يصر عماد الدين الخطيب على أن حزبه التضامن داعم للائتلاف الوطني، لكنه يريد أن يعرف تفاصيل لقاء معارضين بمسؤولين إيرانيين، والضمانات التي قدمت لبريطانيا وفرنسا ثمنًا للاعتراف. ويقول إن الدول الغربية مترددة في إنهاء الأزمة لتدمير سوريا وإغراق النظام الجديد بديون عقود الإعمار.


دمشق: عماد الدين الخطيب معارض سوري قديم، زار المقرات الأمنية السورية مرارًا، دعي إليها للتحقيق والاعتقال. وهو جاهر بعدائه للنظام منذ أول أيام الثورة السورية. التقته quot;إيلافquot; في حديث خاص، أكد خلاله أن مجلس العموم السوري لدعم الثورة يقوم على مبادئ أهمها quot;إسقاط النظام بكافة رموزه ومرتكزاته بما يضمن بناء الدولة الديمقراطية المدنية، واعتماد مبدأ المواطنة كأساس، بغض النظر عن العرق والجنس والدين، والتأكيد على دعم الحراك الثوري باعتباره من مكونات الثورة وحاميًا لهاquot;.

مجلس العموم يقف خلف الائتلاف المعارض ويدعمه، لكن يطالبه quot;بكل شفافية أن يكون شفافًا تجاه الثورة بكل ما يعقده من اجتماعات او اتفاقيات تفرض عليهquot;، وكشف وقائع اجتماع المعارضة مع إيران والضمانات التي قدمها الائتلاف لبريطانيا وفرنسا.

في ما يأتي نص الحوار:

تترأسون حزبًا سوريًا في الداخل، تأسس تحت مظلة قانون الأحزاب الجديد. فما الذي دفعكم إلى التبرؤ من النظام السوري؟

ولد حزب التضامن في العام 2006، وانتشر المناصرون في كل سوريا. حاولت الجهات الأمنية مرارًا إيقاف الحزب عن نشاطه لدرجة التهديد بالاعتقال. وتم إصدار مذكرة توقيف بحقي من إحدى الجهات الأمنية في العام 2010، لم تلغ إلا بعد الترخيص بالقرار رقم 4 تاريخ 23/12/2011 استنادًا الى قانون الأحزاب الذي صدر بالمرسوم رقم 100 تاريخ 31/8/2011.

حاولنا أن نساهم في حل الأزمة منذ بداياتها عبر توجيه النصائح للنظام بالانصياع لمطالب الشعب بالإصلاح، وتم اللقاء بالعديد من القيادات السياسية والأمنية، إلا أننا وجدنا أن الجميع يدور في مكانه، وأن جميع الأبواب موصدة، وأن ما يدعو إليه النظام من حوار ما كان إلا طبولاً جوفاء يقرعها للضجيج. واعتمد الكذب واللعب على وتر التعددية السياسية بوجود أحزاب تسمى سياسية ساهم في صناعة بعضها. وجاء الدستور الذي طرح للاستفتاء والذي أكد من خلال مواده عدم جدية النظام بأي تغيير، وكنا الحزب الوحيد الذي أعلن مقاطعته الاستفتاء على الدستور. وكانت الطامة الكبرى إجراء انتخابات مزورة ومزيفة لمجلس شعب لا شرعية له.

حتى عندما طرحنا مع بعض الأحزاب مبادرة لحل الأزمة واجهنا تهديدًا بالاعتقال، وإلصاق صفة العمالة للخارج. وحاول النظام استمالتي عن طريق الإغراءات، والادعاء بأن ما يجري في سوريا مؤامرة كونية لصالح إسرائيل وعملائها. ومع استمرار النظام باستخدام الحل الأمني لقمع الثورة، كان لا بد من اتخاذ الموقف الصحيح والانحياز إلى الشعب.

مجلس عموم ثوري.. وهذه مبادئه

دعوتم إلى تأسيس مجلس العموم السوري لدعم الثورة، ما هو هذا التنظيم الجديد للمعارضة؟

