاء منهم عادوا إلى ديارهم. مشكلتنا مع التجار وليست مع المستأجَرين. هناك من يرمي الشرطة بالزجاجات الحارقة، وهذا عمل خاطئ. و في نفس الوقت، تشير الوقائع إلى أن الغالبية الساحقة ممن قتلوا بالرصاص الإنشطاري أصيبوا في ظهورهم، و هذا يدل على أنهم لم يكونوا في مواجهة الشرطة، وهذا يكشف حجم المبالغة في الحديث عن العنف. في البحرين لم تنطلق رصاصة واحدة من المتظاهرين، ولم تنفذ أي عملية اغتيال أو اختطاف، خلافًا لكل الثورات العربية الأخرى.

انجاز سني شيعي

لماذا انتهجت المعارضة البحرينية المذهبية على حساب المواطنة؟

التعقيدات المذهبية موجودة في كل مكان، ولسنا إستثناءً، ولنا أن نفخر سنة وشيعة بأن البحرينيين هم أفضل من أداروا صراعاتهم الطائفية. فنحن أفضل من باكستان وأفغانستان والعراق ولبنان. عشت في الكويت ثمانية أعوام، وأكاد اجزم لو حصلت هذه الأزمة في الكويت لا سمح الله، لكانت تداعياتها الإجتماعية أكبر بكثير مما شهدناه في البحرين. هذا إنجاز يسجّل لسنّة البحرين كما يسجّل لشيعتها.

لماذا لم تخترق المعارضة الشيعية المكون السني المعارض للحكومة البحرينية؟

فعلنا الكثير و أمامنا الكثير لنفعله، في اليوم الذي نكون فيه راضين عن أدائنا في الملف الإجتماعي هو يوم إخفاقنا. القلق من الأغلبية وتخوف الاقليات مسألة شائعة. أنا أتفهم مخاوف البعض من التغيير، لكني لا أتفهم جشع الآخرين الذين يقتاتون على الأزمات. إن التحول الديموقراطي وتداول السلطة وتوزيع الثروة مسائل معقدة، حتى في المجتمعات المتجانسة مذهبيًا كما هو الحال في مصر، فما بالك بالدول التي يتنوع مجتمعها مذهبيًا أو عرقيًا. من الطبيعي أن يكون التغيير صعبًا. لقد مرّ البحرينيون سنة وشيعة في أيام عصيبة، من دون ضحايا لصراعات أهلية، و نحن قادرون على فعل المزيد، وعلى رسم صورة مغايرة بالرغم مما تشهده المنطقة من تشنجات طائفية.

هل بدأ الجمهور البحريني الشيعي يبتعد عنكم، فالمظاهرة الأخيرة التي دعا اليها أمين عام الوفاق لم تكن كثيفة على غرار بداية الأزمة؟

لا أخفيك سرًا بأن قدرتنا على زرع الأمل في التغيير عبر التفاوض تتراجع كلما تواصلت أخطاء الحكومة. لكن العقلاء في البحرين هم من يشكلون الغالبية الساحقة، ومجمل البحرينيين يرغبون في سلوك أقصر الطرق وأسلمها، وهي التفاوض على خارطة طريق للعبور نحو مملكة دستورية. ولا أنكر بأن أجواء الإحتقان تتزايد، لكن رهاننا على وعي البحرينيين و نفسهم الطويل.

يدي بيد من يرفع مبادئ ولي العهد

هل صحيح أن الوفاق تتبادل الأدوار مع مكونات المعارضة، بحيث تقدم نفسها مقتنعة بالحوار الذي ترفضه تلك المكونات؟

ليت الحكومة تتهمنا بهذا الاتهام، فنحن متهمون بأننا نقف وراء العنف والتأجيج. بعدما أعلنت الحكومة قبولها تقرير بسيوني الذي ينفي التدخل الخارجي، ها هو وزير العدل يتهم أبرز شخصية شيعية بأنها تستلم أوامرها من الديبلوماسيين الأردنيين في البحرين.

