قال عدد من سكان الاشرفية أن الانفجار الذي هز احدى الساحات الرئيسية الجمعة في هذا الحي المسيحي وادى الى مقتل رئيس فرع المعلومات في قوى الامن الداخلي، احيا ذكريات الماضي الاسود الذي عاشه اللبنانيون.


بيروت: قال عدد من سكان الاشرفية أن الانفجار الذي هز احدى الساحات الرئيسية الجمعة في هذا الحي المسيحي وادى الى مقتل رئيس فرع المعلومات في قوى الامن الداخلي، احيا ذكريات الماضي الاسود الذي عاشه اللبنانيون.

وقتل في الانفجار رئيس فرع المعلومات في قوى الامن الداخلي العميد وسام الحسن مع شخصين اخرين. ويقول بسام (43 عاما) الذي يعمل في الجوار quot;لقد شهدنا كل هذه التفجيرات من قبل، نشأنا معهاquot;.

ويضيف بسام لوكالة فرانس برس quot;بغض النظر عمن يقف وراء هذه التفجيرات التي تستهدف سياسيين لكن من يموت هم الابرياءquot;. ويقول ان quot;الانفجار شكل صدمة حقيقية لنا، وتدل على ان ارواح اللبنانيين لا قيمة لهاquot;.

ونشأ بسام وسط الحرب الاهلية اللبنانية التي انتهت في 1990 باتفاقات الطائف. وخلفت الحرب حوالى 150 الف قتيل وتبقى ذكرى اليمة لدى الكثير من اللبنانيين صغارا وكبارا. ويذكر هذا الانفجار ايضا الناجين بسلسلة تفجيرات بدأت مع اغتيال رئيس الوزراء الاسبق رفيق الحريري في 2005.

وخلفت تلك التفجيرات عدة قتلى من سياسيين وشخصيات اخرى. وحمل مئات الاف اللبنانيين سوريا مسؤولية حملة الاغتيالات ودعوا دمشق الى سحب قواتها من لبنان. وقال عماد الذي اصيب في انفجار الجمعة quot;هذا ليس الانفجار الاول الذي انجو منهquot; مضيفا quot;كنت ايضا هناك حين قتل جبران التوينيquot; النائب اللبناني ورئيس تحرير جريدة النهار في انفجار سيارة في كانون الاول/ديسمبر 2005.

ويضيف عماد (50 عاما) quot;اليوم شعرت وكانني شهدت كل ذلك من قبلquot; لكن quot;بالتاكيد انفجار اليوم كان اقوى بكثيرquot;. وفي موقع انفجار الجمعة تطاير زجاج عدة ابنية بفعل قوته وكان الحطام متناثرا على الارض فيما يقوم السكان ومتطوعون طبيون باجلاء الجرحى.

وتضررت مبان سكنية وبنك تجاري فيما احترقت منازل في الطابق الارضي من الشارع الفرعي المؤدي الى ساحة ساسين بالاشرفية حيث وقع الانفجار كما اضاف سكان. وتقول نانسي (45 عاما) quot;لو لم نكن خارج المنزل نشتري الادوية لكنا قتلناquot; مضيفة quot;لقد احترق منزلنا، والحمد الله نحن على قيد الحياةquot;.

وتضيف نانسي quot;هذا الهجوم رسالة الى كل المسيحيين وكل اللبنانيين للقول ان لا احد بامان في هذا البلدquot; وان quot;لا احد يعلم ما سيحصل في المستقبلquot;. اما رحمة الممرضة البالغة من العمر 50 عاما والتي تعمل في مستشفى اوتيل ديو المجاور فتقول ان الانفجار يذكر بقوة بالحرب الاهلية اللبنانية.

وقالت quot;نحن مدربون للعمل في مثل هذه الحالات الطارئةquot; مضيفة quot;في السابق كما الان الابرياء هم الضحايا والهجمات كانت دائما مباغتة. انه امر محزن للغايةquot;. وكانت المجموعة الدولية ومحللون عبروا منذ عدة اشهر عن مخاوف بتوسع رقعة النزاع في سوريا الى لبنان.

ويقول احد سكان الاشرفية الذي رفض الكشف عن اسمه لوكالة فرانس برس quot;اعتقد انه بغض النظر عمن يقف وراء هذا الامر، انما هو يريد توجيه رسالة الى لبنان مفادها اننا لن ننعم بالسلام هناquot;.

وعن الجهة المسؤولة يقول quot;على الارجح انها مجموعة لبنانية لكن تحظى بدعم من الخارج، هكذا كانت السياسة على الدوام في لبنانquot;. ويضيف quot;لقد شهدت عدة انفجارات، وهذا يذكرني كثيرا بالعام 2005 وكذلك بالحرب الاهليةquot;.

وتجلس امرأة شابة حامل تبدو عليها اثار الصدمة امام مستشفى اوتيل ديو وهي مصابة بيدها ويتجمع حولها اقاربها. وردا على سؤال ما اذا كانت تشعر بان مستقبل البلد آمن لها ولطفلها تقول سمية quot;لا اعلم ما سيكون عليه المستقبل، لكن الان لا اشعر بشيءquot;.