هل ضربت الاحداث في سوريا القطاع المصرفي اللبناني مع وجود فروع لمصارف لبنانية في سوريا؟ الجميع يُطمئِّن ان الاحداث لم تنل من تلك المصارف، لكن كيف تتعامل تلك الاخيرة مع الأحداث الطاحنة الجارية في سوريا؟.


بيروت: يرى الخبير الاقتصادي الدكتور لويس حبيقة في حديثه لـquot;إيلافquot; أن المصارف اللبنانية العاملة في سوريا تقوم بالامور التي بدأت بها سابقًا، ولن تكون هناك انسحابات للمصارف من سوريا، ولكن أي عمليات جديدة توقفت كليًا، حتى من زبائنهم المعروفين، بمعنى أن المصارف تسعى الى تخفيف الخسائر والاستمرار بالموجود، لأن الخروج من سوريا مكلف جدًا، وهذا يعني أننا اهملنا السوريين والشعب السوري، والعودة مجددًا تكون اصعب لأنها تشكل مأخذًا على المصارف اللبنانية العاملة في سوريا، والافضل الاستمرار بالحد الادنى الممكن، حتى مع وجود خسائر، لأن كل العمليات في سوريا لا تشكل 10 أو 5 % من العمليات في لبنان.

ويؤكد حبيقة أن هناك خطراً على المصارف اللبنانية في سوريا، ولكن كما quot;ذكرت اذا خسرت تلك المصارف واقفلت ابوابها، لا يؤثر ذلك على المصارف الام في لبنان، واسوأ الحالات خسارة بـ 5 أو 10 % وهذا رقم ليس مهمًا ابدًاquot;.

اما كيف يتوقع مستقبل المصارف اللبنانية في سوريا في حال سقط النظام السوري؟ يؤكد حبيقة لا علاقة للمصارف بالنظام، ومن أتى في سوريا سيضطر أن يستعمل المصارف، وهي لا تتعامل مع النظام، لديها شركاء سوريون وهم افراد، والامور تستمر، ولا علاقة لها بالسياسة.

ويستطرد حبيقة :quot; الا اذا خلال الانتخابات تغيّرت القوانين السورية، فمع حكم ومجلس نواب جديدين سيتم تغيير القوانين، ساعتئذ يتم التعامل مع القوانين الجديدة طبعًا.

وبرأيه الازمة في سوريا أثرت وتؤثر كثيرًا باقتصاد لبنان في مجالات عدة ومنها من ناحية السياحة، فهي متوقفة في لبنان بسبب الاحداث السورية، ومن ناحية النقل حيث نشاهد الشاحنات المتوقفة على الحدود اللبنانية السورية، ومن ناحية الاستثمارات المشتركة، لا أحد من اللبنانيين يستثمر في سوريا، فالسوريون انفسهم هجروا الاستثمار في سوريا، والعكس بالعكس حيث السوري لم يعد يستثمر في لبنان.

وكذلك على الزيارات العادية بين البلدين.

ولدى سؤاله بأن ما جرى في سوريا وهجرة السوريين الى لبنان ألم ينعش السياحة فيه؟ يؤكد حبيقة أن الامر غير صحيح 100%، لا يمكن القول إن الامر ادى الى ازدهار السياحة في لبنان بل خفِّت الخسائر بوجود السوريين الذين مكثوا لفترة قصيرة، ولا يزالون موجودين في بحمدون وغيرها من المناطق، واليوم الميسور السوري يتوجه الى اوروبا واميركا.

ولم يأتِ الى لبنان سوى متوسطي الحال ولا يصرفون كثيرًا، بل الحد الادنى من المصروف لتأمين الحماية الادنى. ولبنان لم يستفد من الازمة السورية، بل على العكس معهشاشةالاوضاع الامنية في الشمال وتقديم المساعدات للاجئين والاهتمام بهم في المدارس، يمكن القول إن لبنان خسر 100% من جراء الاوضاع في سوريا.

جمعية المصارف

من جهته، طمأن رئيس جمعية المصارف جوزف طربيه إلى أنّ quot;لا خطر على القطاع المصرفي من تأثيرات الحوادث الجارية في سورياquot;، مؤكدًا أنّه منذ بداية الأحداث تغيّر وجه الاقتصاد السوري حيال الانكماش الذي أصاب الودائع المصرفية بطريقة تلقائية، والمصارف عينها لم تعد متحمّسة لاستقطاب الودائع نتيجة العبء الذي تلقيه الأخيرة على موازنات المصارف التي تضطر إلى دفع الفوائد على تلك الودائع، في حين أنّ إمكانات تنظيف الودائع أصبحت نادرة أو معدومة، وهذا ما أدى إلى تقليص المصارف في الأشهر الأخيرة أعمالها وميزانياتها على نحو كبير جدًاquot;.

ودعا quot;جميع المتعاملين في الشأنين المالي والاقتصادي، وخصوصًا المصارف، الى أن يأخذوا في الاعتبار الأخطار التي تواجهها سورياquot;، لافتًا إلى أنّ quot;تأثير هذه الحوادث سلبي على المصارف العاملة هناكquot;.