آخر تحديث: الأربعاء 28 نوفمبر الساعة09:11 ت. غ

يواصل المتظاهرون المصريون اعتصامهم في ميدان التحرير، الذي كان بؤرة الثورة ضد حسني مبارك مطلع العام 2011، وذلك في إطار الاحتجاجات المستمرة منذ أيام ضد الإعلان الدستوري الذي أصدره الرئيس محمد مرسي.


القاهرة: أطلقت الشرطة المصرية الاربعاء غازات مسيلة للدموع على متظاهرين مناهضين للرئيس محمد مرسي في ميدان التحرير بالقاهرة. ووقعت مواجهات ليلية في الشوارع المجاورة امتدت صباحا الى ميدان التحرير واطلقت قوات الامن غازات مسيلة للدموع على المتظاهرين الذين اضطروا الى الفرار على الخيام التي اقاموها منذ الجمعة.

وعرضت القنوات التلفزيونية مشاهد لمتظاهرين ملثمين يلتقطون القنابل المسيلة للدموع ويقذفون بها نحو قوات الشرطة في شارع قريب من سفارة الولايات المتحدة، قرب ميدان التحرير. وتوفي ثلاثة اشخاص على الاقل خلال اسبوع من المواجهات بين المتظاهرين وقوات مكافحة الشغب.

وأعلنت قوى ثورية وحزبية مصرية الدخول في اعتصام مفتوح في ميدان التحرير في وسط القاهرة لحين إسقاط الإعلان الدستوري الذي أصدره الرئيس محمد مرسي الخميس الماضي وأثار موجة غضب واسعة في الشارع المصري.

وأكد المتظاهرون تواجدهم بالميدان لحين تحقيق هذا الهدف، مرددين شعارات: quot;الثورة رجعت للميدانquot;.. quot;مش هنمشي هو يمشيquot;، كما انتشرت خيام المعتصمين في كل أرجاء الميدان. وقال محمد خيري من حزب الدستور لوكالة الأناضول للأنباء: quot;لن نتخلى عن الميدان هذه المرة، فهو الضمان الوحيد لتحقيق أهداف ثورتناquot;.

وشاركه الرأي هاني جودة من التيار الشعبي، والذي قال منفعلا: quot;هم فاهمين إنها مليونية وستمر، لازم يعرفوا أننا باقون في الميدان حتى تحقيق الأهدافquot;.

اصيب خمسون شخصا على الاقل أمسالثلاثاء في اشتباكات في مدينة المحلة بدلتا النيل بين مؤيدين ومعارضين للرئيس محمد مرسي، بحسب مصدر طبي. وقال مدير مستشفى المحلة سعد مكي في تصريح لقناة سي بي سي المصرية الخاصة ان quot;50 شخصا على الاقل اصيبوا ويحتمل ان يكون بينهم مصابون بطلقات خرطوش (طلقات بنادق الصيد)quot;.

وقال مصدر امني ان الاشتباكات تجري امام مقر جماعة الاخوان المسلمين في المحلة، ويتم فيها تبادل القاء الحجارة وزجاجات المولوتوف. وقالت قنوات تلفزيون محلية في وقت سابق ان اشتباكات تجري في مدينة المحلة بين مؤيدين ومعارضين للرئيس محمد مرسي. وعرضت القنوات صورا لاشتباكات يتم فيها تبادل القاء الحجارة وزجاجات المولوتوف.

وكانت مدينة المحلة شهدت بعد ظهر الثلاثاء تظاهرة كبيرة معارضة للاعلان الدستوري الذي اصدره الرئيس المصري محمد مرسي الخميس الماضي وحصن بموجبه قراراته ضد الرقابة القضائية كما حصن الجمعية الدستورية لوضع الدستور ومجلس الشورى اللذين يهيمن عليهما الاسلاميون.

ميدان التحرير ينتفض ضد مرسي

وتظاهر عشرات الالاف من المصريين الثلاثاء في ميدان التحرير بالقاهرة وفي العديد من المحافظات ضد مرسي الذي يواجه اكبر ازمة سياسية منذ توليه السلطة قبل خمسة اشهر وذلك اثر اصداره الخميس اعلانا دستوريا يحصن به قراراته ضد الرقابة القضائية كما يحصن الجمعية الدستورية لوضع الدستور ومجلس الشورى اللذين يهيمن عليهما الاسلاميون.

