بينما بدأ الرئيس اللبناني ميشال سليمان مشاوراته لبحث إمكانية تشكيل حكومة جديدة، رفض تيار المستقبل المشاركة في أي حوار قبل استقالة حكومة نجيب ميقاتي، الذي رفع شعار quot;لتكن معركة مفتوحةquot;، وغادر لأداء فريضة الحج.


بيروت: بدأ الرئيس اللبناني ميشال سليمان مشاورات مع ابرز القادة السياسيين في البلاد للبحث في احتمال تشكيل حكومة جديدة بعد الازمة التي تلت اغتيال مسؤول أمني كبير حملت المعارضة مسؤوليته للحكومة مطالبة باستقالتها.

وقال مصدر في رئاسة الجمهورية لوكالة فرانس برس اليوم الاربعاء إن سليمان quot;يطرح خلال مشاوراته مع الشخصيات السياسية عقد جلسة حوار وطني للتفاهم على شكل حكومة جديدة تخرج لبنان من المأزق الحالي. عندها تقدم الحكومة استقالتها ويتم تشكيل حكومة جديدةquot;.

والتقى سليمان لهذه الغاية الثلاثاء رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة، القيادي في المعارضة الذي ابلغه أن تيار المستقبل الذي ينتمي اليه ويترأسه رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، سيقاطع جلسة الحوار هذه، وأنه لن يشارك في أي حوار ما لم تستقل الحكومة الحالية برئاسة نجيب ميقاتي.
كذلك اعلن رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، ابرز القيادات المسيحية في المعارضة، أن حزبه لن يشارك في الحوار، مشددًا على ضرورة استقالة الحكومة.

وتتهم المعارضة الحكومة التي تضم اكثرية من حزب الله وحلفائه المتحالفين مع دمشق، بتغطية ممارسات النظام السوري في لبنان الذي تتهمه باغتيال شخصيات سياسية عدة كان آخرها رئيس فرع المعلومات في قوى الامن الداخلي اللواء وسام الحسن في تفجير سيارة مفخخة الجمعة. واعلنت وزارة الخارجية الاميركية الثلاثاء دعمها للاتصالات التي يقوم بها سليمان quot;لتشكيل حكومة جديدةquot;، مشددة في الوقت نفسه على أن واشنطن لا تريد حصول quot;فراغ سياسيquot; في لبنان.

واوضح المصدر في الرئاسة أن سليمان تبلغ خلال الايام الماضية quot;رسالة واضحة من الاوروبيين والاميركيين مفادها أن الغرب ضد أي فراغ في لبنان، لأن هناك خشية من تداعيات اكبر للازمة السورية على لبنان في حال الفراغ الحكوميquot;. واضاف quot;قالوا لنا اتفقوا على حكومة، ونحن ندعمها. نحن مع استمرار عمل المؤسساتquot;.

