فتحت محاولة اغتيال النائب بطرس حرب النقاش واسعًا امام ضرورة تسليم داتا الاتصالات الى القوى الامنية، وكان النقاش بين الفريقين حول مدى احترام الحرية الشخصية للمواطن في لبنان وبين أمن الوطن بشكل عام.


بيروت: فتحت محاولة اغتيال أحد أقطاب قوى 14 آذار/مارس النائب بطرس حرب التي أحبطتها الصدفة، النزاع مجددًا على تسليم وزارة الاتصالات داتا حركة الاتصالات الخلوية الى الأجهزة الأمنية لتعقب المخابرات التي يمكن أن يكون قد قام بها الجناة والمشتبه بهم، وأطلقت الحادثة مرحلة جديدة من التصعيد في العلاقة بين قوى المعارضة ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، بعدما طالبت باستقالته.

وكانت قوى 14 آذار/مارس وجهات أمنية أثارت مسألة التلكؤ في تسليم داتا الاتصالات للأجهزة الأمنية، والتي تساعدها على تتبع اتصالاتالجناة الذين قاموا بتحضير محاولة الاغتيال. وإثر اشتداد الحملة في هذا الصدد اتصل وزير الاتصالات اللبناني نقولا صحناوي بالنائب حرب وأبلغه أنه سيتم تسليم الداتا المتعلقة بالمنطقة المحيطة بمسرح الجريمة. وقالت مصادر أمنية إنه بعد تسلم قادة الأمن هذه الداتا تبيّن أنها ناقصة لأنها جاءت من دون أن تشمل رموز تحديد شريحة الاتصال، بحيث يتعذر تحديد الرقم الذي يجري منه أي اتصال يمكن الاشتباه بحركة اتصالاته لتعقبها، وهو أمر لا يشمل التنصت على المكالمات.

يقول النائب جوزف المعلوف (القوات اللبنانية) لـquot;إيلافquot; إن الكل يعرف أن التحقيق معطل في لبنان، وخلال الفترة السابقة كانت داتا الاتصالات أساسية في ضبط عدد من العملاء مع العدو الصهيوني، بالاضافة الى متابعة عدد كبير من الجرائم، وحجب هذه الداتا يعطل التحقيقات، وكلنا نعرف أن التوقيت اليوم مشبوه، بالاضافة الى مواقف البعض المشبوهة، وبعد اعطاء قرار وقف داتا الاتصالات بدأ مسلسل الاغتيالات الذي اعتبرنا أننا انتهينا منه في البلد، لكنه عاد وانطلق بقوة وعزم، والداتا لا تزال محجوبة، والسؤال الذي يطرح نفسه اذا ما كان الموضوع معاكسًا، وهناك محاولات لاغتيال من هم في السلطة اليوم الذين يحجبون الداتا، نعتقد أن مواقفهم ستكون مغايرة.

ولدى سؤاله مَن المعارض الابرز اليوم في حجب داتا الاتصالات؟ يجيب:quot; كان واضحًا في مجلس الوزراء امس أن رئيسي الجمهورية ومجلس الوزراء ووزراء جبهة النضال الوطنييؤيدون، في المقابل هناك العونيون وحركة امل وحزب الله يعارضون، وبالنتيجة كانت هناك مواجهة واضحة على هذا الموضوع بين الفريقين.

ومرة اخرى، اذا لم يتعاون شركاء الوطن في هذا الموضوع، فهذا يعني أن هناك اسئلة اليوم تطرح ذاتها تلقائيًا.

ويؤكد المعلوف أن الحل المقبول في ما خص داتا الاتصالات يكمن في عدم الغوص بالحريات الشخصية، وهو العذر الذي يعطى اليوم لحجب الداتا، نحن مع الحريات الشخصية والمحافظة على حريات المواطن، ولكن مع وجود اغتيالات يتخطى الموضوع الحريات الشخصية ليصل الى أمن الوطن، وهنا شئنا أم ابينا نحن امام نوع من مواجهة صعبة، وعلينا المحافظة على الحرية الشخصية وفي الوقت عينه يجب المحافظة على الوطن، والقرار يجب أن يكون متوازنًا، ومن يستلم الداتا ليسوا جماعات عصابات، ومن المفروض أننا نعطي المعلومات لقوى امنية نثق بها، وتتحمل القوى الامنية مسؤوليتها في التعاطي مع هذه الداتا للوصول الى حقيقة ما يحدث من جرائم ومحاولات اغتيال.

ويرى المعلوف أن تسليم داتا الاتصالات للقوى الامنية من الطبيعي أن يخفف موجة الاغتيالات لأن المعتدين سيعرفون أن حركة الاتصالات حول العالم كله مراقبة، للوصول الى بعض الاعمال المشاغبة أو الاجرامية التي تحدث.

ويؤكد المعلوف أن لائحة المستهدفين للاغتيالات طويلة اليوم، خصوصًا أن القياديين الاساسيين في قوى 14 آذار/مارس هم الاكثر استهدافًا منهم رئيس القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع وايضًا اليوم بطرس حرب.

داتا...ضمن ضوابط

يقول النائب قاسم هاشم ( عضو كتلة التنمية والتحرير) في حديثه لـquot;إيلافquot; إنه يجب تسليم الداتا للقوى الامنية لكن ضمن ضوابط، في تاريخ التنصت لا يمكن السماح بتلك الحالة، وضع البلد وتركيبة الاجهزة والجنوح دائمًا نحو حب المعرفة اكثر والتطرف في محاصرة حرية الآخرين كلها امور غير مسموح بها، لذلك يجب أن يبقى الامر ضمن حدود وضوابط معينة بما يصل الى تحقيق الغاية المطلوبة من الداتا بحدود اصبحت معروفة وضمن آلية مرنة وغير معقدة، للحصول عليها باسرع وقت وفي وقت تقتضي الظروف بذلك، ونحن في مرحلة دقيقة، وساحتنا معرضة لكل انواع الخرق.

ويرى هاشم أن الحصول على الداتا بامكانه أن يخفف من موجة الاغتيالات، لأن هذا يعود الى تكوين المعطيات والمعلومات بالدرجة الاولى، وعندما يكون هناك أي معطى يجب متابعته.

ويؤكد هاشم أن المستهدفين ليسوا فقط من قوى 14 آذار/مارس وقد سمعنا سابقًا أن رئيس المجلس النيابي نبيه بري كان في دائرة الاستهداف.