هل تزداد القطيعة بين حزب الله والمستقبل أكثر، بعد اعلان رئيس الحكومة اللبناني السابق سعد الحريري أن حزب الله يرسل مقاتلين الى سوريا؟ الفريقان يؤكدان أن العلاقة متوترة اصلاً والتصريح زادها تأزمًا.


بيروت: اتهم رئيس الحكومة اللبناني السابق سعد الحريري أمس حزب الله بإرسال مقاتلين إلى سوريا للمشاركة في قمع حركة الاحتجاجات، واعتبر أن مهمة موفد الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي quot;مستحيلةquot;.

وأكد الحريري في مقابلة مع صحيفة لوموند الفرنسية أن حزب الله يشارك في قمع التظاهرات المطالبة بتنحي الرئيس السوري بشار الأسد quot;بكل الطرق الممكنةquot;. في هذا الخصوص يؤكد النائب خالد زهرمان ( تيار المستقبل) في حديثه لـquot;إيلافquot; أن المعلومات حول ارسال مقاتلين من حزب الله الى سوريا سمعناها من الجيش السوري الحر، وبعض وسائل الاعلام تداولت الامر، وأن هناك مقاتلين من حزب الله يموتون في سوريا ويتم دفنهم بطريقة سرية، وحزب الله بغض النظر عن اعترافه بوجود قتلى أم لا، لا يخفي دعمه للنظام.

ويرى زهرمان أن العلاقة متوترة سابقًا بين حزب الله والمستقبل، وخطوط التواصل مقطوعة، وعندما كنا كفريق نمد اليد لحزب الله، كان يتمنع عن ذلك ولم يقبل الحوار، واعتقد أن حزب الله هو سبب وصول الامور الى هذا الحد.

ويشير زهرمان الى أن تأزم العلاقات بين حزب الله والمستقبل لا ينتظر تصريح الحريري، وهي متوترة بالسابق، وخطاب فريق حزب الله كان دائمًا سلبيًا، وتصرفات quot;حكومة حزب اللهquot; تدل على ذلك، وايضًا تصرفات وزير الخارجية، وكذلك السفير السوري كيف يتصرف في لبنان.

اما لماذا توقيت هذا التصريح اليوم، هل هو مؤشر على بداية نهاية النظام السوري؟ فيجيب زهرمان:quot; الكلام ليس مؤشرًا على بدء سقوط النظام، لكن بالامس كان الحريري واضحًا وصريحًا في كلامه، وبعد اجتماعه مع وزير الخارجية الروسي، ومع الرئيس الفرنسي، ربما اطلع على معطيات جديدة جعلته صريحًا جدًا في الموضوع.

ويؤكد زهرمان أن هناك معطيات كثيرة لمواقف المجتمع الدولي تجاه الازمة في سوريا، وحتى اليوم مواقف المجتمع الدولي لا تزال ضبابية في هذا الخصوص، الحريري وخلال جولاته وخطاباته يؤكد على الازمة الانسانية في سوريا، حيث أن النظام يبيد شعبه، ولا يجوز أن نبقى متفرجين، المجتمع الدولي ينظر الى الامر من منظار مصالح سياسية وتوازنات في المنطقة، ونأمل بدعوتنا جميعًا، أن نوقف حمام الدم في سوريا.

رأي الفريق الآخر

النائب قاسم هاشم ( كتلة التنمية والتحرير) يرى في حديثه لـquot;إيلافquot; أنهذا التصريحلسعد الحريرييزيد في مساحة التوتر بين حزب الله والمستقبل، ومردوده سلبي وفي غير موقعه في وقت نحتاج الى التخفيف من حدة الاحتقان، والتفتيش عن مساحة تفاهم بين المقومات اللبنانية، لكن للاسف إن البعض قد تفلت من كل ما يحفظ الوطن ويحصّنه في هذا الزمن الذي نحتاج فيه الى شبكة امان بكل المستويات والابعاد.

ويضيف:quot; الخطاب لا يصبّ في الاطار الايجابي ابدًا، وهو سلبي بكل الابعاد.quot;

ويشير هاشم الى أن موضوع النأي بالنفس والخطاب السياسي اللبناني لا يؤثران على مجمل العلاقة بين المقومات السياسية الا الى مدى تفهم الفرقاء لخصوصية لبنان وموقعه في ظل التطورات التي تحيط به من كل حدب وصوب، لذلك يجب الانتباه والحذر من سياسة التعاطي مع التطورات وتداعياتها ومن الخطاب الذي يزيد الواقع السياسي تأزمًا، أو يسهمفي التخفيف من حدته، هذا يتوقف على قناعة السياسيين بالدرجة الاولى، وعلى رؤيتهم للعلاقة بين المكونات اللبنانية وقراءتهم للازمة في سوريا، وكيف يساهمون في هذه الازمة سلبًا أو ايجابًا.

ويؤكد هاشم أن طلب الحريري من المجتمع الدولي في خطابه امس تقديم اسلحة الى المعارضين ليس بجديد، هنالك من في الفريق الآخر وبخاصة من يمثل هذا الفريق بشكل اساسي كشف كل اوراقه أخيرًا وبأنه شريك بمجريات الاحداث في سوريا، من خلال سياسة التحريض، وتهريب الاسلحة، واليوم هذا تأكيد على التأكيد حول دور هذا الفريق في مجريات الاحداث في سوريا.