وقال صحافيون ومصورون من وكالة فرانس برس ان ميدان التحرير يكتظ بعشرات الالاف من المتظاهرين الذين يرددون هتافات ضد الرئيس المصري وجماعة الاخوان المسلمين التي ينتمي اليها من بينها quot;الشعب يريد اسقاط النظامquot; وquot;ارحل ارحلquot; وquot;بيع بيع بيع .. بيع الثورة يا بديعquot;، في اشارة الى محمد بديع المرشد العام للاخوان التي ينتمي اليها مرسي، وquot;يسقط يسقط حكم المرشدquot; وquot;ارحل .. ارحلquot;.

ومساء الثلاثاء تضاعف عدد المتظاهرين في ميدان التحرير، الذي كان بؤرة الثورة ضد حسني مبارك، مع وصول ثلاث مسيرات حاشدة انطلقت من مسجد مصطفى محمود في حي المهندسين بالجيزة ومن منطقة شبرا في القاهرة ومن مسجد الفتح في ميدان العباسية بالعاصمة المصرية.

وتعد هذه التظاهرة اكبر حشد ضد جماعة الاخوان المسلمين والرئيس المصري منذ انتخابه في حزيران/يونيو الماضي. وبعد الظهر نظم الاف المحامين والصحافيين مسيرتين من مقر نقابتيهما في وسط المدينة الى ميدان التحرير لينضموا الى الالاف الاخرين الذين توافدوا عليه كما نظم مئات من اعضاء النقابات الفنية مسيرة من امام دار الاوبرا الى الميدان.

ونظمت التظاهرات تحت شعار quot;للثورة شعب يحميهاquot; بمشاركة رموز للمعارضة على راسهم مؤسس حزب الدستور محمد البرادعي ومؤسس التيار الشعبي حمدين صباحي والمرشح الرئاسي السابق عمرو موسى. ودعت الى هذه التظاهرات الاحزاب والحركات السياسية غير الاسلامية التي شكلت منذ الجمعة الماضي quot;جبهة الانقاذ الوطنيquot;. وقال ياسر بسيوني احد المحامين المشاركين في المسيرة quot;جئنا لندافع عن دولة القانون والاحتجاج على مرسي واعلانهquot;.

وكانت اشتباكات وقعت في ساعة مبكرة صباح الثلاثاء بين مجموعة من الشباب صغار السن وبين الشرطة في ميدان سيمون بوليفار القريب من ميدان التحرير ومن مقر السفارة الاميركية الا ان ناشطين اكبر سنا سعوا الى ابعادهم عن هذا الميدان واقناعهم بالحفاظ على سلمية التظاهرات.

يسقط حكم المرشد

وفي الميدان علقت لافتات بيضاء ضخمة كتب عليها باللون الاحمر quot;يسقط يسقط حكم المرشدquot; وquot;الاخوان سرقوا الثورةquot; وquot;يسقط الاعلان الدستوريquot; وquot;الرئيس يدفع الشعب الى عصيان مدنيquot; واخرى كتب عليها quot;ممنوع دخول الاخوانquot;.

وقال الناشط احمد فهمي (34 سنة) الذي يعتصم في ميدان التحرير منذ السبت الماضي ان quot;الرئيس مرسي فقد كل شرعيته، حسني مبارك كانت لديه شرعية اكبر منهquot;، مضيفا quot;سنظل في الميدان حتى يتراجع عن الاعلان الدستوريquot;.

واكد محمد رشوان وهو مهندس شاب في الثالثة والعشرين من عمره quot;جئت لاحتج على قرارات مرسي الاستبداديةquot; مؤكدا انه صوت لصالحه في الانتخابات الرئاسية quot;لمنع مرشح الفلول (انصار النظام السابق) من الفوز ولكنني اكتشفت ان ولاءه للاخوان المسلمين وليس للثورةquot;

وقال اسر ايوب وهو طالب جامعي في الواحدة والعشرين quot;الموقف معقد والحل هو الغاء الاعلان الدستوري واعادة تشكيل الجمعية التأسيسية فنحن لا نريد ان نستبدل دكتاتور بآخرquot;. ونظمت تظاهرات احتجاجية في العديد من المحافظات.

وتجمع الالاف في مسيرة حاشدة امام مسجد القائد ابراهيم في قلب الاسكندرية (شمال) وهم يهتفون quot;يسقط يسقط حكم المرشدquot; وانتقلوا بعد ذلك الى منطقة سيدي جابر. ونظم عشرات من انصار الاخوان تظاهرة مضادة في وسط المدينة.

