اعتبر محلل سعودي أن تصريح وزير الداخلية السعودي بعدم ثبوت تورط جهات خارجية في احتجاجات القطيف ينم عن انتصار جديد للدبلوماسية السعودية، في تبيين واضح أن إيران هي تلك الجهة.


الرياض: خطاب جديد يبعثه وزير الداخلية السعودي الأمير أحمد بن عبد العزيز حول أحداث القطيف، بأنه quot;لا يمكن الجزم بوجود تورط جهات خارجية في القطيفquot; في إشارة من بعيد حول إيران المجاورة.

نوعية الخطاب قد تزرع لدى الإيرانيين أملا وإخراجا لهم من دائرة الاتهام إلى قفص جديد يعلن لهم البراءة غير الكاملة من التهم التي حركتها مواقف طهران الرسمية والمعلنة التي تدعم الحراك التي تسميه quot;السلميquot; في المنطقة الشرقية بالسعودية حيث القطيف مثار الحديث.

استدلال الأمير أحمد جاء وفق حديثه أنه quot;عندما تُرفع أعلام أخرى غير علم المملكة، فان ذلك يعني أن المظاهرات هي بتوجيه خارجي ولم يثبت بشكل قاطع أنها بتحريض من دول معينةquot;.

ليست سوى نوع من التهدئة فرصته قمة مكة التضامنية

الكويليت: قمة مكة فرضت التهدئة

ورغم عدم تصريح وزير الداخلية السعودي باسم دولة بعينها إلا أن إيران هي الحاضر الأساس في ذلك، وقال الكاتب والمحلل السياسي السعودي يوسف الكويليت في حديث لـquot;إيلافquot; أن ذلك ليس سوى نوع من التهدئة فرضته قمة مكة التضامنية، وأضاف أن إيران مضطرة إلى المهادنة مع السعودية الدولة كبرى والجارة الأكثر تأثير.

وامتدح الكويليت الدبلوماسية السعودية التي وصفها بأنها انتصرت على لغة التهديد الإعلامي الإيراني، وقال أن الموقف الإيراني وتهدئته تنم عن الضعف والقوة التي يعانيها نظامه، مضيفا أن الكويليت أنه ليس من مصلحة البلدين في ظل الظروف الحالية استمرار نزاعهما في أي مجال كان.

التغير في الخطاب السعودي

خطاب مغاير لما كانت تعلنه السعودية مع الاحتجاجات في مدينة القطيف التي تسكنها أغلبية شيعية، وتشهد بين حين وآخر مواجهات فردية مع رجال الأمن، إذ كانت يد الاتهام غالبا ما تشير إلى إيران كصوت يرن صداه في القطيف ومملكة البحرين.

وشهد شهر آب/ أغسطس الماضي أول لقاء بين العاهل السعودي الملك عبدالله والرئيس الإيراني أحمدي نجاد بعد سنوات من القصف الكلامي والمواقف المتشددة بين الدولتين وذلك أثناء انعقاد قمة التضامن الإسلامي الاستثنائية التي استضافتها مدينة مكة.

لقاء الزعيمين وإن حضرت معه الابتسامات إلا أن الأحداث وتهديدات الاستقرار معه لا تزال معلقة، بعد سلسلة من المواقف الإيرانية بشأن مملكة البحرين وكذلك الجزر الإماراتية التي تعلن إيران أحقيتها بها، وكذلك اتهام إيران بمحاولة اغتيال السفير السعودي لدى واشنطن.

تصريح الأمير أحمد جاء بعد حدثين أعلنت عنهما الداخلية السعودية خلال أقل من شهر، أولها الكشف عن quot;خليتين إرهابيتينquot; في كل من الرياض وجدة كانتا تتواصلان مع تنظيم القاعدة عن طريق الإنترنت.

وقالت وزارة الداخلية، إن الجهات الأمنية المختصة رصدت على مدى عدة أشهر أنشطة لعناصر مشبوهة لها اتصال بالتنظيم خاصة في اليمن، حيث اتضح من المتابعة قيام هذه العناصر بتشكيل خلية إرهابية في الرياض وأخرى في جدة عملتا على الدعاية للتنيظم وتجنيد عناصر لتنفيذ عمليات إجرامية تستهدف رجال أمن ومواطنين ومقيمين ومنشآت عامة.

الحدث الثاني شهدته بلدة العوامية بالقطيف حيث تم القبض على أحد المطلوبين للجهات الأمنية أثناء قيامه ببيع كمية من المخدرات ببلدة العوامية، وتم القبض عليه بعد تعرضه للإصابة بقدميه نتيجة تبادل إطلاق النار مع رجال الأمن وتم نقله إلى المستشفى لتلقي العلاج اللازم تمهيدًا لإحالته للجهات المختصة لاستكمال الإجراءات النظامية معه.

واعتقلت السلطات السعودية في تموز/ يوليو رجل الدين الشيعي نمر النمر بمدينة القطيف على خلفية اتهامات بالتورط في أحداث الشغب والتحريض المذهبي، وزعزعة الأمن والاستقرار في المملكة بحسب وصف الداخلية السعودية.