يواجه لبنان والمؤسسة العسكرية موضوعًا حساسًا يتمثل بايقاف ضباط وعسكريين في قضية مقتل الشيخ احمد عبد الواحد ورفيقه محمد مرعب، وبينما يرى مواطنون بضرورة عدم المساس بهيبة الجيش ترتفع اصوات مقابلة تدعو الى محاكمة الفاعلين.


بيروت: دعا مكتب الاعلام والعلاقات العامة في التيار الوطني الحر في بيان إلى التجمع اليوم في محلة المتحف، دعمًا للجيش اللبناني ودفاعًا عنه ورفضًا للحملات التي تشن ضد أفراده، ضباطًا وجنودًا، مؤكدًاَ أن الجيش ليس يتيمًا.

وتزامنًا نفذ أمس أهالي الضباط والعسكريين الموقوفين بقضية مقتل الشيخ أحمد عبد الواحد ورفيقه محمد مرعب، اعتصامًا على أوتوستراد جونيه في محلة صربا، شارك فيه عدد من أهالي كسروان وقطعوا الطريق الدولية قرب ثكنة صربا القريبة من منزل قائد الجيش العماد جان قهوجي.

وأكد الأهالي أنهم لن يفتحوا الطريق طالما الضباط الثلاثة قيد التوقيف.

وعمل عناصر من الجيش وقوى الأمن على فتح الطريق بالتفاوض مع الأهالي الذين أصرّوا على قطعها حتى إطلاق سراح الموقوفين في قضية الكويخات. ماذا يقول المواطن اللبناني عن التظاهرات وتوقيف الضباط الثلاثة؟

تقول سعدى معوض إن الاعتصام امس جاء تعبيرًا عن موقف معين، بالنسبة للجيش والضباط، وكان تعبيرًا بطريقة معينة علمًا أن التعبير ذاته يجري في اماكن أخرى.

وتضيف:quot; انا ضد أن تمس هيبة الجيش اللبناني، والحل يكون بحماية الجيش الذي هو سياج الوطن، يجب أن يتحقق معه ولا أن تسيّس القضية، والجيش تتم محاكمته من قبل الجيش وليس من قبل أي طرف آخر.

رندلى خوري مع اعتصام رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون في المتحف اليوم، رغم ذلك ترى بضرورة الحل السلمي، وكل ما يتعلق بالجيش بالنسبة لها خط أحمر، ممنوع المس به، هو حماية للمواطن، واذا تم التفريط بالجيش تم التفريط بكل شيء.

جهاد كركي يشير الى قوة قائد الجيش ويضيف:quot; لنتذكر احداث نهر البارد والبطولات التي قام بها الجيش اللبناني، واذا كان احد اعضائه اليوم متهمًا يجب عدم تسييس الموضوع يجب محاكمتهم بالطريقة الافضل والتي تؤمن استقلالية القضاء.

ويرى أن قيادة الجيش تقوم بقرارات حكيمة رغم ذلك الجهة الثانية لديها السلاح، فكيف تتم الاستفادة من حكمة القائد؟.

فاديا رعد ترى بضرورة محاكمة أي فاعل لكن ضمن الاصول القانونية، وما جرى بالامس من تظاهرات وقطع طرق كان من ضمن ابداء الرأي، ولا يمكن السكوت عن أمور، وهناك مواقف يجب أن تسجل، ومن تظاهر بالامس لم يكن لديه السلاح.

وترى أن بين اعتصام احمد الاسير في صيدا واعتصام المتظاهرين امس في صربا، هناك تكال الامور بمكيالين، وتؤكد أن الامور اصبحت مفضوحة، وهو أي الاسير يقوم بفلكلوره على مرأى من القوى الامنية، ويركب الدراجة ويتنزه امام الجميع معلنًا اعتصامه، بينما في صربا كان هناك فقط تعبير عن رأي بطريقة سلمية، ورغم أن بعض الاشخاص تعطلت مصالحهم من جراء اقفال الطرق، ولكن كل الاعتصامات الاخرى تقوم بذلك منها اعتصامات المطار وهو المرفق الحيوي الاكبر للبلد.

رياض عون يميز بين ضرورة أن يأخذ القضاء المبادرة، وبين ما نشاهده من اقفال شارع مقابل شارع آخر، من خلال تظاهرات مقابل تظاهرات أخرى، والامور لا تخدم الجيش اللبناني من خلال مزايدات بين المناطق المختلفة.

ويرى أن المشكلة أنه من الاساس يجب الا يحاكم الجيش اللبناني علنًا، ومع وجود أي عنصر منه مخطئ يحاسب من قبل القضاء والمحاكم العسكرية، وليس في الشارع والاعلام والسياسة، ومن قبل الجميع.

ميلاد خويري يؤكد أن هيبة الجيش اللبناني ستزول اذا ما حوكم وبخاصة في لبنان اذ إن الجيش اللبناني كناية عن معنويات اكثر من عتاد وعتيد، ولا تزال تلك المؤسسة التي يؤمن بها المواطن بأنها خلاص له.

وبرأيه الافضل الا تأخذ تلك المسألة أي توجه سياسي أو حزبي أو مذهبي، لان الجيش ليس لفئة واحدة، بل لكل لبنان، وعلى الكل أن يكون الى جانبه.

عفيف بركات يتذكر أن الحرب اللبنانية بدأت بسيناريو مماثل لما يجري اليوم، ويضيف:quot; لم يتوقف الخوف لدى اللبنانيين مع نهاية الحرب في التسعينات وما زالت المخاوف قائمة، ولا يستطيع اليوم أي شخص أن يخرج من منزله ويتأكد أنه سيعود بطريقة طبيعية مع اقفال الطرق والانفجارات، وهي مشكلة لم تنتهِ مع انتهاء الحرب في لبنان.

ويؤكد أن المشكلة الكبيرة في لبنان انهم يضعون الجيش اللبناني في quot;بوز المدفعquot; وتأتيه الاوامر من سلطات عليا.