تبدو الصورة مخيفة في لبنان اليوم، فمن زعماء الصف الاول المهددين بحياتهم، الى المواطنين الذين يُخطفون ضمن مسلسل يومي مفزع، يطرح السؤال هل المعالجة تكون من خلال تدابير أمنية واقتصادية ايضًا؟.


بيروت: يقول الكاتب والمحلل السياسي عادل مالك لـquot;إيلافquot; إن ظاهرة الخطف وتهديد القيادات انتشرت في الفترة الاخيرة بشكل مخيف، وخلقت نوعًا من هواجس وكوابيس، لأنها تتعلق بأمن كل مواطن لبناني، أو من يقيم في لبنان، وتفسير الظاهرة ليس محددًا سوى أن الوضوع المالي والاقتصادي والاجتماعي المتدهور في لبنان، ربما أوجد فرصة عند البعض للجوء الى وسائل غير مشروعة تمثلت باختطاف مجموعة من الاشخاص وطلب الفدية، وكذلك استهداف السياسيين والتعرض الى الاغتيال وعمليات التصفية، لكن عمليات الخطف quot;الاقتصاديquot; أي طلب الفدية هي خطيرة على السلطة في لبنان، وعليها أن تعطيها اولوية مطلقة ضمن الخطة الامنية.

ويضيف مالك :quot; في الآونة الاخيرة نشطت هذه العمليات مع التهاء السلطة اللبنانية بأمور أخرى، البعض انتهز الفرصة، ولكن مع المقارنة الدوائر الامنية قامت بالكثير من المحاولات لتحرير المخطوفين الى حد استرجاع بعض الفدية التي اضطرت تلك العائلات أن تدفعها لانقاذ من خطف منها.

ويجب على الجهود الامنية أن تكون منتظمة وليست آنية فحسب.

عن التهديد الذي يلاحق قيادات الصف الاول بمعظمها، كيف للبنان أن يكون منتجًا في ظل هكذا وضع؟ يجيب مالك :quot; لا يمكن حكم لبنان من الخارج، فبعض المسؤولين لدواعٍ امنية، وتوخيًا لمزيد من الحذر نُصحوا بمغادرة البلاد، ولكن هذا لا يمكن أن يكون quot;خطة عملquot; للمسؤولين في لبنان، والبلد في عين العاصفة منذ سنوات طويلة، لكن على صناع القرار أن يقرروا التالي إما أن يكونوا في الساحة اللبنانية ومواجهة كل الاحتمالات، واما مغادرة الاراضي اللبنانية وبالتالي السياسة اللبنانية، لأنه لا يمكن القيام بدور فعلي خارج لبنان، رغم ذلك نفهم هواجس السياسيين الذين نُصحوا بتوخي الحذر لدواعٍ امنية، انما هذا هو قدر لبنان، والسياسيين في لبنان، أن يعايشوا الواقع اللبناني بكل حالاته الجيد منها والمقلق ايضًا.

عملية الاغتيال ...وجهة نظر

ولدى سؤاله أن الملاحظ اليوم أن كل فريق لا يصدق سوى محاولة اغتيال زعيمه ويرفض محاولة اغتيال زعيم من الفريق الآخر، ويضعها دائمًا ضمن دائرة الاستهزاء ما سبب ذلك برأيك؟ يجيب مالك:quot; يدخل ذلك ضمن التشكيك المتبادل بين الافرقاء السياسيين في لبنان، وما جرى اخيرًا اصبحت عملية الاغتيال وجهة نظر، عندما تطرح اخبار تعرُّض هذا الزعيم او ذاك، هناك شك طبيعي لدى الفريق الآخر والادعاء أن عملية الاغتيال تدخل ضمن مصلحة شخصية ليس اكثر، هذا ينبع من ضعف الحالة السياسية في لبنان عامة، والوطنية خصوصًا، ويظهر مدى التجاذب الحاد بين مختلف الفئات السياسية، ويجب ترك القضاء يحقق، لأنه الجهة الوحيدة المخولة الحكم على عمليات الاغتيال، لا يجب اقحام عملية الاغتيال في عاملي الشخصنة، واعتبارات الكيدية الشخصية، هذا ينسحب على كل شيء في لبنان في الآونة الاخيرة مع عدم وجود مرجعيات يمكن أن تبت في هذا الامر أو ذاك، يضاف الى ذلك التعبير عن حالة الاحتقان بين بعض الاطراف السياسيين، وهو امر واضح، كلما اقتربنا من الانتخابات النيابية فلبنان سيشهد خلال الاشهر القليلة المقبلة، سجالات حادة بين القيادات اللبنانية.

ماذا عن خطف المواطنين اللبنانيين العزل كيف لهذا المسلسل أن ينتهي؟ يجيب مالك:quot; كل التجهيزات الامنية لا يمكن لوحدها أن تحمي المواطن اللبناني، فالامن في لبنان ليس امنيًا فحسب، بل مناخ سياسي بالدرجة الاولى، ثم الواقع الاقتصادي في لبنان في حالة مذرية جدًا، المواطن يعاني كثيرًا والاحصاءات الاخيرة تتحدث عن اكثر من 36 % من اللبنانيين دون خط الفقر، وهي مخيفة وتجعل من هذا الفريق المصاب بخيبة امل، أن يفتش عن امر آخر للحصول على كسب مادي، وهذه القضية لا تتم فقط بمعالجة أمنية لكن المطلوب بقدر الامن تحسين الاوضاع الاقتصادية في لبنان.