تنفي قيادات حزب الكتائب والقوات اللبنانية وجود أي خلاف بينهما، وإن وجد الكثيرون بعض التمايز بين الفريقين بدأ يظهر منذ انتخاب البطريرك الماروني، مرورًا باستعداد الكتائب للتفاهم مع حزب الله، وصولاً الى نظرة الفريقين الى طاولة الحوار.
بيروت: بغض النظر عمّا قاله منسق اللجنة المركزية في حزب الكتائب النائب سامي الجميل عن العلاقة الجيدة القائمة بين حزبه والقوات اللبنانية، وبغضّ النظر عمّا يمكن أن يقوله رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في هذا المجال، لا ينفي الكثيرون وجود توتر ضمني بين الحليفين اللدودين الذي برز في الآونة الأخيرة، ويعللون ذلك بأسباب عدة بدأت منذ انتخاب البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، وتطوّرت عندما أعلن رئيس حزب الكتائب أمين الجميل أنه على استعداد لتوقيع تفاهم مع حزب الله، ليصل اليوم الى ذروته عندما رفض تيار المستقبل وجعجع المشاركة في طاولة الحوار الوطني التي دعا الى انعقادها رئيس الجمهورية ميشال سليمان في الحادي عشر من حزيران/يونيو الجاري، مقابل تعامل الكتائب مع هذه الدعوة بكل إيجابية، وذلك من خلال الإعلان عن مشاركتها فيها.
في هذا الخصوص، يرى النائب جوزف المعلوف ( القوات اللبنانية) في حديثه لquot;إيلافquot; انه تم تسريب بعض الشائعات حول خلاف بين القوات اللبنانية والكتائب، وكلنا نعرف انه تم لقاء بين رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع والنائب سامي الجميل، واليوم يمكن القول ان الالفة والتنسيق والتواصل على أوجهما وعلى أحسن وجه بين القوات اللبنانية والكتائب.
عن الخلاف الذي تمتد جذوره منذ انتخاب البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، يؤكد المعلوف أن البطريرك الماروني ملتزم بشعارات لكل لبنان، ولا اعتقد يمكن القول إن الخلاف كان في هذه الفترة، وعندما يتحدث البطريرك عن الشركة والمحبة، فهو يتحدث عن مبادئ مسيحية بحتة، وهي جزء لا يتجزأ من الديانة المسيحية، هناك بعض المواقف السياسية كان هناك لدينا ملاحظات عليها، ولكن بشكل عام لا علاقة للموضوع بخلاف بين الأحزاب المسيحية ل14 آذار/مارس، وبشكل خاص القوات اللبنانية والكتائب.
عن القول ان الخلاف بين الفريقين زاد عندما أعلن امين الجميل، رئيس حزب الكتائب، عن نيته بتوقيع تفاهم مع حزب الله، يجيب المعلوف:quot; برأيي كل الفئات اللبنانية يجب ان تكون على جهوزية للتفاهم في ما بينها، والنية موجودة لإجراء حوار، ولكن المهم ان التفاهم يكون جامعًا وليس احاديًا، واحدى الملاحظات التي لدينا ان التفاهم الاحادي الذي جرى بين التيار الوطني الحر وحزب الله، هو تفاهم لا يصب بخانة الوحدة الوطنية، والامل اليوم ان اي تفاهم لا يكون احاديًا لكن بالعكس يكون تفاهمًا مشتركًا ضمن طاولة الحوار، إذا وجدنا أن مقومات نجاح هذا الحوار متوفرة.
عن طاولة الحوار هل ان رفض تيار المستقبل ورئيس القوات اللبنانية سمير جعجع تلك الطاولة مقابل تعامل الكتائب بايجابية تجاه هذا الموضوع، هل يشكل الامر مادة خلاف بين القوات والكتائب؟ يجيب المعلوف:quot; لم يقل احد حتى الآن انه ذاهب الى الحوار، وما قاله امين الجميل انه ايجابي لجهة طاولة الحوار، ولكن بحسب المناقشات التي تجري بين مقومات كل قوى 14 آذار/مارس، اليوم كلنا نعرف انه منذ فترة 3 الى 4 سنوات من اليوم، اكثر حضور للكتائب اللبنانية في 14 آذار/مارس، كان بلقاء بيت الوسط الذي جرى الخميس الماضي، لانه كان واضحًا جدًا ان هناك موقفًا وطنيًا مطلوبًا من الجميع، وكل مقومات قوى 14 آذار/مارس، من منطلق أهدافها الوطنية، جرى هذا اللقاء كي يخلق رادعًا من احتمال فشل أي حوار ممكن ان يدعو اليه رئيس الجمهورية، ومن منظور وقائي كي لا يفشل الحوار هناك التواصل بين مقومات كل قوى 14 آذار/مارس، وقريبًا سيكون هناك وفد من قبل قوى 14 آذار/مارس لزيارة رئيس الجمهورية لتبيان بعض التفاصيل ولمحاولة ايجاد المقومات الأساسية لإنجاح الحوار.
ويرى معلوف أن المستفيدين اليوم من القول بوجود خلاف بين القوات والكتائب هم كثر، وللحقيقة ما أظهرته الايام، ما جرى في الحكومة ان مكوناتها من 8 آذار/مارس، أثبت أن الخلافات على quot;تقسيم الجبنةquot; واقعة بين المحاصصة في 8 آذار/مارس، بينما 14 آذار/مارس لا تزال حتى اليوم بكل وضوح متمسكة بثوابتها وبإعادة بناء الدولة.
الكتائب تنفي ايضًا
بدوره، ينفي النائب سامر سعادة (الكتائب اللبنانية) لquot;إيلافquot; وجود أي فتور بين القوات اللبنانية وحزب الكتائب، ولا أسس للموضوع، ووصف العلاقة بين حزب الكتائب والقوات اللبنانية بالجيدة، وعن التمايز بالنسبة إلى موضوع طاولة الحوار بين الكتائب والقوات اللبنانية يقول سعادة لسنا مع القوات اللبنانية حزبًا واحدًا، ولكل جهة وجهة نظرها في مقاربة الامور، لكن هذا لا يعني وجود خلافات على مواضيع معينة، نحن ككتائب لدينا نظرتنا في معالجة الامور، ولديهم ايضًا نظرتهم الخاصة وإلا كنا حزبًا واحدًا، ونحن متفقون على الاهداف والطرق والسبل التي نناضل من اجلها.
التعليقات