تاريخ النشر في 19/10/2012 الساعة 12:00 بتوقيت غرينتش
آخر تحديث في 20/10/2012 الساعة 7:45 بتوقيت غرينتش
يشهد لبنان اليوم السبت حدادا وطنيا على رئيس فرع المعلومات في قوى الامن الداخلي العميد وسام الحسن وتوالت المواقف الدولية المستنكرة للجريمة، في وقت توجهت أصابع الاتهام الدولية واللبنانية الى سوريا.
بيروت: اعلن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي السبت انه ليس متمسكا بمنصب رئاسة الحكومة، لكنه علق اي قرار حول هذه المسألة في انتظار مشاورات وطنية يجريها رئيس الجمهورية بعد اغتيال رئيس فرع المعلومات في قوى الامن الداخلي العميد وسام الحسن.
وقال ميقاتي للصحافيين اثر جلسة طارئة لمجلس الوزراء quot;اكدت لفخامة الرئيس عدم تمسكي بمنصب رئاسة الوزراء وضرورة النظر في تشكيل حكومة وحدة وطنية جديدةquot;.
واضاف quot;اعرف ان طائفتي (السنية) تشعر بانها مستهدفة، لذلك اقول لها انني استغني عن هذا المنصب او غيره، وقد تحدثت لرئيس الجمهورية (ميشال سليمان) عن كل الهواجس التي امر بهاquot;.
وتابع ان سليمان طلب منه التروي quot;وقال يجب ان ننظر الى المواضيع الوطنية ولا يجب ان ندخل لبنان في فراغquot;.
وقال ميقاتي ان رئيس الجمهورية quot;طلب فترة زمنية معينة لكي يتشاور مع اركان هيئة الحوار الوطني. لذلك علقت اي قرار لحين يأتيني رد فخامة الرئيس على تصور معينquot;.
واوضح ردا على اسئلة الصحافيين quot;لن أداوم في السراي الحكومي، وألغيت جلسة مجلس الوزراء التي كانت مقررة الاثنينquot;، مشيرا في المقابل الى انه سيحضر quot;اي جلسة استثنائية لمجلس الوزراءquot;.
وكانت قوى 14 آذار (المعارضة) دعت ميقاتي الى الاستقالة، محملة اياه مسؤولية اغتيال الحسن في تفجير سيارة مفخخة الجمعة اودت ايضا بحياة شخصين آخرين على الاقل واوقعت اكثر من مئة جريح.
وعبر ميقاتي عن اسفه لهذا الاتهام، مشيرا الى علاقتة بالحسن كانت طيبة، وقال quot;لم اشعر في اي يوم انه تابع لفريق سياسي بل كان يتعامل بمهنية صافيةquot;.
واضاف quot;ليس الموضوع حكوميا، بل هو موضوع وطن ونحن حريصون على وحدة الوطن وحريصون على كل ما يؤدي الى استقرار وامنهquot;.
يشهد لبنان اليوم السبت حدادا وطنيا على رئيس فرع المعلومات في قوى الامن الداخلي العميد وسام الحسن والقتلى الذين سقطوا معه في انفجار ضخم وقع الجمعة في شرق بيروت ووجهت المعارضة اللبنانية الاتهام فيه الى دمشق.
وعقد مجلس الوزراء الساعة العاشرة (7,00 تغ) quot;اجتماعا طارئاquot; للبحث في الانفجار. وذكر بيان صادر عن مكتب رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الاعلامي ان quot;الجريمة النكراء (...) بحجمها ونتائجها الفادحة، تشكل مصدر ألم وحزن شديدين لدولة رئيس مجلس الوزراءquot;.
واشار البيان الى ان هذه الجريمة quot;تستوجب التعامل مع هذا الحادث الجلل بما يناسب من قرارات في خلال جلسة مجلس الوزراءquot;.
وافادت قناة quot;المستقبلquot; انه سيتم تشييع اللواء وسام الحسن غدا في بيروت بجانب ضريح رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري.
وبدت حركة السير خفيفة صباح اليوم في شوارع العاصمة التي اصيب اهلها الجمعة بالذهول والرعب نتيجة الانفجار الناتج عن سيارة مفخخة والذي تضاربت التقارير حول حصيلة الضحايا النهائية التي اوقعها.
