يأخذ البعض على قناة الجزيرة انها لم تلتزم بشعارها الرأي والرأي الآخر في تغطيتها الحراك العربي الذي انطلق العام الماضي ويستمر اليوم في سوريا، في الوقت الذي يجب ان يكون فيه الاعلام متوازنًا وحياديًا الى اقصى الحدود.


بيروت: quot;بين نقل الحدث بأمانة وبين محاولة صنعه وادٍ للثعابين، والوسلية الإعلامية التي تروح وتجيء في ما بينهما لن تسلم من لدغاتهاquot;.

الثبات في معسكر نقل الحدث بأمانة، أو في معسكر محاولة صنع الحدث قد لا يكون الأكثر أمانًا في بيئة مضطربة كالتي يعيشها الوطن العربي اليوم. وأسوأ من كل هذه الخيارات أن تتسكع وسائل الإعلام في صحراء التجاهل والتعتيم والتضليل كما تفعل معظم وسائل الإعلام الرسمية العربية.

المفترض أن يكون للمحطة التلفزيونية أثر في الأحداث الجارية، فهذا سبب وجودها. لكن هذا الأثر قد يأتي تحصيل حاصل، وقد يكون مقصودًا. ولا شك في أن quot;الجزيرةquot; قصدت إلى التأثير قصدًا. وهي تدفع ثمن ذلك.

وإذا كانت قناة quot;الجزيرةquot; بصفتها ظاهرة إعلامية عربية تشكّل موضوعًا جديًا ودسمًا للدراسة والنقد والتحليل، فالسؤال اليوم يرتكز على أحد أهم الأسس التي تأسست عليها سياسة قناة الجزيرة الإخبارية وهو شعار quot;الرأي والرأي الآخرquot;.

فهل راعت هذا الشعار في تغطيتها الحراك العربي؟

يعتبر الكاتب والمحلل السياسي اللبناني عادل مالك في حديثه لquot;إيلافquot; ان شعار quot;الجزيرةquot; quot;الرأي والرأي الآخرquot; لم يعد يُعمل به بدقة وأمانة من قبل القناة، وهناك فرق بين quot;الرأي والرأي الآخرquot; وبين التحول من قناة التغطيات الاخبارية من الناحية المهنية الى الناحية التأجيجية، بمعنى تسييس الأخبار والتطورات، من خلال اضافة تفاصيل عنها تفقدها الموضوعية، وتضفي عليها جوًا من الانحياز الواضح ضد تيارات عربية معينة.

ويرى مالك ان quot;الجزيرةquot; منذ اليوم الاول لبداية بثِّها كان لديها خطة للتوجه الاعلامي تشير الى ان العالم العربي كله اخطاء باستثناء دولة وحيدة وهي قطر، لم يكن للجزيرة التزام مهني، انما الخط الذي تنتهجه هو تحطيم معنويات الرأي العام، واخذت quot;الجزيرةquot; هذا الموقف من خلال عدم الفصل بين الخبر والتعليق، وهو امر مكرّس في الصحافة.

ويضيف مالك :quot; quot;الجزيرةquot; انتهجت منذ البداية خطًا معينًا وهو quot;تدميريquot; لبعض الانظمة العربية في المنطقة، ومقارنة بالتغطية الاجنبية للحراك العربي يمكن وصف تغطية quot;الجزيرةquot; من حيث المبدأ بانها اسهمت في خلق مناخات معينة تأجيجية وتحريضية، وانما الحراك العربي لم يقم على اساس quot;الجزيرةquot;، لان في ذلك ظلما للتيارات العربية التي ظهرت في ما يسمى quot;الربيع العربيquot;، او علينا ان نقول هنا ان quot;الجزيرةquot; تنفرد في كل مناسبة بمادة إخبارية معينة، سواء كان من جهاديين او quot;ارهابيينquot;، اصبحت quot;الجزيرةquot; منبرهم الوحيد، من هنا ليس في الامر امانة من حيث اعتماد quot;الرأي والرأي الآخرquot; الذي اصبح شعارًا للاستهلاك فقطquot;.

