تميزت مواقف رئيس الجمهورية اللبنانية بالوسطية منذ خطاب القسم، رغم ذلك ترى الموالاة اليوم أن مواقفه الاخيرة اصبحت اكثر قربًا من 14 آذار، بينما المعارضة تتحدث عن تقارب في الطروحات وليس المواقف.


بيروت: يرى النائب خالد زهرمان ( تيار المستقبل) في حديثه لـquot;إيلافquot; أن مواقف رئيس الجمهورية اللبناني الاخيرة واضحة جدًا اكثر من المواقف السابقة، وتتسم بالجرأة، وهذا ما أزعج الطرف الآخر، وهذا ما يجعل تلك الهجمة الشرسة اليوم عليه، من قبل بعض الابواق للطرف الآخر.

عن اعتبار البعض أن رئيس الجمهورية اصبح اقرب لقوى 14 آذار/مارس، يؤكد زهرمان أن مواقف قوى 14 آذار/مارس هي سيادية، ونطالب بالحرية والسيادة والاستقلال، ورئيس الجمهورية اليوم اكثر تشددًا بالمطالبة بسيادة لبنان، وحصرية الشرعية بيد الدولة، طبعًا يكون اقرب الى طروحاتنا، ولكن هذا لا يعني أنه يقرب لفريق 14 آذار/مارس، نحن جميعنا نقرب من ثوابت وطنية معينة، مع فريق آخر يحارب كل تلك الثوابت، ويمشي وراء مشروع الدويلات واللا دولة.

ويرى زهرمان أن زيارة البابا كانت مهمة جدًا، وفي هذا الظرف الذي تعيشه المنطقة ولبنان يكسبها أهمية أكبر، واعطاء لبنان القدر الذي يستأهله لهذه الزيارة وربما اكثر، كان من دوافع الجميع وليس فقط رئيس الجمهورية، ويدل ذلك على اهتمام كبير للجميع لتلك الزيارة.

ويشير زهرمان الى أن علينا الا نصوب كثيرًا على رئاسة الجمهورية وكل الكلام الذي يقال من هنا وهناك لتهميش دور الرئاسة، ولا شك أن مواقف رئيس الجمهورية اصبحت تزعج اليوم حلفاء سوريا، لأنها اصبحت اكثر جرأة، ولكن لم يأخذ مواقفه كما يشيع الفريق الآخر بناء على تطورات النظام السوري.

ويرى زهرمان أن القطيعة اليوم موجودة كثيرًا بين سليمان والنظام السوري، خصوصًا بعد كلام رئيس الجمهورية أنه ينتظر اتصالاً من الرئيس السوري بشار الاسد كي يوضح له ملابسات قضية سماحة - مملوك، والنظام السوري اعتاد أن يعطي اوامره للبنانيين، ولم يعتد أن يتعامل بندية معه، واليوم القطيعة جدية بين رئيس الجمهورية والنظام السوري.

نختلف بالآراء ونحترم الموقع

بدوره يتحدث النائب قاسم هاشم ( كتلة التحرير والتنمية) ويؤكد لـquot;إيلافquot; أن هناك تطورًا في مواقف رئيس الجمهورية، ولكن كقوى سياسية قد نتفق وقد نختلف في بعض الرؤى أو مقاربة بعض القضايا، لكن في النهاية الرئيس يمثل رأس الدولة في لبنان وما علينا سوى أن نحترم الموقع وما يمثله بشكل واضح.

ويضيف هاشم:quot; لكن طبعًا من حقه أن يرى الامور من زاويته، هو الحريص والمسؤول اولاً واخيرًا، ولا شك في مواقفه الاخيرة هناك بعض المواقف ازاء كل القضايا، وهي مختلفة.

وقد لا نتفق في الرؤيا حول كل القضايا التي تطرح، وهذا امر طبيعي.

دائمًا هناك تباين حول كل قضية تطرح وهو أمر طبيعي في السياسة، وقد نجده في الفريق الواحد أو التنظيم أو الحزب أو البيت الواحد، ومهما كان الاختلاف بوجهات النظر حول أي قضية، لكن يبقى رئيس الجمهورية في موقعه الذي نحترمه.

ويرى هاشم أن الكل يرى من زاويته وأن يقيس الامور وفق مصالحه، وقد يكون هناك توافق حول قضية واختلاف حول أخرى، فمثلاً في موضوع قانون الانتخاب الذي سنبدأ بمناقشته اليوم في اللجان المشتركة النيابية هناك توافق على النظام النسبي مع رئيس الجمهورية، وكان واضحًا في موقفه، علمًا أن هناك رفضًا قاطعًا لقوى 14 آذار /مارس على النظام النسبي.

ويؤكد هاشم أنه انطلاقًا من موقعه وهو رأس الدولة كان رئيس الجمهورية حريصًا على نجاح زيارة البابا الى لبنان، والكل كان معنيًا بها، فهي رغم كونها زيارة دينية ورسولية، ولكنها تخطت الاطار الطائفي الى العام، لانه دعا الى الشراكة داخل الوطن والمحيط.

ويرى هاشم أنه في الموضوع السوري قد نختلف ونتفق في نقاط محددة، ولا يمكن القول برأيه إن هناك قطيعة بين النظام السوري ورئيس الجمهورية فلكل جهة وجهة نظرها.