وكان تقرير رسمي قد ذكر ان عدد القتلى ثمانية والجرحى 86، اعلن الصليب الاحمر في بيان ان الانفجار أوقع quot;ثلاثة قتلى و110 جرحىquot;، بالاضافة الى 37 جريحا quot;عملت فرق الاسعاف والطوارىء على تقديم الاسعافات الاولية لهم في المكانquot;.
وأوضح مسعفون على الارض ان سبب الارتباك في احصاء الضحايا هو وجود اطراف في مكان الانفجار تبين ان اصحابها لا يزالون على قيد الحياة في المستشفيات.
ميقاتي مرتبك ويفكر بالاستقالة وجنبلاط يرفض
واشارت مصادر مطلعة لـصحيفة quot;الأخبارquot; إلى ان quot;بيان قوى 14 اذار أصاب رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بإحباط شديد، وهو كان قد أبلغ رئيس المجلس النيابي نبيه بري أنه يفكر فعلاً في الاستقالةquot;، إلا أن quot;أوساط ميقاتي استغربت تحميله مسؤولية دم رئيس جهاز شعبة المعلومات وسام الحسنquot;، مشيرة الى أن quot;ميقاتي هو من حمى الحسن في عز الحملات عليهquot;. ولفتت مصادره إلى أنه quot;يجري مشاوات داخلية وخارجية لاتخاذ الموقف المناسبquot;.
وتابعت الصحيفة في معلومات أخرى أن quot;قوى 14 آذارquot; تضغط على الحكومة بين سقفين، الأول عال وهو دعوة الحكومة إلى الاستقالة، وسقف ثان أدنى يمثل مطلبها الحقيقي الذي تريد تحقيقه وهو دخول الحكومة وتسلّم الحقائب الأمنية فيهاquot;، مشيرة إلى أن quot;اتصالات تجري مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس جبهة quot;النضال الوطنيquot; النائب وليد جنبلاط لتحقيق هذا الهدف، لكن الاثنين رفضا هذا المطلبquot;.
وفي السياق نفسه ذكرت معلومات لصحيفة quot;الجمهوريةquot; أن quot;مفاوضات مفتوحة أجريت بين بيت الوسط والمختارة وبعبدا، في ظل اشتراط رئيس جبهة quot;النضال الوطنيquot; النائب وليد جنبلاط عدم إسقاط الحكومة وتوجيه الاتهام إلى الرئيس السوري بشار الاسد بإغتيال رئيس جهاز فريع المعلومات وسام الحسن وقد أوفد الوزيرين غازي العريضي ووائل أبو فاعور لإبلاغ رئيس الجمهورية هذا الموقفquot;.
اجماع على ادانة اعتداء بيروت بما في ذلك من قبل سوريا
اجمعت دول العالم بما فيها سوريا على ادانة الاعتداء بسيارة مفخخة الذي اودى بحياة رئيس فرع المعلومات اللبناني العميد وسام الحسن المعادي لسوريا الجمعة في بيروت.
كما عبر مجلس الامن الدولي عن ادانته quot;الاعتداء الارهابيquot; وحض اللبنانيين على quot;المحافظة على الوحدة الوطنيةquot;.
وقدمت الدول ال15 الاعضاء في مجلس الامن في بيان quot;تعازيها الصادقة الى ضحايا هذا العمل الشنيعquot;، مشددين على ضرورة quot;ملاحقة المسؤولين عن هذه الجريمة ومن اعدوا لها ووفروا لها الدعم المالي امام القضاءquot;، مؤكدين عزمهم على دعم جهود الحكومة اللبنانية في هذا الصدد.
وكرر مجلس الامن quot;ادانته من دون تحفظ لاي محاولة لزعزعة استقرار لبنان عبر اغتيالات سياسيةquot;، داعيا quot;جميع اللبنانيين الى المحافظة على الوحدة الوطنيةquot; في مواجهة تلك التهديدات وداعيا ايضا جميع الافرقاء اللبنانيين الى quot;مواصلة الحوار الوطنيquot;.
