لقاء قريب قد يجمع رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع برئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط، ورغم اعتبار البعض أن هذا التقارب يصب في منحى انتخابي، تبقى المبادىء بالنسبة للفريقين هي الهدف.


بيروت: برزت أخيرًا مؤشرات على تقارب بين حزب القوات اللبنانية ورئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط، وذلك إثر زيارة قام بها وزير الشؤون الاجتماعية وائل أبوفاعور الى معراب ولقائه رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع.

وتحدثت معلومات عن تحضيرات للقاء قريب سيجمع جنبلاط وجعجع، كاشفة عن اتصالات قائمة بين الجانبين بعيدًا عن الأضواء نظرًا لتقدير كل منهما لخصوصية الآخر، ولاسيما أن جعجع حرص بعد انتقال أبو تيمور الى الأكثرية الحالية على عدم استهدافه بأي حملات سياسية من نواب ومسؤولي القوات اللبنانية.

ونقلت عن مصادر متابعة إشارتها الى توجس 8 آذار/مارس من حراك جنبلاط المستجد ومواقفه الأخيرة لاسيما تلك التي حذر فيها من فوز هذه القوى في الانتخابات النيابية المقبلة، اضافة الى لقائه رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري في باريس.

وتحدثت المصادر عن اجتماعات متلاحقة بين قيادتي المستقبل والتقدمي تبحث في سُبل التنسيق معًا والتصدي لقانون النسبية في ظل هيمنة سلاح حزب الله مع اصرار الجانبين على اجراء الانتخابات في موعدها تفاديًا لمخاطر تأجيلها.

على الجانب الآخر، ترى قوى في الأكثرية أن الاختبار الحقيقي لجنبلاط في الدور الذي يلتزمه في موضوع الحفاظ على الحكومة.

يقول النائب طوني ابو خاطر ( القوات اللبنانية) لـquot;إيلافquot; إن كل طرف يؤمن ببناء الدولة والايمان بمؤسساتها القضائية والعسكرية، يشكل الامر حافزًا لاجتماع الافرقاء على الخط ذاته، وتصريحات النائب وليد جنبلاط كلها تنم على أنه يؤمن بالدولة وبنائها وهذا يشكل حافزًا للقاء مع القوات اللبنانية.

عن اعتبار البعض أن هذا التقارب يصب في خانة المصالح الانتخابية، يؤكد ابو خاطر أنه مهما كان الانسان بعيدًا وعفيفًا عن المصالح الانتخابية، فإنه بلا شك سيطمح الى البقاء في السلطة، وفي العمل العام السياسي، وكل فريق يطمح أن يعزز قوته في الساحة مما يضطر البعض الى التعاون بين الافرقاء طالما الهدف متقارب، يحصل التعاون، وفي بعض المناطق المسيحية هناك نسبة لا بأس بها من الموالين لجنبلاط، وهذا يصب في منحى انتخابي لكنه ليس الأساس أو الهدف، بل الهدف المبادىء السياسية والانتخابات لتكريس هذا الواقع.

لا معلومات دقيقة للنائب ابو خاطر حول لقاء قريب بين جعجع وجنبلاط، ولكنه لن يُفاجأ بلقاءات بين القيادات اللبنانية، وحبذا لو تكون لقاءات تشمل الجميع.

وفي حال لقائهما تبقى ابرز المواضيع التي سيتباحثانها تشمل أمور الساعة، ونعيش اليوم بحسب ابو خاطر نوعاً من الضياع، كما أن هناك تقصيراً فادحاً لدى الحكومة، وجنبلاط بما يمثله له دور في الحكومة، وفي المرحلة الاخيرة شكل جنبلاط بيضة القبان بما يمثله من تغيير للسلطة، وسوف يتم الحديث بالتأكيد عن مسألة الحكومة، والقضايا الاقليمية والانتخابات.

ويؤكد ابو خاطر أن جنبلاط بحسب ما يصّرح هو وسطي وقريب من الجميع، واعتبر أنه لم يخرج بالمطلق من 14 آذار/مارس، وليس خارج 8 آذار/مارس، اما التقارب فيعود الى الممارسة والافعال اكثر من الاقوال.