تستعد محافظة كربلاء العراقية الليلة ويوم غد الاحد لاستقبال نحو مليون زائر شيعي من داخل العراق وخارجه، لإحياء ذكرى عاشوراء، ما أجل الصراعات السياسية بين بغداد وأربيل إلى الأسبوغ المقبل. إلا أن المالكي استبق ذلك بتقييد سفر المسؤولين الأكراد خارج العراق.


عبد الرحمن الماجدي من أمستردام: انتشر نحو ثلاثون ألف عسركي عراقي للانتشار في العاصمة بغداد ومحافظات الفرات الاوسط استعداداً لاحياء ذكرى مقتل الامام الحسين بن علي بن أبي طالب (عاشوراء) التي تحل يوم غد الأحد تحسباً من أي اختراق أمني.

ويتوافد على مدينة كربلاء (110 كم جنوب بغداد) مئات الالاف من الزائرين الشيعة من داخل وخارج العراق حيث تبلغ الزيارة ذروتها عند منتصف النهار. وحذرت القواتالامنية الزائرين من عدم تناول مشروبات وأطعمة الا من مقرات المواكب المعرفة لهم المنتشرة على الطريق خشية أن يوزع ارهابيون اطعمة ومشوربات مسمومة.

وقد أعلنت قيادة قوات عن العثور على كمية كبيرة من المتفجرات قبل يومين في منزل ببغداد يعود لوالي بغداد في تنظيم القاعدة كانت مهيئة لاستخدامها في اختفالات عاشوراء وفق ماقاله ضباط من الشرطة الاتحادية لجرية العالم المحلية.

لكن مراقبين يرون أن تنظيم القاعدة دأب قبل هكذا احتفالات شيعية كبرى تجميد عملياته للتواكب مع ذروة الاحتفالات. حيث لم تمر ذكرى سنوية من احتفالات عاشوراء منذ عام 2003 دون اخراقات امنية متعددة تودي بحياة العشرت من الزائرين.

وليوم (عاشوراء) الذي يحين في العاشر من شهر محرم أهمية كبيرة لدى الشيعة خاصة والمسلمين عامة حيث قتل فيه عام 61 للهجرة حفيد النبي محمد لبنته فاطمة الحسين بن علي بن ابي طالب مع اهل بيته وأصحابه وسبيت نساؤه وأطفاله في صحراء كربلاء بعد محاصرتهم من قبل جيش الخليفة يزيد بن معاوية (25-64 هـ).

ويسعيد الشيعة في العراق ودول اسلامية اخرى الواقعة بالبكاء واللطم وقراءة القصة الكاملة والقصائد وتمثيل المعركة وتكلل بزيارة ضريح الحسين في كربلاء.

وعلى الصعيد السياسي توصل الجانبان الحكومي والكردي الى تهدئة بعد ايام من التصعيد الاعلامي والحشود العسكرية على تخوم الاقليم الكردي من جهود قام بها اكثر من طرف أبرزهم رئيس مجلس النواب العراقي أساتمة النجيفي الذي اجتماع مع رئيس مجلس الوزراء العراقي نوري المالكي ورئيس إقليم كردستان العراق وتوصل معهما على ضرورة التهدئة والاتفاق على تشكيل قوات مشتركة من الطرفين والاعتمد على اتفاق عام 2009 بينهما الذي ينص على ادارة المناطق المختلطة قوميا بشكل مشترك.

وقد أعلنت كتلة التحالف الكردستاني عن أن وفدين فنيين وعسكريين من قوات البيشمركة والقوات العسكرية الاتحادية سيبدأن في غضون اليومين المقبلين بوضع الترتيبات اللازمة لاتفاق التهدئة بين المركز والاقليم على ارض الواقع في المناطق المختلطة.

