بعد قتل صحافية يابانية في حلب وفقدان 3 مراسلين بينهم صحافية لبنانية، يُطرح السؤال حول الارهاب المعنوي والجسدي الذي يُمارس على الجسم الاعلامي عندما يقوم هذا الاخير بواجبه فبدل أن تحترم حقوقه تقوم بعض الجهات باعتباره هدفًا وتقضي عليه.


بيروت: افاد المرصد السوري لحقوق الانسان عن مقتل صحافية يابانية في حلب وفقدان 3 مراسلين هم صحافية لبنانية ومراسل عربي يعمل لحساب وسيلة اعلامية اميركية وثالث تركي.

أما مراسلة قناة الجديد يمنى فواز فهي من بين ثلاثة مراسلين محتجزين في حلب، حيث تدور معارك طاحنة بين الجيش النظامي السوري والجيش الحر. إن إرهاب الصحافة والصحافيين ليس بجديد، وليس ما تعرّض له المراسلون الاجانب هو وليد اللحظة، ويبقى القول إن الحرب الاميركية- البريطانية ضد العراق كانت من اكثر الحروب دموية بالنسبة الى الصحافيين، فالمراسلون لم يقعوا فقط ضحية التضليل والتلاعب والضغوط على انواعها، وإنما هم وقعوا ايضًا ضحية العنف، واحيانًا ضحية العنف المتعمد ضدهم، لإرهابهم واسكاتهم أو إبعادهم. ففي حرب العراق 2003 التي استغرقت 28 يومًا، كانت الصحافة تفقد كل يوم تقريبًا مراسلاً لها، ومن اصل عشرة صحافيين قتلوا في المعارك، سبعة قتلوا برصاص القوات الاميركية، فقد شكل كل يوم من هذه الحرب يومًا أسود للصحافة، في 8 نيسان/ابريل على سبيل المثال، قصفت دبابة أميركية متمركزة فوق جسر الجمهورية فندق فلسطين الذي يقيم ويعمل فيه المراسلون الاجانب، ما ادى الى مقتل المصور التلفزيوني الاسباني جوزي كوسو، والمراسل في وكالة رويترز تاراس بروتسيوك،واصابة ثلاثة صحافيين آخرين بجروح، هم اللبنانية سامية نخول، مديرة رويترز في الخليج، والمصوِّر العراقي صالح خيبر، والفني البريطاني بول باسكوال. وفي اليوم عينه قصفت الطائرات الاميركية مكاتب قناة الجزيرة في بغداد فقُتل المراسل طارق ايوب، وجُرح مساعده زهير ناظم عباس.

وكذلك مع بداية الهجوم الاميركي على افغانستان (2001) دمرت القوات الاميركية مكتب الجزيرة في كابول بصواريخ قيل إنها quot;طائشةquot; ونجا منها باعجوبة مراسل الفضائية القطرية في العاصمة الافغانية تيسير علوني.

لذلك يمكن القول إن ارهاب الصحافة والصحافيين هو خبزهم اليومي عندما يتوجهون لتغطية الحروب والنزاعات.

يرى الاعلامي علي الامين أن موضوع التعرض للصحافيين قد لا يكون جديدًا في تاريخ الثورات والمواجهات والحروب، باعتبارهم مصدرًا اساسيًا لمعرفة ما يجري من احداث وتطورات في أي منطقة أو متابعة أي حدث يجري في العالم، لكن بالتأكيد في المرحلة الاخيرة شهدنا تطورًا على هذا الصعيد، ينطوي على المزيد من سقوط ضحايا من الصحافيين، سواء في العراق أو افغانستان أو دول متعددة، وربما اخيرًا في سوريا، وذلك بسبب اساسي، أن الاعلام بات له دور اساسي ومؤثر في مسار هذه الصراعات، وكثير من القوى والاطراف تعتبر أن خصمها هو الاعلام، وما يجري في العالم العربي وتحديدًا في سوريا، هي اكثر الدول التي نشهد فيها التعتيم، لم نشهد في العالم العربي الآخر هذا التضييق على الصحافيين كما هو الحال في سوريا، ومن هنا عمل الصحافيين الاجانب والعرب وغير السوريين في سوريا يخضع لشروط قاسية الى حد أن يتحول الصحافي الى ناطق باسم وزارة الاعلام السورية، وليس قادرًا أن يقوم بعمل صحافي حقيقي وشفاف ومن دون متابعة ومراقبة وتوجيه من الاجهزة الرسمية، اعتقد أن ما حصل في سوريا اخيرًا، يتابع الامين، واستهداف الصحافيين، يعبِّر عن ارادة عمل الصحافيين أن يقوموا بدورهم الحقيقي، وربما لهذا السبب دخلوا بطريقة غير شرعية، وقد يبدو مبررًا، لأن التشديد على دخولهم، هو انتهاك لممارسة المهنة الصحافية.