نقولا باسيلي غير نادم على إنتاجه فيلم quot;براءة المسلمينquot;، الذي أثار غضبًا عارمًا في العالم الإسلامي، بل هو عازم على بذل جهد كبير لنقل ما يقول إنها quot;الحقيقة الفعليةquot; عن النبي محمد.
في أول تعليقات يدلي بها منذ احتجازه من قبل السلطات في لوس أنجيليس على خلفية فيلمه المسيء للنبي محمد quot;براءة المسلمينquot;، لم يخف الأميركي من أصل مصري، نقولا باسيلي نقولا، حقيقة أنه غير نادم على العمل الذي قدمه، مشيرًا إلى أنه يعتزم بذل جهد كبير من أجل نقل ما يقول إنها quot;الحقيقة الفعليةquot; عن النبي محمد.
وفي التصريحات التي أدلى بها لصحيفة نيويورك تايمز الأميركية، أضاف نقولا: quot;كنت أظن قبل أن أكتب سيناريو هذا الفيلم أنه يتعين عليّ أن أحرق نفسي في ميدان عام لكي أمكن الشعب الأميركي والعالم بأسره من معرفة الرسالة التي أؤمن بهاquot;.
وأوضح نقولا، 55 عاماً، أن من بين الأسباب التي دفعته لإنتاج هذا الفيلم، المذبحة التي وقعت في قاعدة فورت هود في تكساس عام 2009. وأشار إلى أنها كانت نموذجاً واضحاً على العنف الذي يقترف تحت شعار الله. وقد استمر نقولا من وقتها في هذا الشعور، حيث سبق له تدعيم التظاهرات المناوئة لبناء مركز إسلامي ومسجد بالقرب من منطقة quot;غراوند زيروquot; في نيويورك، بينما كان يواصل إعداد سيناريو الفيلم.
ورغم قلة التفاصيل والمعلومات المتاحة حتى الآن عن الفيلم، إلا أن قدرًا أكبر من التفاصيل التي تبدو معقدة قد طفت مؤخراً على السطح من خلال مقابلات أجريت مع نقولا ومسؤولي الكنيسة ومسؤولي إنفاذ القانون وعشرات آخرين عملوا بالفيلم - ممن كانوا على دراية بهدفه الحقيقي وممن خُدِعوا لكي يشاركوا في الفيلم.
ومضت نيويورك تايمز تقول إن هناك جدالاً بشأن الدور الذي لعبه الفيلم في الهجوم الإرهابي الذي تعرضت له البعثة الدبلوماسية الأميركية في بنغازي يوم الـ 11 من شهر أيلول (سبتمبر) الماضي وأسفر عن مقتل السفير وثلاثة أميركيين آخرين.
وأعقبت بقولها إن عملية إنتاج الفيلم كانت عبارة عن قصة غريبة من الشخصيات الوهمية والخداع الكامل. وقالت إن نقولا سبق له أن أخبر بعضاً من فريق العمل قبل بضعة أعوام بأن لديه مشروع فيلم بعنوان quot; محاربو الصحراءquot;، لكن تم إرجاؤه، بعد إصابته بالسرطان ومن ثم ابتعاده للعلاج، حيث لم يتمكنوا من الوصول إليه.
لكن اتضح أن نقولا لم يكن في رحلة علاج من السرطان، رغم أن التوقيت لم يتداخل مع عقوبة السجن التي تعرض لها بتهمة الاحتيال المصرفي، التي لم يكن يعلم عنها الطاقم المعاون له أي شيء. فيما قال نقولا إنه لم يقم سوى بكتابة الفيلم، خمس نسخ من السيناريو، وعمل في السياق نفسه باعتباره quot;مستشاراً ثقافياًquot; للفيلم.
وقال أحد أبناء نقولا ويدعى أبانوب، 21 عاماً، إن والده كتب السيناريو باللغة العربية، ثم قام بترجمته إلى الإنكليزية، مضيفاً أنه ساعده في صياغة القواعد النحوية.
لكن نقولا، الذي قدّم نفسه لبعض طاقم العمل باعتباره الكاتب والمنتج، قد أوضح لأحد المقربين أن خطته ترتكز على خداع الممثلين بحيث يعتقدون أن الفيلم الذي يشاركون فيه يدور حول شرير قبلي قديم يدعى جورج، سيتم تغييره في وقت لاحق إلى محمد.