وفي بيان منفصل، دان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الجمعة الاعتداء مطالبا quot;بتحقيق معمقquot; وداعيا اللبنانيين الى quot;الهدوء وضبط النفسquot;.
وفي واشنطن، دانت الولايات المتحدة بشدة الاعتداء quot;الارهابيquot;.
وردا على سؤال عما اذا كان هذا الاعتداء مرتبطا في شكل او في اخر بالنزاع في سوريا، قالت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية فكتوريا نولاند quot;قلنا قبل اسابيع واشهر اننا نتخوف من عودة التوترات وخصوصا الطائفية في لبنان، التي ستنجم عن امتداد النزاع في سورياquot;.
واضافت quot;لا اريد ان استبق الامور قبل ان تحدد السلطات اللبنانية هوية المسؤولينquot; عن الاعتداء.
وفي باريس، دان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الاعتداء quot;باشد العبارات ودعا المسؤولين اللبنانيين الى حماية بلدهم من quot;كل محاولات زعزعة الاستقرار من اي جهة اتتquot;.
واشاد الرئيس الفرنسي بوسام الحسن معتبرا انه quot;رجل كان مخلصا لبلاده واستقراره واستقلاله (...) ورحيله خسارة كبيرةquot;.
واضافت الرئاسة الفرنسية ان quot;فرنسا تامل بكشف الحقيقة كاملة حول هذا العمل الارهابي وتذكر بالتزامها امن واستقرار واستقلال وسيادة لبنانquot;.
من جهته، دعا وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الى quot;القيام بكل ما هو ممكن للحفاظ على وحدة لبنان وسلامه في وجه المحاولات الهادفة الى زعزعة استقرار البلادquot;، مؤكدا انه quot;من المهم اكثر من اي وقت ان يبقى لبنان في منأى من التوترات الاقليميةquot;.
اما وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون فقد اعربت عن quot;ادانتها الشديدةquot; للهجوم الذي quot;يتناقض بقوة مع الجهود المبذولة مؤخرا لاعادة اعمار هذا البلد وضمان استقراره وتدعيم شعور الوحدة الوطنية والترويج لثقافة الحوارquot;.
وقالت ان quot;مرتكبي هذه الجريمة يجب ان يلاحقوا ويحالوا الى العدالةquot;، داعية quot;جميع اللبنانيين الى الحفاظ على هدوئهم والقيام بما يلزم كي لا يزعزع هذا الهجوم البلادquot;.
وأكدت ان الاتحاد الاوروبي quot;سيواصل الدعم الكامل للجهود في سبيل امن لبنان ووحدته وهما ضروريان لاستقرار المنطقةquot;.
وندد الفاتيكان بشدة بالاعتداء معتبرا انه quot;عنف دموي عبثيquot;. واضاف ان هذا الاعتداء quot;يتعارض مع الجهود والالتزامات بالحفاظ على تعايش سلمي في لبنانquot;.
واعتبرت كندا الاعتداء quot;عملا ارهابيا جباناquot;.
من جهتها عبرت البرازيل عن quot;المها وتضامنها مع عائلات الضحاياquot;، في حين قدمت المكسيك quot;اصدق تعازيها للشعب والحكومة اللبنانيين وعائلات الضحاياquot;، مؤكدة quot;رفض الارهاب بكل اشكاله وتجلياتهquot;.
عربيا، دانت مصر التفجير. ونقلت وكالة انباء الشرق الاوسط ان وزير الخارجية المصري محمد عمرو quot;ادان التفجير الذي شهدته العاصمة اللبنانية بيروت اليوم مخلفا عشرات القتلى والمصابينquot;.
ودانت الحكومة الاردنية حادث التفجير، مؤكدة رفضها quot;كل اشكال الارهاب والعنفquot;.
واكد وزير الدولة الاردني لشؤون الاعلام وزير الثقافة الناطق الرسمي باسم الحكومة سميح المعايطة quot;موقف الاردن الثابت الرافض لكل اشكال الارهاب والعنف ايا كان مصدره ومنطلقاتهquot;.
سوريا تدين التفجير quot;الارهابي الجبانquot; في بيروت
وبينما وجهت المعارضة اللبنانية الاتهام الى دمشق، دانت سوريا التفجير معتبرة انه عمل quot;ارهابي جبانquot;، بحسب ما افادت وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا).
