مرة جديدة يستخدم اللبناني مواقع التواصل الاجتماعي ليعبِّر عن مدى سخطه من الأوضاع المستجدة في لبنان، سخط يحوّله الى نكات يطلقها من هنا وهناك، إن دلت على شيء فعلى مدى قرفه بالوضع الذي آلت اليه الأحداث الاخيرة.


بيروت: أهلا بكم في جمهورية مقدادستان، انت جناحي العسكري فهلا تعيد لي قلبي المخطوف، نساء آل المقداد يتجمعن حول المخطوف التركي لمعرفة ما سيحدث في مسلسل حريم السلطان...

انه اللبناني، صاحب النكتة الابرز خصوصًا عندما تشتد الازمة فتنفرج نكاتًا على مواقع فيسبوك وتويتر وحتى quot;واتس آبquot;، انه اللبناني المؤمن دائمًا بمقولة إضحك عليها تنجلي، هكذا يحوّل عالمه المليء بالمآسي الى يوميات مضحكة هو الذي اعتاد الحروب الاهلية حتى تحولت الى نكتة جاهزة الى ضحكة وخبز يومي.

تقول فاديا المر ان شر البلية ما يضحك، وهي طريقة للتنفيس عن الغضب والاحتقان الشديدين لدى اللبنانيين من الخوف على مصيرهم، فنحن بنظرها اصبحنا داخل شريعة الغاب، الكل اصبح ابو جعفر وابو زعتر وغيرهما من العشائر المنتشرة التي تتحكم بالبلد.

يرى فيليب خوري ان الجميع اليوم يتناول مختلف المواضيع باستهزاء والمضحك المبكي إغلاق طريق المطار، هذا امر مرفوض، لبنان بحاجة ان يعيش، لان المطار مرفق حيوي، لقد تم quot;تهشيلquot; كل السياح من لبنان الى أبد الآبدين.

جهاد عيتاني يرى ان البلد اصبح مشلولاً فلا بأس من quot;التنكيتquot; على وضعنا المزري، البلد برأيه احترق اقتصاديًا ومعنويًا وماديًا، قطر هددت اذا خطف احدهم مواطنًا قطريًا سquot;تهشِّلquot; كل اللبنانيين فيها، والسعودية كذلك، نحن بلد يعتمد على الخارج.

تقول فدوى طرابلسي ان الناس يستهزئون اليوم قرفًا من الوضع، وهي عملية باتت جاهزة كلما طرأ حدث ما في لبنان يستدعي الناس ان يستهزئوا بالوضع استسلامًا للواقع.

سهام خويري تتساءل هل خطف اللبناني حسان المقداد لبنانيّ حتى يتم اغلاق المطار، هل يتم الثأر من المواطن اللبناني، من اهل البلد، ليثأروا من الرؤساء، هؤلاء لديهم طائراتهم الخاصة ولا همّ لديهم اذا اغلق المطار.

رانيا ديراني تعتبر ان اللبناني يطلق النكات اليوم على الوضع الامني وكأن ذلك يشكل حبة مسكِّن بالنسبة له من اجل تخفيف العصبية.

وتؤكد اننا اليوم من سيئ إلى اسوأ، وقضية اغلاق طريق المطار وخطف الناس، هي امور سيئة تحدث في لبنان.

وكانت تفضل لو انها تركت هذا البلد منذ فترة طويلة، لان الامل مفقود اليوم، واليوم يئسنا منه.

وتعلق على النكات التي يطلقها اللبنانيون اليوم عبر الفيسبوك والتويتر فتقول الامر مضحك مبك لاننا وصلنا الى مرحلة من الضحك حتى على انفسنا.

سياسة جدران الفيسبوك

ترى العالمة الاجتماعية سوسن خير في حديثها لquot;إيلافquot; ان بعض الطلاب يلجأون الى التعبير عن آرائهم السياسية التي يرون ان لا مجال للتعبير عنها بصورة علنية الا من خلال وسائل يرونها امنة حيث لا تظهر فيها شخصية المعبِّر كإطلاق النكات السياسية الساخرة من الواقع او كتابة تعبيرات وتوقيعات على جدار الفيسبوك التي انطلقت اساسًا من الكتابة على الجدران العادية عندما لم يكن احد يعرف من هو صاحبها او ان يستخدم رمزًا في تعبيراته الفنية يعبر من خلاله عن موقفه تجاه امور حياتية وسياسية معينة، وتؤكد ان ذلك لايعني ان اللبنانيين منعزلون تمامًا عن الاحداث السياسية الداخلية وانما هم يعانون عدم التعبير عن ارائهم بصورة علنية اما لتأثرهم بالماضي وما شاهدوه من اضطهاد سياسي او تنشئتهم الاجتماعية التي رسخت فيهم شيئًا من السياسة.. وتضيف ان حل هذه المشكلة يتمثل في ثلاثة محاور اساسية وهي ان يتيح للبناني الشاب التعبير الحر وتترك للقضاء سلطة من يسيء استخدام هذه الحرية في الوقت الذي تتيح فيه وسائل الاعلام الفرصة لظهور برامج توضح من خلالها دور الشباب في حل المشكلات العامة كما يجب ان تغرس فكرة المشاركة السياسية من خلال العملية التعليمية ثقافة وسلوك المكتسب حيث يجب ان نكون على يقين من ان الشباب مازال بخير ويستطيع تقديم المزيد واذا لم نعمل على تغيير الاوضاع التي دفعت للاحجام والخوف من المشاركة فسوف نقتل بداخله طاقات هائلة قد يتم توجيهها الى اعمال ضارة بالشباب بل وبالمجتمع ككل.

وتؤكد ان غياب الاحزاب ودورها الفاعل في لبنان جعل من فيسبوك اداة لتنفيس الاحتقان، فغدا الفيسبوك كبديل عن حزب تنضم اليه مجموعة ما وتعبر من خلاله عن رؤيتها السياسية للامور.