الحديث عن عيدية للرئيس الاسبق للحكومة اللبنانية سعد الحريري حصل عليها من السعودية وقطر، وبلغت اربعة مليارات دولار لحل أزمته المالية التي يتخبط فيها، تلك العيدية هل يستفيد منها لبنان اقتصاديًا، وهل تساهم في حل أزمة البلد الاقتصادية؟.


بيروت: بعدما ورد خبر على محطة ال بي سي مفاده أن الرئيس الاسبق للحكومة اللبنانية حصل على مبلغ وقدره أربعة مليارات دولار من قطر والسعودية لكي يفي ديونه، ينفي النائب خضر حبيب لـquot;إيلافquot; أن يكون له أي علم بالموضوع، ولا معلومات دقيقة لديه بخصوصه. أما في حال صحة الموضوع، فيرى حبيب أن الامر يؤثر على حلحلة اقتصاد لبنان، لأن شركة سعودي اوجيه تضم عشرات الآلاف من المواطنين اللبنانيين، وصحيح أنها شركة موجودة في الخارج، لكن لها انعكاسات ايجابية على صعيد الاقتصاد اللبناني من جراء عمل ابناء لبنانيين في تلك الشركة، وبالتالي ستكون هناك استفادة لهؤلاء اكثر، ويتمنى حبيب أن تكون هذه المعلومات التي وردت كلها صحيحة، quot;لأنها تخلق فرص عمل جديدة، وكلنا نعرف أن القسم الاكبر من عمال تلك الشركة من اصحاب الخبرات والمتخرجين من الجامعات وكلهم لبنانيون.quot;

ويؤكد حبيب أنه قبل أن تحصل الدولة اللبنانية على اموال مماثلة لتحسين مستواها الاقتصادي يجب أن نبرر لماذا الوضع الاقتصادي في البلد متردٍ، نحن نرى منذ قدوم الحكومة أن الوضع الامني والانمائي والسياحي معقد، وحتى سياسة النأي بالنفس التي كانت الحكومة تنتهجها ليست في مكانها. اليوم في طرابلس هناك العديد من القتلى والجرحى، إنها المعركة 15 واكثر في قلب طرابلس، فأي وضع اقتصادي ننتظر أن يتحسن في البلد، إن لم يكن هناك أمن واستقرار ليس هناك أي انماء أو تحسين اقتصادي.

ويضيف حبيب:quot; جزء كبير من الوضع الاقتصادي اليوم يعتمد على القطاع الخاص وليس فقط على القطاع العام. المشاريع الانمائية والاستثمارات في البلد، جزء كبير منها يدار من قبل القطاع الخاص، وهذا الاخير إن لم يكن هناك أمن واستقرار لا وجود لأي انماء.

ويتساءل quot; مع قطع طريق المطار وخطف رعايا أجانب كيف يمكن أننتطلع الى تحسين وضعنا الاقتصادي، وكيف لدول خليجية أو أوروبية أن تساعد لبنان في هكذا ظروفquot;.

من جهته، يرى النائب السابق اسماعيل سكرية أن علاقة الحريري الجيدة مع تلك الدول هي التي ساهمت في تزويده بتلك الاموال، ومقابل تلك الاموال على الحريري أن يكمل سيره السياسي بالنهج السعودي القطري.

وبخاصة أن تلك الاموال أتت بعد افطار مع دولة قطر والسعودية.

ولا يرى سكرية أن لبنان سيستفيد من تلك الاموال وبالكاد تستفيد مؤسساته وتيار المستقبل، أما هو فسوف يفي ديونه.

وتلك الاموال برأيه لا تقاس بما يتطلبه لبنان، وهذا دعم خاص لتيار وشخص وليس لدولة.

ويؤكد سكرية أن الازمة الاقتصادية اللبنانية هي نتيجة الفساد ولو حصلنا على اموال من الخارج نبقى مكاننا، واذا اخذنا مساعدات من الخارج ربما نرتقي في بعض الامور، ولكننحن غارقون ببحر من الفساد يفتك بكل الاحلام التطويرية والتنموية.

وكانت محطة ال بي سي أوردت ليل أمس، أن الرئيس سعد الحريري كثّف منذ الأسبوع الأول من هذا الشهر زياراته الى قطر التي تُوجت، في 13 آب/اغسطس، بزيارة مشتركة له ولرئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم آل ثاني، إلى الرياض حيث التقيا الملك عبد الله بن عبد العزيز على إحدى مآدب الافطار الرمضانية.

وتشير المعلومات الى أن الحريري حصل على أربعة مليارات دولار من السعودية وقطر لتسيير أعماله وتخطي أزمته المالية، وسيذهب جزء كبير من هذه المليارات لتفعيل أعمال شركة سعودي أوجيه في مشاريع البناء وفي مشاريع صرف الموظفين وتطهـير الإدارة، مع تأكيـد المطلعين على استـمرار سير خطة صرف ما يقارب الـ17 الف موظف من الشركة، وأن العمل جارٍ لإعداد الأوراق القانونية والشيكات المالية المخصصة لذلك.

وتضيف المعلومات أن من مشاريع المليارات الأربعة أيضًا، إتمام عملية عصر النفقات في بيروت، وخصوصًا في تخفيض الإيجارات والدفعات الشهرية، كنقل مكاتب جريدة المستقبل من البوريفاج (في الرملة البيضاء) إلى المبنى الأبيض في محلة سبيرز (الصنائع)، بعدما طالب أفراد من آل الحريري بحصصهم من المبنى الحالي للصحيفة.

أما المشروع الأهم، والذي يحمل دلالاته على تخطي الحريري أزمته المالية، فهو مشروع إدارة تلفزيون المستقبل برفع أجور جميع الموظفين، بين 5 في المئة و25 في المئة، وهو ما تمّت مفاتحة الموظفين به قبل أيام.