ونقلت الوكالة عن وزير الاعلام عمران الزعبي قوله ان quot;هذه التفجيرات الارهابية مدانة اينما حدثت وليس هناك ما يبررهاquot;.
يوم الاغتيال
وأمس قتل العميد وسام الحسن، رئيس فرع المعلومات في قوى الامن الداخلي، في إنفجار كبير هز منطقة الأشرفية في بيروت، في عودة إلى مسلسل اغتيال الشخصيات السياسية اللبنانية، وفي استهداف مباشر لهذا الجهاز الأمني الذي كان له الدور الأبرز في كشف شبكات تجسس إسرائيلية، فضلًا عن كشف مخطط تفجيري كبير، اتهمت بتدبيره سوريا بيد الوزير السابق ميشال سماحة، الذي نقل المتفجرات من دمشق.
واتفقت قوى 14 آذار التي اجتمعت في بيت الوسط في بيروت على توجيه أصابع الاتهام الى دمشق بتنفيذ الاغتيال. ولم يتردد النائب وليد جنبلاط في اتهام الرئيس السوري بشار الأسد باغتيال الحسن. وذكرت المعلومات التي توافرت أن العميد الحسن استهدف أثناء مروره في المنطقة، في موكب لم يكن كبيرًا، لكن يبدو أنه كان مراقبًا بشكل لصيق. وقد أكد مصدر أمني رفيع أن الاتصال بالحسن فقد منذ لحظة وقوع الانفجار.
ارتباك وتضارب معلومات
بعيد وقوع الانفجار، لم يعلن أبدًا عن استهداف أي شخصية سياسية أوعسكرية، بالرغم من أن الاتصال بالحسن انقطع نمنذ لحظة الانفجار، بحسب مرجع أمني.
وتضاربت الأنباء في شأن عدد قتلى الانفجار، الذي وقع قرب مكتبة فرح في شارع متفرع من ساحة ساسين، قريبًا من بيت لحزب الكتائب اللبنانية، ومقر الأمانة العامة لقولا 14 آذار. وبينما أعلنت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية مقتل ثمانية اشخاص على الاقل وإصابة 78 بجروح جراء التفجير، قال وزير الصحة اللبناني إن ثلاثة قتلى سقطوا في الحادث. وأحصى الدفاع المدني سقوط 8 شهداء و78 جريحًا، لكن عدد الجرحى ارتفع مساءً إلى 110 جرحى.
لكنّ مصدرا حكوميا قال لفرانس برس إنّ ثمانية اشخاص قتلوا واصيب 86 آخرون بجروح في التفجير الذي ادى الجمعة الى مقتل رئيس فرع المعلومات في قوى الامن الداخلي العميد وسام الحسن.
وقال المصدر ان quot;الهجوم ادى الى مقتل ثمانية اشخاص من بينهم رئيس فرع المعلوماتquot; وسائقه، مشيرا الى ان 86 آخرين اصيبوا بجروح.
واوضح المصدر ان الحسن كان يتنقل في سيارة مدنية عندما استهدفه انفجار بسيارة مفخخة في منطقة الاشرفية ذات الغالبية المسيحية في شرق بيروت.
سبب الانفجار ارتباكًا كبيرًا بين المارة الذين هرعوا هربًا من الساحة، بحسب ما بثت الكاميرات المثبتة في المكان، والتابعة للمؤسسة اللبنانية للارسال، فيما اشارت مصادر قناة quot;المستقبلquot; إلى أن العبوة تزن حوإلى 25 كلغ من المواد شديدة الانفجار.
وبعيد الانفجار، وصل وزير الداخلية مروان شربل إلى المكان للاطلاع على الاضرار، وأعطى توجيهاته إلى الاجهزة الامنية بالاسراع في كشف ملابسات الحادث. كما وصل مفوض الحكومة المعاون فادي عقيقي بتكليف من مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية لمباشرة التحقيقات الأولية.