عن أجندات quot;الجزيرةquot; التي منعتها من تغطية الحراك العربي كما يجب يؤكد مالك ان الجزيرة يعتبرها البعض اكبر محطة تطبق السياسة الاميركية، دائمًا هناك الشيء وعكسه في quot;الجزيرةquot; اكثر من quot;الرأي والرأي الآخرquot;، ليس هناك تجرد بين الخبر والتعليق بل هي من اليوم الاول وضعت في بالها ترسيخ وافقاد المواطن العربي ثقته بنظامه، واللعب على التضادات العربية وما اكثرها، ونجحت quot;الجزيرةquot; في هذا الامر بالتأكيد، ما يدفعنا الى التساؤل ما هو دور الاعلام هل هو تحريضي ام عملية احتواء لما يجري في المنطقة؟

الزيدي وquot;الجزيرةquot;

يرى الاعلامي العراقي منتظر الزيدي ( عُرف برشقه الرئيس الاميركي الاسبق جورج بوش بالحذاء) في حديثه لquot;إيلافquot; ان آداء quot;الجزيرةquot; كان في البداية مشجعًا ويتطابق نوعًا ما مع إرادة الشعوب العربية المطالبة بالحرية والكرامة، رغم ذلك يضع الزيدي ملاحظات كثيرة على التغطيات، quot;فقد شاهدنا تعاملاً مزدوجًا في بعض القضايا العربية، مع حالة من محاولة تبني الحراك العربي بصورة تدحض حق الآخرين وتهمش دورهم، وربما يشكِّل الامر ضريبة لان هذه المحطة الفضائية التي لها صدى وشهرة تريد ان تجد دورًا رياديًا، ومشكلة العصر ان يتحول هذا الدور في ما بعد إلى محاولة تجيير كل الحراك والنضال العربي إلى صالحها، الامر شكل اخفاقًا وبروبغاندا مكشوفة لا تخفى على الجميع.

أما هل اعتمدت quot;الجزيرةquot; شعارها quot;الرأي والرأي الآخرquot; في تغطيتها الحراك العربي؟ يرى الزيدي انها كانت الرأي الآخر لذر الرماد في العيون فقط، ما بعد الحراك المصري وبدء الحراك في اليمن وفي سوريا والبحرين تعاملت quot;الجزيرةquot; بمكيالين، ورؤيتها كانت سياسية أكثر منها مهنية، ووطنية وقومية وعروبية، فمثلاً في اليمن كانت ضغوط الخليج هي الطاغية على الخطاب السياسي للقناة، وليس الخطاب المهني، وأيضًا مع الحراك السوري بعد الضغوط الخليجية، فشاهدنا سقوط المهنية في برامج quot;الجزيرةquot; ويضيف الزيدي:quot; كاعلامي ومتابع عربي حينما نجد مقتل 80 شخصًا في درعا ولا تتقدم quot;الجزيرةquot; في نقل صورة هؤلاء الشهداء، ولا تتابع الصدقية لشهود العيان، فانها ساقطة برأييquot;.

ويتابع الزيدي:quot; ان الاشرطة المفبركة للجزيرة في تغطية الحراك في سوريا كُشفت في ما بعد وتناقلها الناس عبر البريد الالكتروني، ومثال على ذلك ايضًا وفي حادثة جسر الشغور حينما استشهد 120 شخصًا من الجيش السوري، لم تقل quot;الجزيرةquot; بانهم من الجيش السوري. قالت quot;الجزيرةquot; استشهاد 120 مواطنا سوريا.

هذا سقوط إعلامي مروِّع، يضيف الزيدي، هناك أخطاء وخروقات والكثير من الملاحظات لدينا ضد النظام السوري لكن هذا لا يعني اننا نقف في معزل عما يجري، وهنالك فبركات خسيسة وكاذبة، مع عدم وجود ميثاق شرف اعلامي للصدقية في النقل.

عن اجندات quot;الجزيرةquot; التي منعتها من نقل الحراك العربي بصدقية وشفافية، يقول الزيدي :quot; لا ننكر ان هناك عصبة واحدة لكل دول الخليج اذا تجمعهم مصلحة واحدة، وهناك حرب مثلاً في الماضي بين قطر ومصر، ومعارك بين ليبيا والسعودية، وكذلك مع سوريا يوجد مقاطعة مع بعض دول الخليج، على الرغم من وجود مبادرات بين دولة قطر وسوريا في لقاءات مشتركة، ولكن الحساسية بادية، وقد انعكست على قناة quot;الجزيرةquot; وهي تابعة للحكومة التي تتبع اجندتها. إنها اجندات مرتبطة بالثالوث المشترك اي المال والسياسة والاعلام.

