آخر تحديث: الأحد 25 نوفمبر الساعة 11:30 ت. غ

يبدو أن الاعتراض على ما يقرره الرئيس محمد مرسي ليس مسموحًا، فالشرطة المصرية لم تتردد لحظة في استخدام القوة ضد المعتصمين في ميدان التحرير، كأنّ لا ثورة قامت ولا نظاماً سقط.


القاهرة: تواصلت الاشتباكات لليوم السابع على التوالي في محيط ميدان التحرير الذي يشهد اعتصامًا لانصار القوى السياسية المعتصمين احتجاجًا على اصدار الرئيس المصري اعلاناً دستورياً وسّع من سلطاته. وقررت السلطات اقامة جدار اسمنتي جديد في شارع القصر العيني للفصل بين المتظاهرين والامن، بحسب شهود عيان تحدثوا لوكالة فرانس برس من موقع الحدث.

واصبح شارع القصر العيني الذي تقع فيه المؤسسات الحيوية مركزاً للاشتباكات حيث تراشق المتظاهرون والامن بالحجارة لفترات طويلة من الليل، و قلت حدة الاشتباكات في شارع محمد محمود المتفرع من ميدان التحرير. وفي الساعات الاولى من الصباح، بدأت قوات الامن في بناء حائط خرساني للفصل بين المتظاهرين وقوات الامن تحت غطاء من الغاز المسيل للدموع لابعاد المتظاهرين عن موقع البناء.

واشتدت حدة المواجهات في الساعات الاولى من صباح الاحد باطلاق قوات الامن للغاز المسيل للدموع بشكل مكثف وهو ما صاحبه حملة اعتقالات. وهتف المتظاهرون: quot;الشعب يريد اسقاط النظامquot; وquot;اعلان دستوري باطلquot;. وردد المئات ومعظمهم من الشبان صغار السن هتافات مناوئة للداخلية والرئيس المصري.

وقال احمد عاطف (18 عامًا) لوكالة فرانس برس quot;الهجوم اشتد علينا عقب صلاة الفجر (...) اثنان من اصدقائي اعتقلا بينهم فتاةquot;. من جهته، اكد مصطفى ابراهيم أن quot;الشرطة تستخدم الليل للتنكيل بنا.. هذا شيء اعتدنا عليهquot;. وسقط عشرات المصابين جراء الغاز.

واكتظ المستشفى الميداني الذي اقامه المتظاهرون على مدخل شارع جانبي من التحرير بالمصابين. وتواصل اعتصام معارضي مرسي لليوم الثاني. وشهدت ليلة الامس محاولة من quot;بلطجيةquot; باشعال النيران في الخيام. وحطم متظاهرون غاضبون منصة موحدة اقامتها احزاب الدستور والتيار الشعبي والمؤتمر بسبب اتهامهم لحزب المؤتمر بانتماء قياداته للنظام السابق quot;فلولquot;.

واستخدمت الشرطة المصرية السبت الغاز المسيل للدموع بشكل كثيف في محاولة لفض اعتصام عشرات المتظاهرين المعارضين لقرارات الرئيس المصري محمد مرسي في ميدان التحرير وسط القاهرة.

من جانبها، دعت قوى وأحزاب إسلامية في مصر إلى تنظيم مظاهرات في عدد من محافظات البلاد مساء اليوم الأحد، دعمًا للإعلان الدستوري الذي أصدره الرئيس محمد مرسي الأسبوع الماضي. (التفاصيل)

وصباح اليوم الأحد، تجددت الاشتباكات بين الشرطة المصرية والمتظاهرين لليوم السابع على التوالي في شارع محمد محمود القريب من ميدان التحرير في القاهرة.

وواصل المتظاهرون الذين احتشدوا أمام مبنى الجامعة الأميركية في شارع quot;محمد محمودquot; بمحيط ميدان التحرير قذف قوات الأمن بالحجارة، فيما احتشد قوات الأمن أمام مبنى المجمع العلمي، بشارع القصر العيني المجاور لـquot;محمد محمودquot;، وراحت تطلق قنابل الغاز المسيل للدموع لإبعاد المتظاهرين نحو ميدان التحرير وسط حالة من الكر والفر بين الجانبين.

وانتشر الغاز المسيل للدموع في ميدان التحرير وتسرب إلى محطة السادات لمترو الأنفاق المطلة على ميدان التحرير؛ وهو ما تسبب في حالة من الضيق بين رواد المترو الذين أصيب عدد منهم بالاختناق جراء الغاز.