لماذا ترفضون مبادرة ولي العهد البحريني للمّ الشمل وتوحيد الشعب عبر طاولة حوار؟

أخر مرة تكلم فيها ولي العهد عن مبادرته كانت قبل أكثر من سنة ونصف، أي قبل دخول قوات درع الجزيرة. وبالمناسبة، لم يعلن ولي العهد حتى هذه اللحظة فشل مبادرته، بمعنى أن قرار حسم الأمور بالقوة قد أتخذ قبل أن تفشل مباردة ولي العهد. أسأل: ما الذي يمنع ولي العهد من المضي قدمًا في تطبيق الشعارات والمبادىء التي رفعها؟ لا أفهم ما هو المطلوب منا. هل يقويه دعمنا له أم يضعفه؟ أنا، من خلال موقع quot;إيلافquot;، أعلن أنني مستعد أن أضع يدي بيد أي فرد من أفراد العائلة الحاكمة يرفع نفس المبادئ التي رفعها ولي العهد، الداعية للانتقال إلى مملكة دستورية وفق آليات محددة وفي فترة زمن محددة. لكن المشكلة أن الحكومة البحرينية لا تعترف بوجود مشكلة بالأساس حتى تحل أو تحلحل، وكل التصريحات الرسمية تقول إن الحوار نجح في البحرين والحكومة تنفذ توصياته. هنا لب المشكلة، إنه الإنكار.

فشل فانقسام؟

لماذا تبتغي الوفاق الحوار والإصلاح الآن بعدما كان شعارها في الدوار إسقاط النظام ؟ وهل السبب فشلكم في تغييره؟

لم تطرح الوفاق أبدًا شعار إسقاط النظام، فنحن نرفع شعار المملكة الدستورية وفق قناعة عميقة و ليس تكتيكًا سياسيًا. بمجرد أن تنخفض اسعار النفط سيحمّل الناس العائلة الحاكمة مسؤولية كل الإخفاقات. كان توجهنا أن تكون العائلة الحاكمة مظلة لكل البحرينيين وبعيدة عن المناكفات السياسية اليومية والمنافسة التجارية في السوق البحرينية الصغيرة، فهل نستحق التخوين على هذا التوجه؟ نحن نعتقد أن الإصلاح في البحرين هو صمام الأمان.

لكن يتردد أن حركة الوفاق منقسمة بشأن الحوار مع الحكم الملكي في البحرين؟

أنا مع حوار تتفاوض فيه القوى المطالبة بالتغيير مع العائلة الحاكمة، وأرى أن الحوار ينجح إذا كان شاملًا كل الأطراف، بما فيها التي دعت لإسقاط النظام. هذه مسألة ليست بالسهلة وهي بحاجة لعزم وقيادة مندفعة، وهذا ما نفتقده. أما الوفاق فهي مؤسسة تتمتع بالديناميكية، وأمام كل محطة فاصلة هناك نقاشات حامية لكنها مؤطرة بإجراءات ديموقراطية. الوفاق لا تختلف حول الحوار ولكن الخلاف يأتي في تقييم كل مبادرة وكيفية التعاطي معها.

الا يمكن أن يكون تقرير بسيوني جسر عبور لتحقيق المصالحة الوطنية؟

إن تنفيذ توصيات التقرير خطوة في الإتجاه الصحيح و هذا ما ندعو له.

إيران وحزب الله

يقال إن إيران تحرك شيعة البحرين. الا يشكك ذلك في مصداقية حركتكم المطلبية؟

عندما نقول إيران تحرك الشيعة فهذا يعني أن الشيعة عملاء أو مغفلون، هذا توصيف عنصري ضد مكون أساسي في المجتمع البحريني. من يقولون هذا الكلام يسيئون لأنفسهم قبل الإساءة لشيعة البحرين. أنا أشكر الإعلام الإيراني على المساحة التي أعطاها لنا للحديث عن موقفنا وقناعاتنا، لكني كنت أفضل أن أجد هذه المساحة في الإعلام العربي والخليجي تحديدًا. لقد جاءتنا دول الخليح بالمدرعات و الدبابات وكنا ننتظر وسطاءهم وديبلوماسييهم، وما زلنا ننتظرهم.

تجمعكم علاقة مع حزب الله الذي يعتبره البحرين داعمًا رئيسيًا لزعزعة الإستقرار.. الا يضفى ذلك على الوفاق صبغة غير وطنية؟

أين هو سلاح حزب الله في البحرين، هل يوزع حزب الله الزجاجات الحارقة و الإطارات في البحرين. لقد عجزت الحكومة عن إثبات تهمة التآمر الخارجي، وجاءت هذه النتيجة منسجمة مع تقرير بسيوني.