وأشار مدعي عام التمييز القاضي حاتم ماضي إلى أن حجم الدمار كبير وأن هناك أشلاء ضحايا موجودة. وأمل ماضي أن يجنب الله لبنان هذا النوع من الإنفجارات، وقال: quot;أتعاطف مع أهالي الضحايا والتحقيقات مستمرة والأجهزة الأمنية جميعها تعملquot;. وتمنى أن لا يكون هذا الانفجار أعاد لبنان إلى مرحلة سابقة وأن يكون عودة إلى الوراء.
وأشارت وكالة الصحافة الفرنسية إلى أن الانفجار أدى إلى تضرر كبير في مبنيين سكنيين، وإلى حريق في احد المباني عمل متطوعون في الصليب الاحمر على اخراج مصابين منه، في حين قام عناصر في الدفاع المدني بالصعود إلى المباني للبحث عن الجرحى. وقال رولان (19 عاما) الذي كان موجودًا في محيط مكان الانفجار: quot;سمعنا صوت انفجار كبير. شعرنا بالارض تهتز تحتناquot;. وأعلن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي يوم غد السبت يوم حداد وطني على ضحايا الانفجار.
استنكارات واتهامات لسوريا
بعد الانفجار، توالت رسائل الشجب والاستنكار. فطالب رئيس الحكومة السابق سعد الحريري الاجهزة الامنية بالتحرك بأقصى سرعة وحزم لحماية المواطنين، لافتا إلى ان quot;الاعتداء الارهابي الجبان موجه ضد استقرار وطننا وامنناquot;.
كما إستنكر رئيس الحكومة الأسبق النائب فؤاد السنيورة حادث التفجير الإجرامي الذي إستهدف المواطنين الابرياء في منطقة الاشرفيةquot;، لافتاً إلى انه quot;يستهدف الامن والسلام والاستقرار في لبنان quot;، ومشيراً إلى ان quot;كل شهيد سقط نتيجة هذا التفجير الاجرامي هو شهيد اللبنانيين جميعاً وكل لبنانquot;، آملاً ان quot;يحظى الجرحى بالشفاء العاجل والاهتمام اللازمquot;.
وأضاف ان هذه الجريمة quot;تعود بنا إلى الذكريات الاليمة التي عاشها اللبنانيون إنطلاقاً من العام 2004 حتى العام 2008quot;، آملاً ألا quot;تكون هذه الجريمة بداية عودة للمسلسل الاجرامي السابق أو يكون من خطط لجرائم سابقة تم كشفها وإحباطها قد عاد إلى إسترجاع تنفيذ مخططه الاجرامي مجدداً ضد لبناquot;، مطالبًا القوى الامنية بتكثيف التحقيقات لكشف المجرمين ومن وقف خلفهم.
وأكد رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي quot;أن الحكومة مستنفرة بكل أجهزتها الأمنية والقضائية من اجل كشف ملابسات انفجار الأشرفية وملاحقة الفاعلين ومعاقبتهم ومنع اي محاولات لاعادة مسلسل التفجيرات الأمنية إلى لبنانquot;.
واعرب عن quot;تضامنه مع اهلنا في منطقة الاشرفية وعن حزننا للارواح البرئية التي إستهدفها الانفجارquot;، داعيًا quot;القيادات السياسية كافة إلى التضامن في هذه المرحلة العصيبة من تاريخ وطنناquot;.
الحريري: الأسد اغتال الحسن
أشار رئيس الحكومة السابق سعد الحريري الحسن إلى ان quot;رئيس فرع المعلومات في قوى الامن الداخلي كشف مخطط نظام الرئيس السوري بشار الاسد عبر الوزير السابق ميشال سماحةquot;، لافتا إلى ان quot;اغتيال الحسن مكشوف كوضح النهارquot;.
وشدد الحريري في مداخلة تلفزيونية على ان quot;الشعب اللبناني لن يسكت عن هذه الجريمة البشعةquot;، وقال: quot;أنا سعد رفيق الحريري أتعهد أننا لن نسكتquot;، متهما quot;الرئيس السوري بشار حافظ الاسد باغتيال الحسنquot;.
رمزية الأشرفية
ودعا النائب سامي الجميل إلى الصلاة لشفاء المصابين وتوجه بالتعازي لأهالي القتلى، وأكد على أنه بخير ولم يصب بأي أذى، داعيًا الدولة إلى حماية المواطنين. أما النائب ميشال فرعون فقال إن أيادي الغدر تمتد إلى أهالي الأشرفية من جديد، واعتبر أن الانفجار وقع في مكان ذات رمزية سياسية.
