تزامن خطاب الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله مع اغتيالات عدة لرموز النظام السوري، وهو حمل اكثر من رسالة الى الاميركيين والخارج وحتى الخليجيين، ويؤكد مصطفى علوش أن سقوط النظام في سوريا سيجعل حزب الله في خبر كان.

بيروت: تزامنت الإطلالة الإعلامية للأمين العام لحزب الله حسن نصر الله هذا العام، لمناسبة الذكرى السادسة لحرب تموز/يوليو الاسرائيلية على لبنان عام 2006، مع جملة أحداث وتطورات تعصف بالمنطقة العربية عمومًا بعد تمدّد رقعة الربيع العربي الذي شمل دولاً عديدة والذي حطّ رحاله على الساحة السورية بفعل التحركات الشعبية ضد النظام السوري، وتفاعل الأحداث الإقليمية على خلفية فشل المحادثات الغربية - الإيرانية لحل مشكلة الملف النووي الإيراني، وتسارع وتيرة التهديدات الإسرائيلية والأميركية بتوجيه ضربة عسكرية مدمّرة ضد المنشآت النووية الإيرانية بعد زيادة إجراءات الحصار الاقتصادي الغربي ضد إيران.

يقول النائب السابق مصطفى علوش ( تيار المستقبل) لـquot;إيلافquot;، تعليقًا على خطاب الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، إن نصرالله نظر الى التجمع اللبناني معتبرًا أن ما يقوم به هو فوق كل الخيارات الداخلية، ومرتبط بمشروع اعلى من لبنان واكبر منه، فاذا كان التصريح بهذا الخصوص واضحًا فإنه لا يأبه شيئًا عن التجمع اللبناني، ولكنه في الوقت عينه أطرى على النائب ميشال عون أنه يخدمه على المستوى الداخلي، اما من ناحية الرسائل الأخرى فيرى علوش أن هناك من يسمع على المستوى الدولي ويرى في حزب الله تابعًا للرؤيا الايرانية والمخطط الايراني وهم يعتبرون أن الاهم هو كيف يتحاورون أو يتعاملون مع سياسة ولاية الفقيه على المستوى الدولي، اما حسن نصرالله أو غيره فهم تابعون لهذا المشروع.

عن تزامن إطلالة نصرالله مع الاحداث في سوريا، يرى علوش أن موقف نصرالله من الاغتيالات التي شهدتها سوريا كان واضحًا بأنه يريد أن يضع نفسه مع العشيرة ذاتها مع القتلة في سوريا ويعتبرهم شركاءه، ويريد أن يتحدى الشعب السوري من جديد وأن يحاول أن يستدرجه إلى مواجهة من خلال اعتبار قتلة الشعب السوري والشعب اللبناني،شركاءه في كل الجرائم التي حصلت على مدى الـ25 سنة الماضية.

ماذا لو سقط النظام في سوريا ما وضع حزب الله في لبنان؟ يجيب علوش:quot; بالتأكيد على المستوى العسكري هناك تغيير استراتيجي واضح، لأن المدى الاستراتيجي الجغرافي لحزب الله يصبح في خبر كان، اما من الناحية السياسية والعقائدية فهناك إحراج كبير، هدف مشروع ولاية الفقيه هو توسيع سلطته على اكبر بقعة من الارض، وسوريا هي الحلقة الاساسية على المستوى الجغرافي تصبح ايضًا، خارج مشروع ولاية الفقيه، مما يشكل نكسة على هذا المستوى، وعلى المستوى الداخلي الايراني ربما ينعكس ذلك من خلال النكسة الخارجية، فجميع الانظمة الديكتاتورية عندما تصاب بنكسة على المستوى الخارجي تتعرض التوازنات والمشاريع الداخلية لنكسة ايضًا.

ويضيف علوش:quot;خلافنا مع حزب الله بالاساس بغض النظر عن المسائل المبدئية المتعلقة بالسلاح غير الشرعي، نعلم بأن حزب الله هو جزء من الصراع الايراني والحرس الثوري الايراني، وهو في الاساس موجود للدفاع عن مشروع ولاية الفقيه، لذلك نعلم أن نصرالله سوف يقحم لبنان في حرب ضروس، والمزيد من الدمار كما فعل في السابق، لخدمة المشروع الايراني، وهي مشكلة اساسية بيننا وبينهم.

عن نزوح 18 الف لاجىء من سوريا الى لبنان يقول علوش إن معظم النازحين على مدى الـ24 ساعة الماضية، هم من المجموعات المرتاحة ماديًا، وتبعاتها أن هناك المزيد من اللاجئين الى لبنان، وهناك ضرورة لإيوائهم وتأمين المسكن لهم، من هنا يجب القيام بالمزيد من التدابير بالنسبة للحكومة اللبنانية.

هل نهاية النظام في سوريا اصبحت وشيكة جدًا؟ يجيب علوش:quot; ارى أن نهاية النظام كانت من الماضي، سقط النظام منذ اشهر عدة، ولكن لا اعتقد أن الحرب والدم في سوريا سوف يتوقفان بالمعطيات الحالية إلا اذا ظهر أو حدث انقلاب حقيقي في موازين القوى في سوريا يؤدي الى نشوء مجلس انتقالي متعدد الطوائف والاتجاهات ليقود سوريا بشكل متوازن ومستقر الى مرحلة جديدة.