تأتي قضية المياومين في كهرباء لبنان، كتفصيل يوسِّع دائرة الخلاف بين التيار الوطني الحر وحزب الله، ويعتبر البعض ان هناك ضرورة ملِّحة اليوم لإعادة النظر والتحليل في ورقة التفاهم التي جمعت الفريقين، فهل التحالف بينهما بخطر؟.
بيروت: وقّع رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب العماد ميشال عون والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وثيقة تفاهم في 6 شباط/فبراير 2006، ومرّ هذا التحالف بأصعب الأوقات، حرب تموز/يوليو، اعتصام وسط بيروت، 7 ايار/مايو، الانتخابات النيابية، إسقاط حكومة وترؤس أخرى، ويبدو ان حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، في ظل التحولات السورية، ستكون التجربة الأصعب على هذه الوثيقة، خصوصًا وأن النقد والملاحظات والتأفف من الآخر، بدأ يخرج إلى العلن، وتعتبر قضية مياومي شركة الكهرباء نقطة في بحر المخاطر التي تهدد وثيقة التفاهم، في هذا الخصوص، يرى النائب نبيل نقولا ( تكتل التغيير والاصلاح التابع للجنرال ميشال عون) في حديثه لquot;إيلافquot; ان العلاقة بين حزب الله والتيار الوطني الحر لا تزال كما هي، وليست مبنية على امور مرحلية وجانبية.
عن مدى تأثير قضية المياومين على هذه العلاقة يقول نقولا ان قضية المياومين شيء والقضايا الاستراتيجية امور اخرى، هي امور تكتيكية لا تؤثرفي علاقة، بل تؤثرفيبعض صغار النفوس، ولكن بالنهاية استراتيجيًا لا تؤثر في شيء، لان في النهاية سنوجد الحلول، الامور التي يمكن اعتبارها خلافية هي تلك التي لا حلول لها، وكلها امور بالقانون والدستور يمكن ايجاد حلول لها، ولا يعني اليوم مع وجود اشخاص رؤوسهم quot;حاميةquot; سوف ننجر الى علاقة مرت بأصعب الاوقات ولم تتأثر.
اين يختلف التيار الوطني الحر واين يتفق مع حزب الله؟ يجيب نقولا:quot; من الاساس رؤيتنا للامور الداخلية والقوانين، لدينا رؤية تختلف عنهم، والكل يعرف ان حزب الله بالنهاية هو حزب ديني، نحن حزب علماني، ودائمًا الحزب العلماني لديه نظرة للقوانين لا تتوافق مع نظرة الاحزاب الدينية او الطائفية، لهذا السبب الاختلاف لا اعتبره اختلافًا، بل لكل فريق وجهة نظره في هذه الامور، ونحن وجهة نظرنا علمانية، وهم وجهة نظرهم دينية وهذا أمر طبيعي.
هل وثيقة التفاهم اليوم بين حزب الله والتيار الوطني الحر بحاجة الى اعادة قراءة وتحليل من قبل الطرفين؟ يجيب نقولا:quot; اذا قرأنا وثيقة التفاهم، لا يوجد فيها أي بند ينص على امور داخلية وعمال مياومين او غيرها، لهذا السبب اعادة النظر قد تكون بالزيادة عليها، اما ان يتغير بالبنود الموجودة فلا.
اما من كان المستفيد من ورقة التفاهم حزب الله ام التيار الوطني الحر، يجيب نقولا أن لبنان كان المستفيد الاكبر، وكان استفاد اكثر لو انضم اليها بقية الافرقاء، وكنا تحاشينا امورًا كثيرة ومطبات كبيرة، وكل تفاهم بين افرقاء يكون لمصلحة البلد وليس للمصلحة الشخصية.
بدوره تحدث النائب السابق اسماعيل سكرية واعتبر ان علاقة حزب الله والتيار الوطني الحر محكومة مبدئيًا بموقف جامع من حيث النظرة للمقاومة والسلاح بوجه اسرائيل، ولكن ينغِّص هذا التحالف وتتسع دائرة الخلاف إذا صح التعبير، الآداء الحكومي والاداري والموقف من الاصلاح والفساد ومحاربة الفساد، وتأتي قصة الكهرباء والمياومين كتفصيل في هذا الخلاف، والعماد عون يعتبر نفسه داعيًا للاصلاح ومحاربة الفساد، وحزب الله بسبب حساباته ومداراته لحماية قضيته وسلاحه، مضطر ان يكون أحيانًا صامتًا في هذا الموضوع، ما يسبب اشكالات تتفاعل باستمرار.
ويرى سكرية ان وثيقة التفاهم اليوم بين حزب الله والتيار الوطني الحر ليست بخطر بمعنى انها قد تكون مهددة بالانتهاء، ولكن بحاجة الى تقييم في العمق من حيث تفاصيلها، اقله الشق الاداري السياسي والداخلي.
ويعتبر سكرية ان الفريقين استفادا من ورقة التفاهم، لان التيار العوني استقوى بهذا التحالف، وحزب الله استفاد لانه أمَّن التغطية المسيحية الاساسية.
التعليقات