كما استنكر النائب نديم الجميل الانفجار، وشبه الحادثة بالانفجار الذي استهدف والده بشير الجميل، ووجه أصابع الاتهام إلى سوريا. واعتبر عضو كتلة quot;المستقبلquot; النائب عمار حوري ان هناك هجمة جديدة بحق الشعب اللبناني وبحق الاستقرار في لبنان، مشيرا إلى ان هذه الجريمة اضافية تضاف إلى سجلات المجرمين.
واكد ان الاشرفية لطالما هي رمز لاستقرار لبنان، مشددا على ضرورة ان تنال اليد المجرمة عقابها، لافتا إلى ان الوقت الان ليس للاتهامات وليس للاستغلال السياسي ولكن يجب استنكار العمل والضرب بيد من حديد ويجب دعم السلم الاهلي والاستقرار الداخلي وتحطيم المؤامرات.
إخافة لبنان
فيما لفتت النائبة نايلة تويني في حديث تلفزيوني إلى ان quot;هناك محاولات لاخافة لبنان من خلال التفجير وهو استهداف لكل لبنان quot;، مؤكدة ان quot; النظام السوري لن يتركنا بخير بل سيستمر باستهدافناquot;. بينما ذكرت قناة quot;الجديدquot; ان الحزب السوري القومي الاجتماعي اكد ان انفجار الاشرفية يحمل بصمات اسرائيلquot;.
ورأى رئيس مجلس النواب نبيه بري ان quot;تفجير الاشرفية هو تفجير ارهابي بامتياز وجريمة منظمة ضد المدنيين وممتلكاتهم وضد كل لبنانquot;. وأشار بري في تصريح له إلى ان quot;هذا الانفجار على ابواب عيد الاضحى يدل على تعمق الجريمة في نفوس الفاعلينquot;، مشددًا على ان quot;الوقت الان ليس للاستفاضة في التصريحات والقاء الاتهامات ولكن للتمعن في ابعاد هذه الجريمة وترك التحقيقات للقضاء المختص الذي نامل منه كشف الفاعلينquot;. وتقدم بري بالعزاء لذوي قتلى هذه الجريمة، متمنيا الشفاء العاجل للجرحى.
استثمار سياسي
دان أمين الهيئة العامة لحزب البعث العربي الإشتراكي في لبنان محمد شاكر القواس quot;أيادي الشر والإرهاب التي تسستهدف الأبرياء والآمنين في منازلهم وأعمالهم و التي هي حكما أيادي إسرائيلية أو عميلة لصالحها تهدف إلى جر لبنان إلى بحر من الدم و الفتنة خدمة للمشروع الغربي الصهيوني وأدواته في المنطقةquot;.
وتخوف القواس في بيان من quot;أن يكون احد الأفرقاء المنضوين في 14 أذار والذين لهم تاريخ حافل في جرائم الإغتيال والقتل والإرهاب وراء هذا العمل الإرهابي بهدف استثماره سياسيا خدمة لأسياده الإسرائيليين ولمشروعه الواهم في الوصول إلى رئاسة الجمهورية ولو على بحر من الدماءquot;. حسب قوله. كما طالب القواس الأجهزة الأمنية لاسيما جهاز المعلومات العمل بسرعة الكشف عن الجهة الفاعلة عوضا عن quot;التلهي بتنفيذ أجندات الآخرين وتأمين مصالحهم على حساب لبنان واللبنانيينquot;.
استُهدف لأنه أوقف سماحة
زار رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع موقع الانفجار مساءً، بعدما تأكد مقتل العميد الحسن. وعلى مشارف الركام، قال جعجع إن رئيس فرع المعلومات العميد وسام الحسن هو من بين المسؤولين القلائل الذين لم يستهابوا شيئًا ويكشفون الحقائق، مشيرًا إلى أن مقتله في انفجار الأشرفية اليوم quot;ضربة أمنية قوية للدولة وللحكومة وللشعب اللبنانيquot;. واعتبر جعجع أنه quot;لو لا يوجد نوع من الغطاء والإختراق لما كان قُتل الحسنquot;، مستدركًا بالقول quot;ما من ظالم إلا وسيبلى بأظلمquot;.