واشار المصدر الى أن quot;هيئة الحوار الوطني تشكل المظلة السياسية للافرقاء المختلفين في لبنان، وأي اتفاق ضمنها سينسحب على الحكومة والبرلمانquot;. وبدأت المعارضة ايضًا اعتبارًا من الثلاثاء مقاطعة جلسات البرلمان التي تحضرها الحكومة وأي عمل حكومي. ويلتقي رئيس الجمهورية ظهر اليوم النائب محمد رعد ممثلاً حزب الله الذي لم يعلق حتى الآن على الدعوات لاستقالة الحكومة.
ميقاتي يلغي فكرة quot;الاستقالةquot; ويذهب إلى quot;الحجquot;
ولكن وبحسب موقع quot;النشرةquot; اللبناني فإن ميقاتي أخذ قراره. ولن يستقيل من منصبه، وإن لم يكن متمسّكاً به كما يكرّر دائما بأنه يقوم بما يمليه عليه ضميره ليحفظ بلده من الفراغ والانقسام، كما quot;غرّدquot; شخصيًا عبر quot;التويترquot; بعيد وصوله إلى المملكة العربية السعودية حيث quot;دعا الله أن يحفظ لبنان واللبنانيين من كلّ شرquot;. وما لم يقله ميقاتي قالته مصادره التي أوضحت لـquot;النشرةquot; أنّ الرجل عاد ليداوم في السراي الحكومي وليمارس نشاطه الطبيعي لأنّ المرحلة الراهنة تتطلب تكثيف الجهود وكذلك انطلاقًا من ضرورة تفعيل العمل الحكومي، علماً أنّ المحرّك الأساسي لعودة ميقاتي عن quot;اعتكافهquot; كان خطاب رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة خلال تشييع اللواء وسام الحسن، إذ إنّ هذا الخطاب quot;استفزهquot; وجعله يلغي فكرة الاستقالة من خاطره، كما نقلت صحيفة quot;الأخبارquot; عن زوار الرجل الذي رفع شعار: quot;إذا أرادوها معركة فلتكنquot;.
إلا أنّ هذه quot;المعركةquot; بدا أنّ قوى الرابع عشر من آذار قرّرت المضي بها حتى النهاية، وهو ما ظهر جلياً من خلال بيان كتلة quot;المستقبلquot; التي اعتبرت أن ما جرى يؤكد على ضرورة رفع مستوى وأطر المواجهة السياسية لدى قوى الرابع عشر من آذار بما يتناسب مع خطورة المرحلة والتطلعات المستقبلية لبناء لبنان والدولة الحديثة القوية العادلة. وquot;ترجمةquot; لقرار quot;المقاطعةquot;، أعلنت الكتلة التي طالبت وتطالب برحيل الحكومة الحالية أنها لن تشارك في أية نشاطات أو جلسات حوارية أو اجتماعات نيابية أو سياسية تتصل بالحكومة والمسؤولين فيها حتى استقالة هذه الحكومة.
وردًا على quot;المقاطعةquot;، التي كانت جلسة اللجان النيابية المشتركة بالأمس أولى quot;ضحاياهاquot;، برز موقف لرئيس المجلس النيابي نبيه بري اعتبر فيه أن quot;مقاطعة قوى quot;14 آذارquot; لجلسات التشريع في ظلّ استمرار الحكومة الميقاتية، لا تؤدي الى ايّ مكان ولا تفيد البلد في شيءquot;، مشددًا على quot;وجوب أن تقوم الحكومة بمهمّاتها لجهة متابعة شؤون اللبنانيين على كلّ المستوياتquot;. وأضاف: quot;كنت أفترض في السابق أن quot;14 آذارquot; ستأخذ من quot;8 آذارquot; محاسنها، وأن quot;8 آذارquot; ستأخذ من quot;14 آذارquot; محاسنها، ولكن تبين خلال الايام الأخيرة أن quot;14 آذارquot; أخذت من quot;8 آذارquot; كل مساوئها دفعة واحدة، بدلاً من أن تتعلم من التجارب التي مرّ فيها الطرفانquot;..
السفير السوري في لبنان يتهم اسرائيل وquot;قوى تكفيريةquot; بالوقوف وراء اغتيال الحسن
من جانب آخر، نفى السفير السوري في لبنان عبد الكريم علي اليوم الاربعاء ان تكون لسوريا علاقة باغتيال رئيس فرع المعلومات في قوى الامن الداخلي اللبنانية اللواء وسام الحسن، متهما اسرائيل وquot;قوى تكفيريةquot; بذلك. وقال علي لصحافيين اثر اجتماعه مع وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور، ان quot;سوريا مصلحتها استقرار لبنان، وتدين كل الاغتيالات، وهي مشغولة بأزمتها الداخلية ومواجهة المخططات التي يشارك فيها رجالات الاستخبارات في أوروبا والعالم وفي الاقليمquot;.
واعتبر ان اتهام سوريا بالعملية quot;كلام مؤسفquot;، مضيفا quot;سبق ان حذرنا من الاتهام السياسيquot;. واضاف ان quot;سوريا لا علاقة لها بهذا الحادث الاجرامي، بل هي دانته وتدينه وتقدم العزاء لكل اسر الشهداء ولكل لبنانquot;.
وقال السفير السوري ردا على سؤال، ان quot;اسرائيل هي المستفيدةquot; من زعزعة الامن في لبنان. وعما اذا كان يتهم اسرائيل بعملية التفجير التي وقعت الجمعة في شرق بيروت وقتل فيها الحسن مع شخصين آخرين، قال quot;نحن نتهم أيضا بعض القوى التكفيرية التي لا ترى بعيون صحيحة، وترى في الفوضى مصلحة لهاquot;.
فابيوس يدعو لبنان الى عدم الانجرار الى الازمة السورية
هذا ودعا وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الاربعاء لبنان الى عدم التورط في الازمة السورية، التي تحاول دمشق ان تدفعهم اليها، كما قال. واضاف فابيوس في الجمعية الوطنية ان quot;ما ينتظره حكم بشار (الاسد) هو تصدير الازمة السورية، يجب على لبنان الا ينجرquot; الى هذه الازمة.
وقال ان quot;لبنانيينا هم اصدقاؤنا واشقاؤنا، وفرنسا تقف الى جانبهم في هذه الظروف الصعبةquot;. وكان فابيوس اعتبر الاحد ان التورط السوري quot;محتملquot; في الاعتداء الذي اودى برئيس فرع المعلومات في قوى الامن الداخلي اللواء وسام الحسن.
الهدوء يسود محاور التوتر في طرابلس
ميدانيًا يسود الهدوء محاور التوتر في طرابلس بين باب التبانة وطرابلس، وفيما يواصل الجيش اللبناني تسيير الدورياتquot;. واضعًا حواجز ثابتة بين باب التبانة وجبل محسن، وخصوصاً في شارع سوريا الفاصل بينهما. وقد خرج الأهالي في طرابلس إلى الشوارع وبدأت الحياة تعود إلى طبيعتها عشية عيد الأضحى المبارك، مع الاشارة إلى أنّ كل الأطراف التزمت بوقف إطلاق النار وبالخطة الأمنية التي تمّ الاتفاق عليها.