مشاهدات من داخل quot;الجزيرةquot;

علي الظفيري التحق بالعمل في قناة quot;الجزيرةquot; في نيسان/ابريل 2004 وفي كتابه quot;بين الجزيرة والثورة سنوات اليأس...ورياح التغييرquot;، يتحدث عن يومياته في تغطية الحراك العربي في تونس ومصر واليمن وليبيا والبحرين ويقول عن تغطية احداث تونس :quot; النتيجة التي أفضت لها الحركة الشعبية التونسية كانت صادمة للجميع، لم يتوقع أكثر المتفائلين ألا تجد طائرة زين العابدين أرضًا تحط عليها بعد مغادرة تونس، وسائل الاعلام ذاتها التحقت متأخرة بركب quot;الثورةquot;، وكانت quot;الجزيرةquot; تعاني كثيرًا من تغطية الشأن التونسي منذ سنوات، بسبب عدم سماح السلطات لها بذلك، وقد توترت العلاقة مع quot;الجزيرةquot; أكثر من مرة كان آخرها في تشرين الاول/اكتوبر 2006، عن تغطية الحراك هناك يقول :quot;تناقل الناس لقطات الفيديو المصورة من مدينة بوزيد والقصرين وباقي المدن التونسية التي امتدت اليها الاحتجاجات بسرعة كبيرة، وبدا ان quot;الجزيرةquot; استعدَّت جيدًا لهذا الحدث عبر التخطيط الناجح ومواكبة المستجدات، بدأ عملها بتأسيس صفحات للاخبار والبرامج على كافة الشبكات الاجتماعية، وهيأ هذا لعلاقة تفاعلية بين القناة وجمهور المشاهدين الكبير في القرارات كافة، لذا وجدت المواد التي بثها الشباب التونسي على الانترنت من يستقبلها في quot;الجزيرةquot;.

ويتابع :quot;لم تكن تونس غريبة في داخل قناة quot;الجزيرةquot;، عدد كبير من الصحافيين المحترفين يعملون منذ سنوات، واقطاب المعارضة التونسية يُستضافون بشكل دائم في برامج واخبار quot;الجزيرةquot;، سواء كان الاسلاميون من حركة النهضة او من رموز التيار العلماني مثل المعارض الشهير الذي تولى رئاسة البلاد في كانون الاول/ديسمبر 2011، المنصف المرزوقي، وقد استعانت غرفة الاخبار لاحقًا بخدمات الصحافي التونسي رشيد خشانة لمتابعة شؤون النشرة المغاربية والاحداث في تونس، وهو صحافي وسياسي سابق في الحزب الديمقراطي التقدمي.

تحت عنوان ميدان التحرير... quot;الثورةquot; الكبرى يتابع الظفيري وصف احداث الحراك في مصر فيقول:quot; رمت quot;الجزيرةquot; كل الأخبار الأخرى وصوَّبت عدساتها نحو ميدان التحرير، دبت الحياة في غرفة الاخبار وأصبحت خلية عمل لا تتوقف لحظة واحدة، أوقفت النشرات الرياضية والاقتصادية والبرامج باستثناء الرئيسة منها، واتخذ قرار بإطالة زمن النشرات الإخبارية القصيرة لتصبح ساعة كاملة.

ويتابع في مكان آخر quot; لعبت quot;الجزيرةquot; دورًا كبيرًا في quot;الثورةquot; المصرية، واستطاعت عبر تكثيف التغطية في جعل quot;الثورةquot; حدثًا عالميًا، كما انها حمت المدنيين المعتصمين في الميدان من القتل بسبب البث المباشر وعدم قدرة النظام على ارتكاب جرائم كثيرة أمام نظر العالم كله، وفعلت ذلك ليس انتقامًا من النظام المصري، وليس لان قطر على خصومة مع النظام المصري، وليس لان الاخوان المسلمين والعرب ساعدوا على ذلك، بل لان quot;الثورةquot; المصرية كانت ثورة العرب على تاريخ طويل من الاستبداد والظلم والقمع وإهانة البشر وتضييع فرص النهضة والتطوّر والعيش الكريم.