انطلاقًا من واجبنا تجاه دماء الشهداء، وخوفًا من أن تفقد الثورة حاضنها الاجتماعي وتبتعد عن شارعها المدني، ظهرت الحاجة إلى وجود حالة جامعة تهيئ لقيام قيادة موحدة للثورة في الداخل، تساعد على لمّ شمل مختلف تشكيلات الثوار تحت راية واحدة، على برنامج سياسي يتعاطى مع الواقع الميداني ومع أية مبادرة سياسية إقليمية كانت أو دولية على قاعدة تحقيق الأهداف التي انطلقت من اجلها الثورة، وفق مبادىء ثابتة هي إسقاط النظام بكافة رموزه ومرتكزاته بما يضمن بناء الدولة الديمقراطية المدنية، واعتماد مبدأ المواطنة كأساس، بغض النظر عن العرق والجنس والدين، والتأكيد على دعم الحراك الثوري باعتباره من مكونات الثورة وحامياً لها، وحماية المدنيين من بطش النظام الدموي وإجرامه، وتأمين الإغاثة والعناية الطبية لهم، ودعم مجالس الإدارة المحلية في المناطق المحررة، ودعم القضاء الحر، وتشكيل الشرطة الحرة في المناطق المحررة، ورفض المواقف الثأرية، والعمل على عدم انحراف الثورة عن هدفها الرئيس بإسقاط النظام وحمايتها من منتهزي الفرص، والتصدي لأي مشروع قد يؤدي إلى إسقاط الثورة، وتقديم الدعم المادي واللوجستي والإعلامي والإغاثة للحراك العسكري والمدني، وتعميم المبدأ الوطني الحاسم القائم على أن طرفًا أو فريقًا من أطراف الوطن السوري لا يعادل هذا الوطن، ولا يختزله، وإنشاء نواة لمجلس سوري ثوري مفتوح يمثل كافة السوريين من مختلف شرائحهم من مدنيين وثوار ليكون تمثيلاً حقيقيًا للشارع السوري والحراك الثوري، وأن يكون شريكًا فاعلاً في أية مفاوضات تتعلق بالشأن السوري، خصوصًا في موضوع تشكيل حكومة انتقالية، وقيادة عسكرية موحدة، والتأسيس لعلاقة وثيقة مع كل القوى السياسية الوطنية المدنية ولحزمة من مراكز الدراسات الإستراتيجية استجابة لاحتياجات التأسيس الجديد، يقف على رأسها علماء وباحثون يصوغون مهمات النهوض الجديد في سوريا.

المطلوب هو الشّفافية

ما رأيكم بالائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة المشكل حديثًا؟

ننظر للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة من موقع المراقب والداعم، لتحقيق أهداف الثورة ومواكبتها وعدم التخلف عنها، وإن كانت لنا بعض التحفظات على مكوناته الشخصية وهيئاته. نطالبه بكل شفافية أن يكون شفافًا تجاه الثورة بكل ما يعقده من اجتماعات او اتفاقيات تفرض عليه، فالشعب هو مصدر الدعم والشرعية الحقيقية. ونطالبه بالكشف عن الشخصيات التي التقت نائب وزير الخارجية الإيرانية، شريكة النظام في سفك الدماء السورية، وكشف فحوى اللقاء، وبيان الضمانات التي قدمت لبريطانيا لقاء الاعتراف بشرعية الائتلاف، على خلفية تصريح وزير الخارجية البريطانية وليم هيغ الذي أعلن صراحة أنه لن يتم الاعتراف بالائتلاف لحين تقديم ضمانات. وكذلك الكشف عما تم تقديمه لفرنسا التي سارعت بالاعتراف بالائتلافوالى تسميةسفير له في فرنسا.

bull;ما هي رؤيتكم لمستقبل سوريا السياسي؟

بعد سقوط النظام بإذن الله، سنكون أمام دولة مدنية ديمقراطية تحترم فيها حقوق المواطنة وكافة القوميات والطوائف تحت سقف الوطن والولاء للوطن أولًا وأخيرًا، وعلى قاعدة الحقوق والواجبات. دولة تقوم على العدل والمساواة وفصل السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية والاحتكام إلى صندوق الانتخاب، وفق دستور يضمن حق الجميع، وقانون انتخاب حر يضمن المنافسة الشريفة. دولة قوية من خلال بناء جيش وطني يعمل على استعادة كافة الأراضي المحتلة ودعم حق الشعب الفلسطيني ببناء دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وضمان حق العودة للاجئين الفلسطينيين.

لتأخّر النصر أسبابه

ما الذي يؤخر الخروج من الأزمة في سوريا؟

إطالة عمر الثورة السورية وتأخر سقوط النظام يعود لأسباب عديدة أهمها:

أولًا، انعدام الإنسانية والشرعية من رأس النظام وتشبثه بالسلطة، مستخدمًا كافة الوسائل اللانسانية للقضاء على الثورة وإخضاع الشعب.

ثانيًا، ضعف المعارضة السياسية وتشرذمها، وسعيها للحصول على أرضية لها بعد سقوط النظام.

ثالثًا، نقص السلاح النوعي بيد الجيش الحر وحاجته إلى ما يرد عنه أذى الغارات الجوية.

رابعًا، ضعف الإرادة العربية، مقابل وقوف النظام الإيراني الطائفي بكل إمكانياته للحفاظ على النظام، وعلى الهلال الشيعي بدعوى الممانعة المزيفة، والموقف الصيني الروسي في مجلس الأمن.

خامسًا، تردد الدول الغربية التي تفسح المجال أمام تدمير القوة العسكرية ودمار البنى التحتية، ما يجعل الدولة الجديدة تغرق في عقود في بناء ما دمره النظام.

الثورة منتصرة، ولن تهزم إرادة الشعوب في يوم من الأيام. فالشعب كالبركان إذا انفجر ما من قوة تستطيع الوقوف بوجهه حتى يصل إلى منتهاه، إنها مؤامرة كونية على الشعب السوري وثورته التي أذهلت العالم بقدرتها على المضي تقدمًا.