هل غاية الوفاق الحقيقية هو إسقاط النظام وإقامة جمهورية ولاية الفقيه؟

أنا لا أفهم نظرية ولاية الفقيه حتى أطالب بها. لقد قرأت الكثير عن هذه النظرية والكثير من الأسئلة معلق في ذهني حولها. أنا لا أعتقد أن هذا الجيل يعرف ما هي ولاية الفقيه وما هي الماركيسة وما هي الأيديولوجيا. الجيل القادم جيل يفضل الإيقاع السريع في تلقي المعارف عبر التغريدات والرسائل القصيرة، وليس عبر قراءة آلاف الصفحات. هذا الجيل يريد حلًا لمشاكله في الدراسة والعمل والسكن، كما يريد العدالة والحرية، والطريق الأمثل هو مباشرة الحقوق السياسية. وقناعتنا راسخة بأن البحرين لا تنهض من دون علاقات قوية مع دول الجوار وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية. تدرك قوى الإصلاح هذه الحقيقة تمامًا، وهذا ما دفعنا للمناداة بالنظام الملكي ليكون التغيير منسجمًا مع المنظومة الخليجية.

مع اتحاد البحرين والسعودية

ما موقفكم من الوحدة مع السعودية؟

في البدابة دعني أعبر عن أعجابي بكثير من المقومات الإيجابية في المملكة العربية السعودية. أنا أنظر بإيجابية لفكرة الإتحاد، وأعتقد أن هذه الفكرة ستنجح إذا إنطلقت من المواطنين أنفسهم بعد إصلاحات ترقى لتطلعات الشعبين. لا أتصور أن البحرين قد تقدمت على السعودية بأشواط حتى أخشى من الوحدة. الكويت متقدمة خليجيًا، لكنني لن أتفاجأ إذا رأيت السعودية تحتل الريادة أمام البحرين والكويت. عندما أتابع النشاط المتسارع للنخب السعودية على شبكات التواصل الإجتماعي، أجد خطابًا متقدمًا حتى على الخطاب المصري بعد الثورة في بعض الجزئيات. وعندما أقارن ما يقوله العلامة القرضاوي، وهو من صلت الملايين خلفه في الميدان، وبين ما يقوله السعوديون في الشأن الطائفي والشأن البحريني، أرى الشخصيات السعودية متقدمة بكثير، بل أجدها متقدمة حتى على الوضع الكويتي. تشكل هذه الأمور نقاطًا مضيئة لا تأخذ حيّزها من الإهتمام.

لماذا حركة الوفاق تهاجم المملكة العربية السعودية إذًا؟

أساء بعض الأطراف المستفيدة من الأزمة كثيرًا للنظام السعودي. عندما كنت معتقلًا أتذكر كيف كان الحرس يتصرفون في هذا الشأن. إذا أراد أحدهم ترهيبنا يقول لنا سنأخذكم إلى السعودية وهناك يعرفون كيف يتصرفون معكم. أعتقد أن البحرينيين يتطلعون إلى مشاركة الخليجيين في برامجهم للعمل والصحة والتعليم، وانا مع الوحدة مع أي دولة خليجية لكن بعد التحول للنظام الملكي الدستوري في البحرين.

ولماذا الهجوم على درع الجزيرة؟

كما قلت سابقًا، كنا ننتظر الديبلوماسيين والمفكرين والوسطاء السعوديين، وليس الدبابات والمدرعات. لكن مع ذلك، إلتزم البحرينيون بالدقة والمصداقية. لم يشر التقرير الموازي الذي أصدرته الجهات الحقوقية إلى تورط قوات سعودية في تعذيب أو في اي إستخدام مفرط للقوة بشكل ممنهج. لم تردنا أدلة كافية للوصول إلى هذه النتيجة. لقد شكل دخول القوات السعودية دعمًا معنويًا للقوات البحرينية التي إرتكبت فظائع كثيرة. تلقيت الكثير من الأسئلة في وسائل الإعلام عن الدور السعودي، وكانت كل إجاباتي تصب في سياق واحد. لقد كنت أعتبر أن مشكلتنا محلية ومع العائلة الحاكمة، و ليست مع السعوديبن. لو إفترضنا أن السعودية كانت محايدة بالمطلق، كما هي روسيا أو الصين، ما الذي سيتغيّر في البحرين؟ لا أعتقد سيتغيّر الكثير. القمع و الإستبداد في دولة بحجم البحرين لا يكلف الكثير، فقلة من المرتزقة قادرة على البطش. ومع ذلك، يصر البحرينيون على التغيير ، ويتطلعون إلى دور سعودي بنّاء.