بعد السطو على المصارف، يبدو اليوم أن ظاهرة جديدة بدأت تشغل بال اللبنانيين وهي الخطف مقابل فدية مادية، وإن دل الامر على شيء فعلى مدى استخفاف الخاطفين بهيبة الدولة وأجهزتها الأمنية.


بيروت: الحكاية بدأت في آذار( مارس) الماضي حيث تمكنت استخبارات الجيش وفوج المجوقل من توقيف المدعو محمد فياض إسماعيل في بلدة القصر الحدودية في البقاع الشمالي، بتهمة خطف عضو مجلس إدارة معمل quot;ليبان ليهquot; أحمد زيدانيرى، ومع الوقت تتطورت اساليب الخطف في لبنان، فكانت تارة أمنية، مع آل المقداد وغيرهم، وتارة تتسم بالحصول على فدية مادية، ففؤاد داوود ابن مدينة زحلة (53 عامًا) خطف منذ ثمانية أيام على أيدي مجهولين على طريق رياق ــ بعلبك الدولية، داوود ليس آخر المخطوفين ضمن موضة الخطف مقابل فدية مالية، فما إن عاد يوسف بشارة الذي خطف من بصاليم، إلى عائلته بعد دفع الفدية وقيمتها 400 ألف دولار، حتى أقدم مجهولون ليل امس الاول على طريق بلدة غزة في البقاع الغربي على اعتراض سيارة المغترب علي أحمد منصور (73 عامًا)، واقتياده إلى جهة مجهولة.

المسؤولون تحركوا، لكن حتى الساعة لم يستطيعوا منع مسلسل الخطف في لبنان، وكان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي قال إن الاجهزة الامنية ستتخذ الاجراءات المناسبة للحدّ من ظاهرة الخطف، وهناك معلومات ومؤشرات لدى رؤساء الأجهزة تشجع على التفاؤل بتحقيق نتائج نوعية على الارض قريبًا، مؤكدًا أنه لا يمكن التهاون في هذه المسألة المتصلة بأمن المواطن وهيبة الدولة.

أما وزير الداخلية مروان شربل فأشار الى أن الاجهزة الامنية وضعت خطة محكمة لمكافحة ظاهرة الخطف، ستظهر نتائجها الحاسمة تباعًا خلال الايام المقبلة، وبحوزتهم أسماء ومعلومات ستساعدهم في مهمتهم، كاشفًا عن أن quot;هناك عصابة أساسية تقف وراء هذه الظاهرة، ثم فرّخت لاحقًا، ونحن بصدد القضاء على العصابة ومتفرعاتهاquot;.

وكان النائب وليد جنبلاط قد اكد أن الخطف مقابل الفدية يشكل ظاهرة جديدة وخطيرة، منبهًا الى أنها يمكن أن تطال الجميع إذا افلتت من السيطرة، لأن الموضوع ليس سياسيًا، ودعا الى الإسراع في وقف هذا المسلسل والتصرف بحزم، قبل أن تسود شريعة الغاب، ويصبح وضعنا كوضع مكسيكو أو كولومبيا.

ماذا يقول المواطن العادي المستهدف الأساسي في عملية الخطف؟

سليمان خوري يقول إن ظاهرة الخطف في لبنان هي تكملة لكل عناصر الحرب الماضية، من اجل استيعاب الحروب الاهلية على الارض اللبنانية، ويؤكد أن حياة المواطن بالاساس في خطر، ولكن تطورت اساليب التطبيق، وخوف المواطن اليوم من الغلاء والامن والتفجيرات والاحاديث السياسية المتضاربة، ومن كل الامور الموجودة.

فدوى سعد تشدد على دور الدولة ككل في اطار مكافحة ظاهرة الخطف من خلال اجراءات صارمة لأن المواطن لا يطلب شيئًا سوى الامن، كي يرتاح في بلده.

ليال كبارة تؤكد أن الامن خط أحمر ويبقى العوز المادي محتملاً من قبل المواطن، وكذلك الاجتماعي، ولكن الامن بحد ذاته مصدر خوف للكبير والصغير ولكل المواطنين.

عايدة ضو ترى اننا اصبحنا على شفير وجود شريعة الغاب في لبنان، وطبيعي اليوم أن يخاف الجميع ومعظم الناس يخافون اذ لم يعد هناك من منطقة آمنة وأخرى معرضة، فالخطف يحصل في كل المناطق، وينتقل الى المناطق كافة، ولم تعد هناك مناطق خارجة عن الدولة اللبنانية، وظاهرة الخطف اليوم موضة على الطرق ربما غدًا سيكون من داخل المنازل، إن كان جباية أو غيرها.

كريم عوض يضع ظاهرة الخطف اليوم في اطار الجريمة وبدل قتل الشخص تتم معاقبته بالاستيلاء على املاكه، لأن الرزق في بعض الاحيان يوازي الروح.

زياد خليل يرى أن حياة الناس اصبحت في خطر في لبنان، والكثيرون كما نشاهد اليوم يخرجون من دون أن يعودوا، وهذا لا يحصل في بلدان متقدمة نحن بعصر الهمجية.

ويشير الى أنه من واجبات الدولة أن تضع على الطرق عناصر للرقابة، ويجب أن تتحرك الحكومة اكثر، ولا احد يعرف ماذا ينتظر المواطن من امور سلبية اخرى في المستقبل تضاف الى الخوف الامني والغلاء المعيشي وعدم تأمين الكهرباء.