حرب من نوع آخر تطل بين لبنان وإسرائيل عنوانها حقول الغاز في البحر الابيض المتوسط، فهل تطبِّق اسرائيل تهديداتها وتعلنها حربًا اقليمية باسم الذهب الاسود،أم تبقى مجرد تهديدات تطلقها بين الحين والآخر إثباتًا لوجودها في المنطقة لا أكثر؟.


بيروت: حسم الجيش الاسرائيلي موقفه من ملف حقول الغاز في البحر الابيض المتوسط، من خلال تغليب احتمال الحرب الاقليمية على احتمال التفاهمات حول هذا الملف، ولم يتأخر سلاح البحرية في الترويج إلى ما دعاه من خطر عمليات تخريب وتدمير في آبار الغاز، من جهات لبنانية وغير لبنانية، وخرج قائد سلاح البحرية رام روتبرغ بحملة quot;استعراض عضلاتquot; أبحر خلالها في المنطقة القريبة من حقول الغاز حيث أطلق تهديدًا لدول الجوار، وتحديدًا لسوريا وحزب الله، وأعلن ان جيشه يستعد لمواجهة التحديات الجديدة المتزايدة في المنطقة، مدعيًا أن حزب الله قد يتخذ من حقول الغاز ذريعة للاعتداء على اسرائيل بالاشارة إلى ان هذه الحقول تمتد مساحة كبيرة تزيد عن المساحة التي تقوم عليها اسرائيل، واعتبرت اسرائيل ان اكبر التحديات تتمثل بامتلاك سوريا صواريخ ياخونت روسية الصنع التي يصل مداها حتى 300 كيلومتر، لافتة الى ان خطورة ذلك تتمثل بإمكان نقلها الى حزب الله.

يرى النائب السابق اسماعيل سكرية في حديثه لquot;إيلافquot; ان اسهم الحرب في المنطقة ترتفع، وككل الحروب الباطن والعمق يكونان موارد اقتصادية، واستشهد بكلام للصحافي المصري محمد حسنين هيكل الذي يقول ان الصراع الدائر في المنطقة من خلال سوريا وغيرها هو صراع الكبار على الموارد اي نفط ومياه وغاز.

ويرجِّح سكرية امكانية حصول حرب اقليمية في سبيل النفط والغاز.

اما موقف لبنان من التهديد الاسرائيلي فعليه ان يرفض بحسب سكرية، ويُبقي على معادلته القائمة اي الجيش والشعب والمقاومة، ويرسم حدوده بشكل واضح ويتابعها دبلوماسيًا بشكل اسرع من البطء الذي تمشي خلاله الحكومة.

والتهديد برأيه لن يبقى تهديدًا وسنشهد حربًا إقليمية عنوانها الغاز، ولا أحد يمكن المزح في الموضوع، لانه يشكل أحد اهم الاسباب المفجّرة للحروب.

ويؤكد سكرية ان هناك نضالاً دبلوماسيًا على الجبهة الدبلوماسية قبل الوصول الى مرحلة الحرب، لكن من دون ان تتعزز بقوة على الارض والاستعداد لكل الاحتمالات، تبقى مشكوكة بنتائجها.

ويرى سكرية انه حتى اليوم لم نقم في لبنان بتحديد كامل وشامل للمناطق التي تحوي غازًا، ويعود ذلك برأيه الى اننا دولة لا تتعاطى الامور بحجمها، واحد الاسباب يكمن في التنافس الباطني الدائر حول المحاصصة المسبقة، من اجل امتلاك الذهب الاسود، والكل يريده لجهته وليستفيد منه.

احتمال مستبعد

بدوره يستبعد النائب خالد زهرمان تحول التهديدات الاسرائيلية الى واقع، ويقول في حديثه لquot;إيلافquot; quot;لا اتصور ان يكون هذا عنوانًا للحرب، واعتقد ان المؤشرات التي تؤكد وقوع حرب في المنطقة هو الملف النووي الايراني، اما الكلام عن ملف الغاز في البحر فاعتقد ان لبنان يتفاوض اليوم مع قبرص، واسرائيل تنقِّب ضمن المياه الاقليمية في فلسطين المحتلة، والامم المتحدة تقوم بترسيم خط ازرق بحري من اجل عدم تعدي اسرائيل على حدودنا البحرية خصوصًا في موضوع الغاز.

اما في حال تطوُّر التهديد الاسرائيلي فيرى زهرمان اننا ندعو دائمًا الى تحصين لبنان ضد اي تهديدات اسرائيلية، وكنا ندعو ان سلاح المقاومة يجب ان نبتكر له استراتيجية دفاعية كي نحصِّن لبنان من تهديدات اسرائيل، واصبح السلاح بعد العام 2006 و ال2008 عبئا على لبنان اكثر مما هو لحمايته، المفروض ان نكون كلنا يدًا واحدة ضد اي تهديدات تمامًا كما كنا في العام 2006، حيث وقف الجميع موحدين ضد التهديدات الاسرائيلية بغض النظر عن المسببات، ومن كان على خطأ او صواب.

ويرى زهرمان اننا حددنا من خلال مسح ثنائي وثلاثي الابعاد في البحر عن محتويات النفط، تم تحديد المناطق المحتملة ان يكون فيها غاز، وهناك شركات تقوم بمهامها.

ولكن في البر لم يتم تحديد حتى الآن مواقع وجود الغاز، حيث لا دراسات حتى اليوم في هذا الخصوص.