وقال عضو التحالف حسن جهاد انquot; المباحثات التي اجراها في غضون اليومين الماضيين رئيس مجلس النواب اسامة النجيفي مع كل من رئيس الحكومة نوري المالكي ورئيس اقليم كردستان مسعود البارزاني والموافقة على اتفاق 2009 لادارة المناطق المختلطة بشكل مشترك ادت الى موافقة البارزاني على بدء وفد فني من الاقليم ببحث الصيغ المناسبة لهذا الاتفاق وهو ما يمهد ليس فقط للتهدئة وانما لبحث كل نقاط الخلاف بين الطرفين وفقا للدستور والاتفاقات الموقعةquot;.

وتوقع جهاد في تصريحات صحفية امس انquot; يبلور الفنيون من الطرفين نقاطا مشتركة بحيث تكون الادارة عراقية بالكامل وبضمانات عراقية وذلك من اجل الوصول الى تسوية دائمة لقضية المناطق المتنازع عليها بحيث لايتم تخطي سقف الدستورquot;.

وكانت وزارة الدفاع العراق أعلنت في 3 تموز 2012 عن تشكيل quot;قيادة عمليات دجلةquot; برئاسة قائد عمليات ديالى الفريق عبد الأمير الزيدي للإشراف على الملف الأمني في محافظتي ديالى وكركوك، فيما أعلنت اللجنة الأمنية في مجلس كركوك رفضها القرار quot;لأن المحافظة آمنة ومن المناطق المتنازع عليهاquot;، وادى تحشيد القوات لحادث أمني في محيط قضاء الطوز في محافظة صلاح الدين حيث شهد مواجهات بين قوات دجلة الحكومية وحماية قيادي كردي يدعى كوران جوهر قريب من حزب الاتحاد الوطني الكردستاني الذي يتزعمه رئيس الجمهورية جلال طالباني حيث لم يمتثل إلى أوامر السيطرة يوم الجمعة 16 تشرين الثاني الحالي وأسفرت عن مقتل وإصابة 11 شخصاً غالبيتهم عناصر من قوات عمليات دجلة قرب إحدى السيطرات في قضاء الطوز (90 كم شرق تكريت).

لكن اجواء التهدئة تأجلت لسببين أولها احتفالات عاشوراء التي مددت عطلة نهاية الاسبوع في العراق الى ثلاثة أيام وتصريح نشرته صحيفة هاولاتي الكردية يوم أمس الجمعة quot; لم يعد بمقدور رئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني والمسؤولين الأكراد المغادرة إلى الخارج من دون موافقة الحكومة المركزيةquot;.

ولم تظهر بعد ردود الفعل على هذا التصريح لا نفيا من مكتب المالكي ولا اعتراضيا كردياً.

لكن الحشود العسكرية بين الجانبين لما تزل في أمكانها مع تزايد بعضها في محافظات ديالى وكركوك وصلاح الدين.

وكان دعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر المالكي و البارزاني إلى عقد جلسة مشتركة على مائدة غداء بالنجف، لمناقشة كل القضايا العالقة بين حكومتي المركز والإقليم.

غير أن سامي العسكري القيادي في ائتلاف دولة القانون الذي يتزعمه رئيس الوزراء نوري المالكي قال لوكالة أنباء خندان الكردية إن ما يحصل الان ليست نزاعات شخصية بين المالكي وبارزاني، وانما خلاف على قضية ادارة الدولة، مشيرا ان حلها لا يتم عن طريق هذه الدعوات، بل الالتزام بالدستور والقانون، مشدداً على أن بغداد عاصمة العراق وان كل العراقين يحلون نزاعاتهم فيها وليس بمكان اخر، مستبعدا ان يقوم المالكي بتلبية دعوة الصدر.

وكان الصدر وزعيم القائمة العراقية أياد علاوي ورئيس إقليم كردستان العراق ورئيس مجلس النواب اتفقوا علي أربيل قبل أشهر على سحب الثقة من المالكي لكن عدم وجود أغلبية نيابية وتراجع مقتدى الصدر ورفض الرئيس العراقي جلال الطالباني تقديم الطلب للبرلمان أمات الاتفاق وأعاد تشكيل التحالفات السياسية في الساحة العراقية.