مقديشو: اعتبر خبراء عسكريون وسياسيون أن تهديد أوغندا بالانسحاب من الصومال مناورة للضغط من أجل سحب اتهامات دولية لها بدعم متمردين شرق الكونجو.

وجددت كمبالا عزمها على إجلاء قواتها من الصومال التي تعمل هناك منذ نحو 5 سنوات منذ في إطار دعم الحكومة الصومالية عسكرياً وسياسياً من المجتمع الدولي.
وتأتي التهديدات المتتالية من قبل وزراء أوغنديين إثر صدور تقرير أممي يتهم كمبالا بتوفير دعم لمتمردين يقاتلون ضد الحكومة في شرق الكونجو، واشترطت تراجعها عن هذا التهديد لرفع التهمة عنها.
وقال اللواء المتقاعد quot;ورسمي إبراهيم quot; لمراسل وكالة الأناضول للأنباء إن حكومة كمبالا تحاول من خلال قواتها العاملة في الصومال كسب ورقة لرفع التهمة عنها، مضيفاً أن قواتها باتت تلعب دوراً رئيساً ومحورياً في القتال ضد حركة الشباب المجاهدين المحسوبة على تنظيم القاعدة.
واعتبر إبراهيم أن انسحاب أوغندا quot;يفقد القوات الحكومية والقوات الإفريقية توازنها العسكري وتترنح من جديد تحت ضربات حركة الشباب الصوماليةquot;.
وأقر يوسف محمد، المحلل السياسي، بأن القوات الأوغندية التي تعمل تحت مظلة قوات حفظ السلام أحرزت انتصارات متتالية لصالح الحكومة الجديدة لكن انسحاب أوغندا من مقديشو يشكل ضربة قاتلة بالنسبة للحكومة الصومالية الوليدة، وquot;كأنها الجنين الذي قتل في مهدهquot;.
وتابع قائلاً: من حق الحكومة الصومالية الجديدة أن تقنع كمبالا لبقاء قواتها في مقديشو وتغض الطرف عن التقرير الذي يتهم أوغندا بمساندة جماعة (إم 23) المسلحة، لأن القوات الأوغندية في طريقها إلي تحرير quot;جوهرquot; على بُعد 90 كلم شمال مقديشو من أيدي مقاتلي حركة الشباب.
وأوضح quot;محمدquot; أن هناك رغبة جامحة من قبل الحكومة الصومالية في بقاء القوات الأوغندية في مقديشو، مستنداً البيان إلى دائرة مكتب رئيس الوزراء قبل أيام والذي قال فيه quot;إن ما تعلنه كمبالا بشأن انسحاب قواتها من الصومال يمثل تحديًا جديدًا، وأن الحكومة تأمل في بقاء هذه القوات جنباً إلى جنب مع القوات الصومالية وحفظ السلام الإفريقيةquot;.
ورأى الإعلامي مصطفى محمد، المتخصص في الشأن العسكري، أن انسحاب كمبالا من مقديشو يعد شرخاً أمنياً يعيد العاصمة إلى دائرة العنف من جديد، وذلك في وقت تتعافى فيه الصومال من سنوات الحرب الدامية.
ولكن مصطفى قال إن كمبالا ستدفع فاتورة سياسية باهظة في مقابل خروجها من الصومال وستحتاج إلى مبالغ لنقل عتادها العسكري وجنودها من وإلى أوغندا، وقد تتراجع عن الانسحاب.
وتشكل القوات الأوغندية نحو 8 آلاف قوة عسكرية من أصل 17 ألفًا من مجموع القوات الإفريقية العاملة في جنوب ووسط الصومال، وتشير تقارير صحفية إلى أن أميركا تنفق وحدها أكثر من 45 مليون دولار أميركي سنوياً في تسهيل عمليات حفظ السلام الإفريقية.