ويضيف:quot; عندما ظهر عمر سليمان في خطابه الشهير معلنًا تنحي مبارك وتسليم السلطة للمجلس العسكري، لا يمكن للمرء تخيل ما جرى في تلك اللحظات داخل غرفة الاخبار في قناة quot;الجزيرةquot;، ذهبت راكضًا ووجدت الناس تبكي فرحًا.

في حديثه عن الحراك الشعبي في البحرين حيث اتُهمت quot;الجزيرةquot; بعدم تغطيتها لهذا الحراك اسوة بالدول الاخرى يشرح الظفيري ذلك في كتابه فيقول :quot;في تقديري ان أكبر خطأ ارتكبته القوى الشبابية في البحرين هو التوقيت، ويذهب في كتابه الى حد القول:quot; لم يكن النظام في البحرين يستحق شعار الإسقاط كما هو الحال في أنظمة عربية اخرى، ليس لان النظام هناك عادل وملائكي وديمقراطي، لكن لأن طبيعة النظام وحالة التعايش القائمة في البحرين والدرجة المقبولة من الديمقراطية بعد تولي العاهل البحريني حمد بن عيسى الحكم في البلاد، ساهمت مجتمعة في تشكيل هذا الانطباع لدى الكثيرين خارج البحرين.

ويدافع في مكان آخر عن عدم تغطية قناة الجزيرة حراك البحرين فيقول:quot; ربما لم تنل احتجاجات البحرين المساحة التي كانت تأمل بها المعارضة على شاشة quot;الجزيرةquot;، لكن quot;الجزيرةquot; لم تكن آلة تزوير وتزييف إعلامية في نقل أخبار البحرين، كان الخبر البحريني حاضرًا في الأجندة الإخبارية للقناة، وقد يختلف الناشطون والداعمون للاحتجاجات حول ترتيبه ومساحته وقدر المتابعة له، وهذا الامر يخضع بالنهاية لسياسات التحرير التي تضع الكثير من الاعتبارات عند معالجتها الأخبار.

وتحت عنوان ثورة أهل اليمن وليبيا يمضي الظفيري بالقول:quot;في اليمن وليبيا لم يكن هناك مذاهب وطوائف كما هو الحال في البحرين، ولم يكن هناك ما يستوجب التوقف عنده من النظام الذي أمعن مباشرة في قتل المحتجين وطحنهم بشكل بشع، وكانت تغطية quot;الجزيرةquot; متوازنة للاحتجاجات في البلدين، بل ان حالة حب وعشق متبادلة حصلت في الحالتين، هناك امتنان كبير وواضح من quot;الثوارquot; والمحتجين في تلك الميادين، وهناك ارتياح كبير أيضًا من قبل quot;الجزيرةquot; في التعامل مع quot;الثورتينquot; اللتين لم تسببا لها كثيرًا من الصداع والارهاقquot;.

quot;الجزيرةquot; في الاعلام الغربي

تعقيبًا على عدم توازن quot;الجزيرةquot; في موضوعيتها من خلال تغطيتها الحراك العربي انتقدت صحيفة quot;واشنطن بوستquot; الأميركية تغطية قناة quot;الجزيرةquot; الفضائية القطرية للحراك الشعبي الذي اندلع فى الدول العربية، وأكدت أن القناة القطرية التي نالت الإشادة بتغطيتها المكثفة لأحداث الحراك العربي توشك أن تفقد صدقيتها بين طوائف العالم العربي بسبب تغطيتها الأحادية الجانب لبعض هذه الأحداث.

وأوضحت الصحيفة أن تغطية القناة الإخبارية المبادرة والمكثفة للحراك الذي هز منطقة الشرق الأوسط، والذي من المحتمل ضلوع القناة في تأجيج معظمها، نالت الإشادة لأنها كانت تنقل الأحداث بحذافيرها، وقال جوزيف مسعد الأستاذ في السياسة العربية الحديثة في جامعة كولومبيا quot;فى دول عربية أخرى، وقفت quot;الجزيرةquot; بوضوح إلى جانب التظاهرات، لكن في البحرين تظاهرت القناة في نقلها تطورات الأحداث هناك بالحيادية في حين كانت تدعم النظام البحرينيquot;.

