يزور البابا بنديكتوس السادس عشر لبنان نهاية هذا الأسبوع، ويحصر اللبنانيون هذه الزيارة في إطارها الروحي، إذ رسالتها الأساسية التركيز على أهمية تفعيل الحوار بحثاً عن سبل مستدامة للعيش اللبناني المشترك.


بيروت: ترى مهى عبيد أن زيارة البابا بنديكتوس السادس عشر مهمة جدًا، لأن الظروف الاقليمية والمحلية دقيقة، وكذلك وضع المسيحيين في الشرق على المحك، وللزيارة برأيها معان ٍمهمة، لأن المسيحيين جذورهم في المنطقة وستظل، لانهم جزء من النسيج الاجتماعي والثقافي والحضاري في الشرق.

وتؤكد أن مجيء البابا يدعم الوجود المسيحي معنويًا، فقط، والرسالة المنتظرة من زيارة البابا هي التشديد على العيش المشترك، وأن الوجود المسيحي في الشرق الذي يتقلص، حيث اصبح المسيحيون اقليات، يجب أن يدعم.

ريتا خويري سوف تشارك بالقداس الالهي للبابا في لبنان، اما شخصيًا اذا تأمنت لها البطاقات، واما من خلال التلفزيون.

اما بين زيارة البابا السابق مار يوحنا بولس الثاني وبين البابا الحالي فترى أن الكثير اختلف في لبنان، ووجودهما يقوي ويعطي دفعًا وحرارة واثباتاً للوجود.

وترى أنها متحمسة لتلك الزيارة بالقدر ذاته الذي تحمست فيه لزيارة البابا السابق، لأن رمزية الشخص هي المهمة اكثر من الشخص ذاته.

لا رفض علني

بهيج خالد لا يتوقع أن يلاقي البابا رفضًا علنيًا رغم أن الكثيرين يفضلون عليه البابا السابق نظرًا لمواقف البابا الحالية.

جينا خليل تؤكد أن المسيح عندما جاء الى الارض صلبه الشعب، ومن يرحب بالبابا هو الرابح ومن لا يقوم بذلك يكون مسؤولاً عن نفسه وتصرفاته وله الحرية الشخصية في ذلك، فهذه مشكلته اذا كان لا يتقبل الآخر المختلف عنه.

يشعر جهاد ضاهر بالقلق، جرّاء الزيارة التي يعتزم البابا القيام بها الى لبنان، فهذه الزيارة محفوفة بالمخاطر برأيه سواء تمت أو ألغيت، أو تم تأجيلها نتيجة حال الفلتان الأمني، وفوضى قطع الطرق، وعمليات الخطف في بيروت، والاشتباكات شبه المستمرة في طرابلس.

بيار خوري يرى أن تلك الزيارة مفيدة للبنان، لأن هذا البلد يبقى معقل المسيحيين في الشرق الاوسط، أما الرسالة المنتظرة من تلك الزيارة فهي جاءت بعد quot;الثوراتquot; التي جرت في الدول العربية، واثبتت للعالم أنه لا يوجد تطرف في البلدان العربية يمكن أن يستمر، تأتي اليوم زيارة البابا كرسالة سلام ومحبة لكل الشعوب المحاورة ودعوة الى التعايش والابتعاد عن التصادم والحرب.

بيار لن يشارك بالقداس الالهي وسوف يكتفي بمتابعته على شاشة التلفزيون.

نهى حجيج تؤكد أن زيارة البابا السابق كانت تأكيدًا على الوجود المسيحي وبقائهم في مناطقهم، واليوم زيارة البابا الحالي مغايرة نوعًا ما للتأكيد على ضرورة بقاء المسيحيين في الشرق الاوسط.

وتقول إنه من الناحية الشخصية زيارة البابا تختلف من خلال الوجوه والسمات والتطلعات، وجوهر الزيارة لا يحدده الاشخاص بل الرمزية.

باتريك فاخوري يرى أن مهد المسيحيين موجود في الشرق الاوسط، من هنا تم ذكر لبنان والمحيط بالكتاب المقداس مرات عدة، ولكن للأسف نرىأنه في العراق كان يوجد مليونا مسيحي اليوم تقلص العدد الى 200 الف. ومع كل quot;الثوراتquot;، المسيحيون على تقلص، وهجرة، من المفروض أن تشكل الزيارة رمزية للمحافظة على المسيحيين في لبنان والمنطقة.

سهام عوض تتوقع الا يلاقي البابا الحالي الدعم ذاته من مختلف اللبنانيين كما حصل مع البابا السابق، وضمنيًا بعض الاشخاص والسياسيين والمذاهب ليسوا مرحبين بتلك الزيارة.