يسود اعتقاد لدى فريق من اللبنانيين بأن النظام السوري بصدد الانهيار الكامل، ويعتقدون أيضًا بأن حزب الله مجبر على الصمت، فلماذا يصمت اليوم حزب الله امام مواضيع عدة لا تبدأ بانتقادات النائب وليد جنبلاط ولا تنتهي بتوقيف ميشال سماحة.


بيروت: مع الاعتقاد السائد لدى فريق من اللبنانيين بأن النظام السوري بصدد الانهيار الكامل، مع التأكيد بأن حزب الله مشلول الحركة، يرد النائب قاسم هاشم في حديثه لـquot;إيلافquot; على ذلك بالقول:quot; هذه طبعًا تعود الى فريق سياسي في لبنان ومعروف بتوجهاته، وطبيعة علاقاته وأمنياته، الذي يراهن على التطور السلبي في الوضع في سوريا ليبني عليه مواقفه الداخلية ويستثمر عليها، بكل الاتجاهات، وهذا أمر غير صحي اذ علينا فصل الامور، ولكن ما زالت هذه الافكار من ضمن احلام الفريق الآخر، ولا أحد يعرف إن كانت ستتحقق أم لا لدى هذا الفريق، وصحيح أن هناك فرقاء في لبنان كل في موقعه، ولكن يجب فصل هذه الامور عن الواقع الداخلي وطبيعة العلاقات الداخلية، والا تستمر على هذا النحو الذي يريد البعض اخذنا اليه، ويجب ان تُبنى العلاقات على اساس الداخل وتقاطع المصالح الوطنية بين الافرقاء اللبنانيين، اذا ما كانت هناك ارادة وطنية بأن لبنان له نكهة خاصة فلا بد من التعاطي معه على هذا الاساس، وغير ذلك سيكون له انعكاس سلبي على الجميع من دون استثناء، وأي استثمار أو استغلال لأي مسألة عربية كانت أو اقليمية ووضعها واسقاطها على المستوى الوطني سيكون لها انعكاس سلبي.

عن حديث جنبلاط الأخير، يرى هاشم أن هذه رؤية جنبلاط، وهو وليد جنبلاط بالنهاية، بقناعاته وبمواقفه، ولا اعتقد أن احدًا يتفاجأ بمواقفه.

عن اصرار حزب الله اليوم على عدم الرد في مجمل المواقف التي تعلن، يقول هاشم:quot; واقع الامور اليوم يختلف كثيرًا في استهدافاته واخطاره، ونمرّ بمرحلة اخطر مما يتوقعها البعض، ولأن حزب الله يدرك تمامًا حجم المخاطر، والتحديات التي يمر بها لبنان، وهو يفضل عدم الانغماس في السجالات، والمواقف الارتجالية أو الاستغلالية، لأن المصلحة تقتضي ذلك وله قراءاته الدقيقة حول هذه الامور لتجنيب لبنان أي اخطار أو انزلاقات ضمن التوترات التي نمرّ بها والتأثيرات والتداعيات التي قد تكون لها آثارها على لبنان.

هل ستشهد الاسابيع المقبلة تطورات سريعة في ما خص الاحداث في سوريا؟ يقول هاشم إن من يعتقد بأن الامور كما يريد أو يتصور، فطبعًا هذا يتوقف على حجم التدخلات الخارجية بشكل اساسي لأن واقع الازمة في سوريا مترابط، ويتجاوز البعد الداخلي والاختلافات والانقسامات الداخلية الى بعد اقليمي ودولي، اذ إن اليوم ما تشهده سوريا هو حرب عليها ودخلت في إطار لعبة الامم، وهذا الامر ليس بالسهل وإن طالت الازمة أو قصرت لا احد يستطيع أن يجزم وفق اهوائه كيف ستؤول الامور، ولكن هذا يتوقف طبعًا على كيفية مواجهة الاخطار التي تمر بها سوريا، لأننا كلبنانيين علينا أن نتطلع الى المساحة الايجابية، ولا بد أن نتأثر لما يجري في سوريا إن كان سلبًا أو ايجابًا.

ويرد هاشم على الذين يراهنون على زوال حزب الله في حال سقوط النظام السوري، فيقول:quot; هذه اضغاث احلام، لأن حزب الله هو من ضمن التركيبة اللبنانية ومن النسيج اللبناني، وهذا ليس جديدًا وهو حقيقة واقعية، كانت حاضرة طوال المرحلة السابقة والحاضرة، وستستمر مهما كانت الصعوبات، واعتقد أن حزب الله مكوّن سياسي في لبنان ويمثل شريحة ونهج فريق من السياسيين، وليست الصورة كما يحلو للبعض تصورها،إلا إنكان من ضمن الرهانات التي راهن عليها فريق سياسي طوال المرحلة السابقة مع حرب تموز /يوليو 2006.

عن غليان المنطقة وامكانية حدوث حرب اقليمية، يرى هاشم أن الامر يتوقف على تطور الامور بخاصة أن كل ما يجري له هدف ومصلحة وحيدة وهي حماية الكيان الصهيوني بالدرجة الاولى. السؤال اليوم هل القيمون والداعمون والحاضنون لهذا الكيان يرون أن استمرار الامور على هذا النحو يخدم حماية المصلحة الاسرائيلية، أم التطور بالاتجاه السلبي سيكون البارز، هذا يتوقف على مجرى الامور، ولكن الخشية لدى القيمين لدى العدو هو من توازن الرعب، الذي اصبح في المنطقة منذ تموز/ يوليو 2006 حتى اليوم، وقد يكون هذاالرادع الوحيد، لكن الامور تبقى رهنًا للتطورات والمواقف الدولية.