كما شارك الاف في تظاهرات في العديد من المدن المصرية من بينها طنطا والمنصورة وكفر الشيخ (دلتا النيل) والمنيا والفيوم (جنوب) وفي السويس والاسماعيلية (على قناة السويس) وشرم الشيخ (جنوب سيناء).

وادت الاضطرابات التي تشهدها مصر منذ اسبوع الى مقتل ثلاثة اشخاص اثنان منهم من معارضي الرئيس وواحد من انصاره، كما اعلن ليل الاثنين/الثلاثاء مقتل ناشط معارض اكلينيكيا اثر اشتباكات مع الشرطة قرب ميدان التحرير.

واضافة الى احزاب وحركات المعارضة التي ترفض الاعلان الدستوري، اثار الاعلان الدستوري ازمة مع القضاة الذين اعتبروه quot;اعتداء غير مسبوقquot; على السلطة القضائية. وفشل اجتماع عقد مساء الاثنين بين المجلس الاعلى للقضاء والرئيس المصري في نزع فتيل الازمة اذ اعلن المتحدث باسم الرئاسة ياسر علي في ختامه انه quot;لا تغيير في الاعلان الدستوريquot;.

وفيما يعد تحديا ضمنيا لقرارات الرئيس المصري، اعلنت محكمة القضاء الاداري الاثنين انها حددت الرابع من كانون الثاني/ديسمبر المقبل لنظر الطعون التي تطالب بوقف تنفيذ والغاء قرار مرسي باصدار الاعلان الدستوري.

القضاة يصفون الاعلان الدستوري بـ quot;العدمquot;

وفي تصعيد جديد، وصف نادي قضاة مجلس الدولة (القضاء الاداري) مساء الثلاثاء الاعلان الدستوري بـ quot;العدمquot; وطالب الرئيس المصري بالتراجع عنه. وقال مجلس ادارة نادي قضاة مجلس الدولة في بيان اصدره وبثته وكالة انباء الشرق الاوسط الرسمية quot;ان ما سمي بالإعلان الدستوري هو عدم لا قيمة له تأكيدا للقواعد الفقهية المقررةquot;.

واكد البيان ان quot;الاعلان الدستوري صدر من غير مختصquot; اي ممن لا يملك الاختصاص لاصداره، مضيفا quot;من لا يملك سلطة الاصدار لا يملك سلطة التفسير او الايضاح وانما يملك رعاية المصلحة العليا للبلاد واحترام السلطة القضائية واستقلالهاquot;.

وبدأ عدد من القضاة في التوافد على مقر ناديهم في وسط القاهرة للاعتصام فيه تنفيذا لقرار جمعيته العمومية السبت الماضي. وحذر صندوق النقد الدولي مساء الثلاثاء من ان حدوث quot;تغيير كبيرquot; في سياسة مصر الاقتصادية والسياسية يمكن ان يؤدي الى اعادة النظر في الاتفاق التمهيدي على خطة مساعدة هذا البلد التي تنص على منحها قرضا بقيمة 4,8 مليار دولار. وقال الصندوق في بيان ان quot;دراسة هذا الاتفاق من قبل مجلس ادارة صندوق النقد الدولي تتطلب عدم حدوث تغيير كبير في الافاق الاقتصادية وفي السياسات المتوقعةquot; في مصر.

كما تطرق المتحدث ايضا الى شرط اخر هو quot;اعتماد موازنة 2012-2013 المعدلة التي ستعكس الاجراءات المقررة حول الضرائب والانفاقquot;. واعتبرت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية فكتوريا نولاند الثلاثاء ان quot;الوضع غير واضحquot; في مصر، مضيفة quot;نواصل التشاور مع مختلف الاطراف لفهم كيفية تقييمهم للوضعquot;.

وكررت دعوة الولايات المتحدة الى انهاء quot;المأزق الدستوري (...) بهدف حماية المسار الايجابي والديموقراطي لهذا الدستور وحماية توازن السلطات والسماح لجميع المصريين بقول كلمتهمquot;. واملت نولاند ايضا في ان quot;تسلك مصر طريق الاصلاح للتاكد من ان اموال صندوق النقد الدولي ستساعد فعلا في احياء اقتصاد دينامي يقوم على مبادىء السوقquot;.