وتابع جعجع من موقع الإنفجار: quot;قافلة الشهداء طويلة وكلنا سنكمل، المهم أن نتخذ القرار بالإستمرار مهما كان الثمنquot;. وأضاف: quot;حتى آخر لحظة مستمرون بكل روح سليمة، وما حصل اليوم كبير جداً، لكن أحدًا لا يقدر على قتل شعب بكاملهquot;.
أما لماذا استهدف الحسن، أجاب جعجع: quot; لأنه أوقف ميشال سماحةquot;، في إشارة صريخة لأصابع سورية في الجريمة. وختم جعجع بالقول: quot;أسأل كل العالم أن ينظروا، منذ العام 2005 حتى اليوم، كل الضحايا سقطوا من صفوف 14 آذار، أسأل كل العالم، من يمكن أن يكون وراء هذه الإغتيالات؟quot;
أما رئيس حزب الكتائب أمين الجميل، فقال في كلمة إلى الصحفيين من موقع الإنفجارفي الأشرفية، إن quot;مقتل رئيس فرع المعلومات العميد وسام الحسن شهادة جديدة من أجل لبنان ونتمنى للجرحى الشفاء العاجلquot;، مشيرا إلى أن quot;خسارة العميد الحسن خسارة لكل لبنان لأن كل الناس تعرف جهوده من أجل الأمن والاستقرارquot;. ولفت إلى أن quot;هذه المرحلة هي مرحلة لاستخلاص العبرquot;، مؤكدًا أنه quot;سيكون لنا موقفًا بالوقت المناسبquot;.
قطع طرق
ذكرت الوكالة الوطنية للاعلام أن عددًا من المواطنين الغاضبين على مقتل العيد الحسن أقدمو على قطع عدد من الطرق في بيروت، لا سيما طريق الجامعة العربية - الكولا والمدينة الرياضية والطريق الجديدة بالاطارات المشتعلة.
ولفتت الوكالة ايضاً إلى أن عددًا من المواطنين قاموا باقفال اتوستراد البداوي بالاطارات المشتعلة،كما تم اقفال شارع المئتين، وسجل سماع اطلاق نار في منطقة الملولة في باب التبانة.
كما أفادت الوكالة عن قطع الطريق العام في بلدة البيرة - عكار فور شيوع نبأ استشهاد العميد وسام الحسن، وسط موجة غضب عارمة في الشارع، إلى جانب طريق سعدنايل وطريق شتورا - زحلة.
من هو الحسن؟
العميد وسام الحسن هو المُحقِّق المُطَارد بشبح الاغتيال منذ اليوم الأول. أسّس جهازًا أمنيًا ساهم في كشف خيوط اغتيال الرئيس الحريري، وساعد على دفع جهود إرساء الدولة في ظل زمن الإغتيالات والأفخاخ السورية. فمن كشفِ حوالى 30 شبكة تجسس إسرائيلية وحلِّ عقد ملفات الاغتيالات، إلى القبض على الوزير السابق ميشال سماحة متلبّسًا بجريمة نقل متفجرات من سوريا. وها هو يهوي تاركًا سجلًا حافلاً بالإنجازات المدوية.
والحسن من مواليد بيروت في العام 1969، عمل مديرًا للمراسم في رئاسة الحكومة في عهد الرئيس الراحل رفيق الحريري. وفي 12 شباط 2006، عيّنته الحكومة رئيسًا لشعبة المعلومات التابعة للمديرية العامة لقوى الأمن الداخلي، وكان برتبة مقدم آنذاك.
تولّى توقيف القادة الأمنيين الأربعة الذين اشتبه بتورطّهم في اغتيال الحريري. وغداة توقيف المشتبه في ارتكابهم جريمة تفجير عين علق عام 2007، نال قدماً استثنائياً لعام واحد وجرت ترقيته إلى رتبة عقيد. برحيله، يخسر لبنان مانعًا أساسيًا للمحاولات العديدة، من جهات مختلفة، للعبث بأمن لبنان.
التعليقات