ونقلت الصحيفة عن بعض النقاد قولهم إن هذا النهج المتناقض جذب الانتباه أخيرًا إلى علاقات quot;الجزيرةquot; الوثيقة بالحكومة القطرية التي تمتلك الشبكة ذائعة الصيت، وعزز أيضًا الاتهامات بأن قناة البث الإذاعي يتم استخدامها كأداة تخدم السياسة القطرية الخارجية الطموحة.

وأوضح النقاد انه بينما تقترب التظاهرات من معاقل القناة، تتعرض استقلالية القناة في نقل تطورات الأحداث للخطر، وعلى الرغم من دعمها بعض التظاهرات ضد بعض أنظمة الحكم العربية طويلة الأمد، بدا من الواضح أن الشبكة الإخبارية ورئيسها، غيرا من خططهما عندما تعلق الأمر بتهديد مملكة أخرى على الخليج العربي.

وأوضح المديرون التنفيذيون للجزيرة أن البث الإذاعي للقناة العربية وقناة quot;الجزيرةquot; للأخبار العالمية بالانكليزية يعملان باستقلالية تامة بعيدًا عن التحكم القطري، لكن المح المذيعون فى القناة إلى أن القناة التي تمتلكها الإذاعة القطرية تقع تحت قيادة ابن عم أمير قطر، معيدين إلى الأذهان الوثيقة السرية الشهيرة التي سرَّبها موقع quot;ويكيليكسquot; والتي كشفت علانية أن السفارة الأميركية عام 2009 وصفت قناة quot;الجزيرةquot; بأنها quot;أداة للتأثير القطريquot;.

وقال أيضا اسعد ابوخليل، مؤلف نشرة العرب الغاضبين، والصوت الدائم من بين أعداد الأكاديميين والمحللين الإعلاميين المتزايدة الذين يتحدثون علنًا ضد quot;الجزيرةquot; quot; لقد فقدوا صدقيتهم في العالم العربي، إما بتغطية التطورات من جانب واحد أو تجاهلها تمامًا، لقد أصبحوا محطة نظام نموذجيةquot;.

تايمز ايضًا

وأكدت صحيفة تايمز البريطانية أيضًا في السياق ذاته، أن استقالة رئيس قناة quot;الجزيرةquot; وضاح خنفر، جاءت بعد تدخلات أميركية طلبت تخفيف تغطية quot;الجزيرةquot; لتطورات الحراك العربي.

وقدم مدير عام قناة quot;الجزيرةquot; القطرية وضاح خنفر استقالته بعد 8 أعوام أمضاها في منصبه، وذلك في رسالة وجهها إلى العاملين في المحطة.

وكتب وضاح خنفر، الذي يدير القناة منذ العام 2003: quot;كنت قد تحدثت مع رئيس مجلس الإدارة منذ زمن عن رغبتي في أن أعتزل الإدارة عند انتهاء السنوات الثماني، وقد تفهم مشكورًا رغبتي هذهquot;.

وقالت الصحيفة إن الفضل يعود لخنفر في تغيير التغطية الإعلامية في منطقة الشرق الأوسط، عن طريق التغطية التي تتمتع بأكبر قدر من الانتقاد للأوضاع السياسية في المنطقة، ما عرض القناة للتشويش في أكثر من دولة من دول المنطقة، ولكن هذا دفع القناة الإخبارية إلى قمة القنوات الأكثر متابعة في المنطقة العربية.

ومن بين الاتهامات التي وجهت للقناة من جانب الولايات المتحدة، التغطية الواسعة لأنشطة القاعدة، وquot;المتمردينquot; في العراق، إضافة إلى الاتهامات التي وجّهت للقناة من جانب الأنظمة العربية التي تعرضت وما زالت لتظاهرات تطالب بإسقاطها.

وكشفت البرقيات التي تم نشرها على موقع quot;ويكيليكسquot;، بحسب الصحيفة، أن خنفر الذي تولى قيادة القناة لثمانية أعوام، وافق على طلب وكالة المخابرات الأميركية في 2005 بتخفيف بعض المحتوى على موقع quot;الجزيرةquot; على الإنترنت، بما فيها صور للقوات الأميركية تحت نيران المقاومة في العراق وأفغانستان.