وفي ردوده على الأسئلة التي طرحتها عليه الصحيفة من خلال محاميه ستيف شايدن، قال نقولا إنه لا يفكر بشأن الطريقة التي تعامل من خلالها مع الممثلين، وأضاف: quot;لقد وقّعوا على تعاقدات قبل أن يقفوا أمام أي كاميرات، ولا تحول تلك التعاقدات بأي شكل من الأشكال دون إجراء تغييرات على السيناريو أو على الفيلم نفسهquot;.
وعاود أبانوب ليقول: quot;لقد تم تضليل الممثلين. فقد كان يظن والدي أن الفيلم سيحدث ضجة، وكإجراء احترازي لضمان سلامتهم، لم يتم وضع أسماء خاصة بالمنتجين أو الممثلين على تتر نهاية المقطع الإعلاني الخاص بالفيلم أو الفيلم الكاملquot;.
ونوه نقولا في الإطار عينه كذلك بعلاقة الصداقة التي تربط بينه وبين رئيس منظمة quot;ميديا فور كريستquot;، جوزيف نصر الله عبد المسيح، منذ حوالى خمسة أعوام، خاصة وأن تقارير سبق لها أن ربطت بين جهود تصوير الفيلم وبين تلك المنظمة.
وبينما زعم نقولا أثناء مرحلة الإنتاج أن ميزانية الفيلم تقدر بـ 5 ملايين دولار تم تجميعهم في الأساس من جانب متبرعين يهود، تبين أن الميزانية لم تزد عن 80 ألف دولار، تم تجميعهم في الأساس من جانب أسرة زوجته الثانية السابقة المصرية ومن تبرعات من أقباط آخرين، وفقاً لشخص سبق أن ناقشه بخصوص التمويل.
ومع هذا، فإن التصوير لم يستمر أكثر من 15 يوماً، حيث كانت هناك مشاهد كافية لإعداد فيلم بطول الأفلام الروائية، وقد بلغت مدة الفيلم بالفعل حوالى ساعة و40 دقيقة.
وأشار نقولا، وهو ناشط في فيرجينيا وسبق له أن تقدم بتبرعات لصالح منظمة ميديا فور كريست، إلى أنه شاهد الفيلم كاملاً على اسطوانة مطلع العام الجاري وقد وجده صحيحاً من الناحية التاريخية. ولم يشاهد منه على موقع اليوتيوب سوى مقطع مدته 14 دقيقة، جاء تحت عنوان quot;براءة المسلمينquot;، وتسبب حينها بضجة كبرى.
وعاود الابن أبانوب ليقول quot;أبي ليس شخصاً شريراً. لكنه عاش حياة صعبة. وقد باشر العمل بهذا الفيلم لشعوره القوي به، وهو أمر لا يثير الامتعاض من الناحية الدستورية. وكان يقول دوماً quot;لا تقاتلوا المسلمين، بل قاتلوا فكرهم وإيديولوجيتهمquot;.
وبعد أن مضت الصحيفة تستعرض بعض تفاصيل حياة نقولا الشخصية بدءًا من انتقاله من مصر إلى الولايات المتحدة في ثمانينات القرن الماضي وزواجه من سيدة تدعى انغريد رودريغيز عام 1986 في نيفادا وحتى حبسه مؤخراً بتهمة الاحتيال المصرفي، ومباشرته العمل بالفيلم فور خروجه من السجن، نقلت عن عبد المسيح قوله إن منظمة ميديا فور كريست لم تساعد بأي كاميرات أو أي سبل مساعدة أخرى لإنتاج الفيلم، وأن عمل المنظمة لم يكن ضد المسلمين، وأنه فوجئ بالمنتج الأخير.
وختمت الصحيفة بنقلها عن أبانوب قوله quot;أبي ليس بارعاً في أمور التكنولوجيا على الإطلاق، ولا يعرف الطريقة التي يمكن أن يتعامل من خلالها مع مواقع التواصل الاجتماعي. لذا طلب مني أن أروج للفيلم، وقد بذلت قصارى جهديquot;. وأضاف أنه مَن ابتدع شخصية سام باسيل التي نشرت الفيلم على موقع اليوتيوب، حيث أنشأ حساباً بهذا الاسم على فايسبوك قبل بدء الإنتاج وبعدها أنشأ حساب يوتيوب.
التعليقات