ليس بجديد القول إن شخصيات عدة مستهدفة امنيًا في لبنان، من بينها رئيس مجلس النواب نبيه بري، لكن هذا التهديد دفع به الى اتخاذ اقصى درجات الحيطة والحذر، فهو يلتزم منزله في عين التينة ويتغيّب عن مناسبات عدة كان آخرها افطار بعبدا.


بيروت: كشفت اوساط متابعة للملف الامني أن رئيس مجلس النواب نبيه بري صارح في اليومين الأخيرين بعض الذين التقاهم أنه يتجنب حتى التوجه الى دارته في المصيلح، ويلتزم مقره في عين التينة ولا يبارحه الا نادرًا، ويعقد فيه الاجتماعات العائدة الى هيئة مكتب مجلس النواب كل اربعاء، مما يعكس شعوره بتهديد جدي يتربص به. عن استهداف شخصيات في لبنان ومن بينها نبيه بري، يقول النائب قاسم هاشم (عضو كتلة التنمية والتحرير) في حديثه لـquot;إيلافquot; إن تهديد حياة رئيس مجلس النواب نبيه بري ليس جديدًا، وتم الكشف عنه منذ فترة، في إطار تداول المعلومات الامنية حول استهداف بعض الشخصيات وعلى رأس القائمة نبيه بري، ومعروف دورهعلى المستوى الوطني وأهميته، من هذا المنطلق، يبدو المستهدفون لاستقرار لبنان، يريدون زعزعته، ويعرفون جيدًا مدى تأثير استهداف الرئيس بري، وهو كان على رأس قائمتهم للاغتيالات، وما تم كشفه، هو المعلن، وهناك خيوط لدى المعنيين على مستوى الاجهزة التي اصبحت لديها كل القضية وتتابعها، منذ بدايتها حتى اللحظة.

ويضيف هاشم:quot; طبيعي أن يتخذ بري اقصى درجات الحيطة والحذر، وهو لم يشارك كعادته في افطار قصر بعبدا،رغم أنهيهتم به كثيرًا، ويدور في دائرة حمايته، وكذلك يوم الشهيد اللبناني لم يشارك فيه نظرًا لاهمية العنوان بالنسبة له، رغم ذلك ورغم رعايته لتلك المؤسسة إلا أنهذا الافطار اضطر أن يغيب عنه لكل تلك الدواعي.

اما لماذا اليوم استهداف بعض الرموز اللبنانية؟ فيجيب هاشم:quot; لأن اليوم في اطار ما يجري في المنطقة، دخلنا في زمن خطر في محاولة لإعادة ترتيب المنطقة، واذا ما كانت هنالك امكانية لاصحاب المشروع الاستهدافي، فنحن امام سيف يسلط على عنق الرموز السياسية، ولبنان في تركيبته، وموقعه، وأهميته، يطلق حجر الرحى بالنسبة للمشروع التفتيتي، واليوم في ظل ما يجري حولنا في المنطقة، فنحن مستهدفون من كل الجوانب، واستهداف لبنان يأتي في السياق ذاته، ولا يبعد عن هذا الاطار.

عن تأثير الازمة السورية على استهداف الشخصيات اللبنانية، يرى هاشم أن الامر يأتي استكمالاً لما يجري في سوريا، لأن ذلك يأتي ضمن مشروع كبير، بعيدًا عن بعض الشعارات أي الحرية والاصلاح، لأنه يبدو من مجريات الاحداث أنه أبعد من ذلك، واستهداف الساحة السياسية اللبنانية، سواء استهداف قيادات أو رموز قوية قيادية لها تأثيرها على مستوى الحياة السياسية، إنما هو لزعزعة الاستقرار، وإشاعة الفوضى التي رأيناها ونراها في صيدا تثير الخوف، وليس طبيعيًا أن تصل الامور الى هذا المستوى من التوتر، ويحصل ذلك على كل الساحة السياسية، ويصب في المستوى ذاته من المحاولات لزعزعة الامن.

اما هل يكون الحل اليوم بتسليم داتا الاتصالات الى الاجهزة الامنية؟ يجيب هاشم:quot; اعتقد أن هذا الامر تم بحثه في اطاره القانوني، ما دام هناك قانون، وما دمنا مصرين على بناء دولة القانون والمؤسسات، فهل أن ما يتم التعاطي معهفي مسألةالداتا في اطار القانون ام لا؟ إن كان في اطار القانون فلنذهب ونأخذ بالقانون في هذا المجال، علمًا أن الاجتماع الذي حصل برعاية رئيس الجمهورية في القصر الجمهوري اعطى الداتا في ما يسمح بالوصول الى المعلومات التي تخدم أي قضية على أي مستوى، اما الوصول الى حالة التفلت، قد تكون في لحظة معينة اخطر من إعطائها من اجل هدف معين وقضية محددة، وهناك سوابق حول التفلت الامني والاجهزة على التنصت واستباحة حريات الناس، والامر ليس غريبًا على الاعلام أو السياسيين في المراحل السابقة، فهل نحن نضع مرة جديدة الحريات في مهب الريح، أم أننا في اطار المصلحة الوطنية نتعاطى بمسألة الداتا بما يخدم أي قضية، للحفاظ على الاستقرار والوصول الى القضية التي نريدها.

ويؤكد هاشم أنه علينا الا نزرع الذعر والرعب في قلوب اللبنانيين بالدرجة الاولى، اذا إن هناك ارادة وطنية من كل القوى السياسية، بضرورة الحفاظ على الاستقرار اذ لا مصلحة لأحد بزعزعة الاستقرار لأننا نسير في باخرة واحدة، واذا ما حصل أي خلل أو خطر فسيصيب الجميع. ولكن في اطار ما يجري من حولنا اليوم، وفي ظل المناخ المتوتر في المنطقة، لبنان ومن خلال مساره لا يعيش في جزيرة منعزلة، وهو يتأثر بكل ما يجري حوله سلبًا أو ايجابًا، ولهذا لا بد من أن تترك هذه الاحداث والتطوراتآثارها على لبنان، وعلينا الا نهرب من الواقع والا نقع في المحظور، واذا ما عرفنا كيف نتعاطى مع الواقع، نستطيع أن نجنِّب وطننا أي انزلاقات أو اخطار قد تحدثها التطورات والاحداث في المنطقة.