تطرح الخفّة في التعاطي مع موضوع المخطوفين اللبنانيين أكثر من علامة استفهام، فبين تلكؤ الدولة، وسعي وسائل الاعلام الى تحقيق السبق الصحافي، يظهر موضوع المخطوفين وكأنه مسلسل تركي بميزانية ضعيفة.


بيروت: أبو ابراهيم يظهر بخفّة على معظم شاشات التلفزيون ويدعو الاعلاميين والمطربين الى موقع المخطوفين الـ11 في سوريا، سهولة بعض وسائل الاعلام بالتحدث مع المخطوفين الـ11 محققة سبقًا اعلاميًا، كلها تظهر موضوع المخطوفين وكأنه مسلسل تركي بميزانية قليلة، كل يوم حلقة مأسويّة أو ربما كوميدية عن مأساة حقيقية لشعب متروك ودولة غائبة. يقول الكاتب والمحلل السياسي عادل مالك في حديثه لـquot;إيلافquot; إن الخفّة في التعاطي بموضوع المخطوفين الـ11 في سوريا من قبل الخاطفين ومن قبل الدولة اللبنانية تعود الى أنالفترة الاخيرة، أحد روافد أو تداعيات ما اطلق عليه الربيع العربي، ظهرت مشاكل أخرى لا تقل خطورة عن المشكلة الاساسية، وهي لجوء فريق أو افرقاء عدة، من الذين لا يعتقدون بأنهم سيصلون إلى أي نتيجة لمطالبهم، الى ممارسة اقصى الضغوط على الدولة اللبنانية، وكل حالة معزولة عن غيرها، والنتيجة بالنهاية ذاتها، وادخل موضوع الخطف في السجال السياسي، بعيدًا عن كل مطلب انساني، واللبنانيون الذين خطفوا وشكلوا بداية الشرارة، تلقوا وعودًا غير محددة، ولعبت تركيا دورًا مستغربًا في هذا المجال بمعنى اول من ابلغ لبنان الرسمي هو مصدر تركي، أن المخطوفين اصبحوا بين ايديهم، لذلك لاحظنا أن رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي اعد رحلة استثنائية للتوجه إلى تركيا.

دخول المواضيع السياسية على المذهب والطائفية كان باديًا في الخطف، وبروز دور جديد للرئيس الاسبق للحكومة سعد الحريري.

وموضوع الخطف يبدو اليوم quot;سلاحquot; المرحلة، وفي قناعة الكثيرين أن الخطف المتبادل ولجوء بعض الفصائل أو الافرقاء الى حرق الاطارات انها الوسيلة الافضل للحصول على المطالب.

ومؤسف القول اليوم إن بعض الصحف الاميركية والغربية تنشر على صفحاتها الاولى تحت عنوان هذا ما ينتظركم عندما تأتون الى لبنان، ونرى في الصور اناساً توجهوا الى طريق المطار ولم يستطيعوا الوصول لأن الطرق مقفلة.

ولدى سؤالهعن أن هناك خفّة بالتعاطي بموضوع الخطف، فابو ابراهيم يرحب بمطربين ويدعوهم الى موقع الخطف، والمخطوفون يتعاطون بسهولة مع الاعلام بينما الحكومة اللبنانية غائبة عن السمع، كيف يمكن التعاطي مع تلك الخفّة اليوم؟ يجيب مالك:quot; لجوء البعض الى استخدام الاعلام وquot;حركة شيخ احمد الاسير في صيداquot; عندما دعا الى اثبات الوجود ولغة التحدي، هذه المطالب بقيت لشهر تعطل مصالح الناس والمنطقة التي قام فيها الاعتصام، وبعد وقت اضطروا الى quot;مفاوضةquot; مع السلطة اللبنانية، ولسنا في موقع لوم الحكومة لاجل اللوم، وانما عبارة النأي بالنفس التي تستعمل كثيرًا هذه الايام لا تعني تخلي الدولة عن واجباتها خلال أي قضية عامة من هذا النوع، لذلك يرى البعض أن لجوء بعض الافرقاء الى اللغة التي يفهمها الشارع وهي محاولة الخطف بالخطف، والدولة للاسف الشديد ولحد بعيد متفرجة أو لنقل عاجزة عن القيام بدورها.

والامر الآخر أن الحكومة الحالية تؤمن بالمثل الشعبي quot;ابعد عن الشر وغنِّ لهquot; ولا تريد أن تنخرط بأي عمل من هذا النوع.

وتداخل الازمات في ما بينها هو نتاج لما يحصل في سوريا، وهذا ما اوقع الكثير من الاطراف ضحية عملية خروج عن القانون وعدم جدوى من الاقتصاص من ابرياء لا علاقة لهم بالموضوع وحتى التعامل بخفة الى حد اللامبالاة.

وهذا يندرج تحت عنوان عريض خلال تلك الفترة أن المنطقة في حالة ضياع في العالم العربي، وهي خطيرة جدًا ومن افرازات quot;الثورةquot; في سوريا، ولذلك كل تلك العمليات مرشحة أن تتكرر طالما أن الازمة السورية على اشدها، وكل فريق يلجأ الى اسلوب معين للحصول على مطالبه، وفي غياب الدولة تنبري جماعات معينة لاقفال طريق المطار أو أي ممرات لمواطنين عاديين، وهي عمليات غير مستحبة على الاطلاق.