استولى مقاتلو الجيش السوري الحر أمس الخميس على مدينة الميادين الاستراتيجية في محافظة دير الزور ليسيطروا بذلك على جزء مهم على الحدود مع العراق.


بيروت: قال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن ان quot;المنطقة التي تمتد من الحدود العراقية الى دير الزور (التي لا تشملها المنطقة التي استولوا عليها) اصبحت اهم قطاع في سوريا لا يسيطر عليه الجيش في الكاملquot;.

واضاف انه بعد حصار استمر لنحو ثلاثة اسابيع اقتحم مقاتلون من عدة كتائب كتيبة المدفعية قرب مدينة الميادين (ريف دير الزور) وسيطروا عليها. واشار المرصد الى ان عناصر قوات الأسد التي كانت متمركزة بالكتيبة انسحبت باتجاه مقر عسكري اخر يبعد نحو 80 كم عن الميادين.

ووردت معلومات للمرصد عن مقتل ستة جنود من جيش الأسد خلال انسحابهم. وتسيطر المعارضة على جزء كبير من شمال سوريا ايضا وخصوصا في محافظتي حلب وادلب على طول الحدود التركية.

ويأتي الاستيلاء على قاعدة المدفعية على مشارف بلدة الميادين بعد سيطرة مقاتلي المعارضة على منشآت عسكرية في وسط وشمال البلاد هذا الأسبوع. وتقع الميادين على نهر الفرات بالقرب من بعض حقول النفط الرئيسية في سوريا.

وتظهر قوة الدفع الجديدة لمقاتلي المعارضة الفاعلية المتزايدة لمقاتلين أغلبهم من السنة يسعون للإطاحة بالأسد. ولكن غالبا ما يضطر المسلحون للتراجع سريعا بعد تحقيق تقدم لتفادي القوة الجوية للرئيس السوري.

وقال ابو ليلة المسؤول في المجلس العسكري الثوري بالمحافظة لرويترز إن قاعدة الميادين العسكرية سقطت في الساعة 8.30 صباحا (06.30 بتوقيت جرينتش). وأضاف أن 44 من مقاتلي المعارضة لقوا حتفهم خلال فترة حصار القاعدة.

ومضى يقول إن الريف بكامله من الحدود العراقية وعلى امتداد نهر الفرات الى مدينة دير الزور يقع الآن تحت سيطرة مقاتلي المعارضة. وأكد مصدر آخر بالمعارضة على اتصال بالمقاتلين أن القاعدة التي تقع على بعد 42 كيلومترا جنوب شرقي مدينة دير الزور سقطت.

وأظهرت لقطات فيديو بثت على شبكة الإنترنت مقاتلين من المعارضة على دراجات نارية وشاحنات داخل القاعدة على ما يبدو يلوحون بعلامات النصر في حين يتصاعد الدخان من مبنيين. وشوهدت قطع مدفعية على الأرض وناقلة دبابات مهجورة.

ومن المستحيل التحقق من صحة تقارير المعارضة من مصادر مستقلة بسبب القيود الشديدة المفروضة على وسائل الإعلام المستقلة. ويقول نشطاء إن 38 ألف شخص قتلوا في الانتفاضة التي بدأت قبل نحو 20 شهرا والتي تهدد بجر المنطقة إلى صراع بين القوى السنية والقوى الشيعية. وتقول جماعات مساعدات إن مئات الألوف فروا من سوريا ونزح داخلها 2.5 مليون شخص.

وأحجمت القوى الغربية عن التدخل حرصا منها على تجنب حملة عسكرية أخرى مكلفة في الشرق الأوسط وخوفا من دعم معارضة تضم متشددين إسلاميين رغم أن فرنسا وبريطانيا اعترفتا رسميا بتحالف المعارضة الذي تشكل هذا الشهر.

وانتقدت روسيا اقتراحات لنشر صواريخ باتريوت لحلف شمال الأطلسي في تركيا قرب حدودها مع سوريا. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش quot;هذا لن يعزز الاستقرار في المنطقةquot; مشيرا إلى طلب تركيا من الحلف نشر الصواريخ.

وقال الشيخ نواف البشير وهو زعيم عشائري من دير الزور إنه بسقوط قاعدة الميادين تتبقى ثلاث قواعد كبرى فقط للجيش في المحافظة تحت سيطرة الأسد. وأضاف أن الطريق الرئيسي المؤدي إلى العراق من مشارف المدينة إلى معبر البوكمال الحدودي أصبح تحت سيطرة مقاتلي المعارضة.

وتأتي سيطرة مقاتلي المعارضة على القاعدة العسكرية بعد سيطرتهم على مطار عسكري عند الحدود العراقية في جنوب شرقي الميادين. واقتحم مقاتلو المعارضة كذلك في الأيام الماضية قاعدة للقوات الخاصة بالقرب من حلب وموقعا للدفاع الجوي في الضواحي الجنوبية لدمشق.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يراقب أعمال العنف من خلال شبكة من النشطاء إن قوات الأسد انسحبت اليوم الخميس من ثلاثة مواقع جنوبي بلدة معرة النعمان على الطريق السريع الذي يربط بين دمشق وحلب.

وشهدت المنطقة قتالا عنيفا بين قوات المعارضة التي سيطرت على البلدة نفسها لعدة أسابيع والتي كانت تحاول طرد الجيش من قاعدة قريبة من معرة النعمان. وبالقرب من دمشق استمر القتال حول ضاحية داريا جنوب غربي العاصمة. وقال نشطاء المعارضة إن الجيش واصل قصف البلدة التي لا يزال مقاتلو الجيش السوري الحر متحصنين فيها على ما يبدو.

ووردت أنباء كذلك عن وقوع اشتباكات إلى الشرق في حي جوبر بدمشق المتاخم مباشرة لساحة العباسيين. وقال نشطاء إن أما قتلت هي وابنتها وشقيقة زوجها في قصف استهدف دحر مقاتلي المعارضة. وعرض مقاتلو المعارضة في حي الحجر الأسود في جنوب دمشق لقطات فيديو لضابط أسير من قوات الدفاع الجوي قالوا إنه العقيد بشير الصالح وكان محاطا بمقاتلين ملثمين يحملان بندقيتين كلاشنيكوف.

وإلى الآن نجحت الوحدات العسكرية الرئيسية الموالية للأسد في منع تقدم المعارضة إلى قلب العاصمة نفسها. ولم يسيطر مقاتلو المعارضة إلى الآن على أي مدينة كبرى. غير أن نشطاء يقولون إن مقاتلي المعارضة يزدادون قوة في دمشق ويرجع ذلك جزئيا إلى انضمام مقاتلين من المناطق النائية إليهم. وبينما تسيطر القوات الموالية للأسد على تقاطعات طرق رئيسي شن مقاتلو المعارضة هجمات في الأيام القليلة الماضية قرب مطار دمشق ووسعوا سيطرتهم علي مناطق حضرية وريفية حول العاصمة.

وقال المرصد السوري إن قصف الجيش طال مبنى بجوار مستشفى دار الشفاء في حلب أمس الأربعاء وهو واحد من المراكز الطبية الرئيسية للمعارضة مما اسفر عن سقوط 15 قتيلا. واضاف أن معظم القتلى من مقاتلي المعارضة وقتل أيضا طبيب وثلاثة أطفال