أما ميدان التحرير نفسه فقد تم إغلاقه مرورياً أمام السيارات، وتناثر في أرجائه عدد محدود من الخيام لمعتصمين قرروا المبيت بالميدان منذ مساء الجمعة الماضية احتجاجًا على الإعلان الدستوري الأخير.وردد المتظاهرون العديد من الهتافات خلال اشتباكهم مع قوات الأمن، من بينها: quot;الشعب يريد إسقاط النظامquot;، وquot;يسقط .. يسقط.. حكم المرشدquot;، وquot;الداخلية هي هي .. الداخلية بلطجيةquot;.

وقال محمد الجمل الذي ينتمي الى حركة 6 ابريل المعارضة السبت وهو يهرول خارجًا من ميدان التحرير بسبب الغاز الكثيف، quot;لن نرحل الا بمحاكمات عادلة وفورية لقتلة المتظاهرين وحتى يتراجع مرسي عن الاعلان الدستوري الذي جعله فرعوناًquot;.
واضاف الجمل الذي كسرت العدسة اليمنى لنظارته quot;الثورة الثانية ستندلع قريبًا لاننا لن نرضى أن نبدل دكتاتوراً بدكتاتور آخرquot;. لكن المهندس كريم الزعيم (27 عامًا) قال إن quot;ثورة جديدة لن تنجح للاسف لأن الناس لن تدعمهاquot;، وتابع: quot;المصريون فقدوا الامل في التغيير لأن أحوالهم ساءت ولم تتحسن في العامين الماضيينquot;.
وقال المونتير حسام المصري (25 عامًا) إن quot;الشرطة تستخدم اساليبها القديمة نفسها (...) نظام الاخوان لا يفرق كثيرًا عن نظام مباركquot;. واصيب عشرات المعتصمين بالاختناق جرّاء الغاز الذي غطّت سحابة كبيرة له معظم أرجاء المنطقة المحيطة بالتحرير.
ونقل القائمون على المستشفى الميداني الى موقع ابعد عن مدخل شارع جانبي من التحرير بسبب رائحة الغاز. واستقبل مستشفى حكومي على مقربة من التحرير 32 اصابة في الاشتباكات التي وقعت صباح السبت بينها خمس حالات لجرحى بطلقات نارية وحالتهم حرجة، حسب ما نقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية السبت. واغلق المتظاهرون الميدان والشوارع الجانبية له امام حركة سير السيارات لليوم الثاني على التوالي.
وفشل موظفون حكوميون في الوصول الى مقر عملهم في مجمع المصالح في الميدان بسبب رائحة الغاز النافذة. وكانت القوة السياسية المعارضة للرئيس المصري اعلنت مساء الجمعة دخولها في اعتصام في ميدان التحرير اعتراضًا على قرارات مرسي الاخيرة التي وسعت من سلطاته وقوّضت السلطة القضائية. ودعت القوى السياسية إلى تجمع حاشد في التحرير الثلاثاء.
وتراصت نحو ثلاثين خيمة لمعتصمين في قلب الصينية الشهيرة للميدان كتب على كل منها اسماء الاحزاب التابعة لها. واصدر مرسي الخميس اعلانًا دستوريًا الخميس حصن الاعلانات الدستورية والقوانين والقرارات الصادرة منه.وعزز مرسي سلطاته التنفيذية وحصّن قراراته ضد تدخل السلطة القضائية في الوقت الذي يحتفظ فيه اساسًا بالسلطة التشريعية لغياب برلمان منتخب، وهو ما اعترضت عليه المعارضة معتبرة مرسي quot;فرعوناًquot; جديدًا.

القضاة يتوقفون عن العمل في كافة انحاء مصر

واعلن قضاة مصر مساء السبت التوقف عن العمل في كافة الاراضي المصرية احتجاجًا على الاعلان الدستوري الذي اصدره الخميس الرئيس المصري محمد مرسي واعطى نفسه فيه صلاحيات واسعة محصنة.

وقال احد القضاة في اعقاب اجتماع للجمعية العامة لنادي قضاة مصر إن القضاة quot;اوصوا بتعليق العمل في كافة محاكم ونيابات مصرquot;. وكان نادي قضاة الاسكندرية اعلن السبت تعليق العمل بجميع المحاكم والنيابات في ثاني اكبر المدن المصرية، احتجاجاً على اعلان مرسي الدستوري.

وقال المستشار محمد عزت عجوة، رئيس نادي قضاة الاسكندرية بعد اجتماع مغلق عقد صباح السبت إن quot;القضاة لن يرضوا بأقل من الغاء هذا الاعلان لما سيتسبب فيه من اهدار للسلطة القضائية، والقضاء على مبدأ الفصل بين السلطاتquot;.

كما جاء في بيان اصدره مجلس القضاء الاعلى، وهو اعلى سلطة قضائية في مصر، عقب اجتماع طارىء عقده صباح السبت في القاهرة أن quot;المجلس هو المعني بكافة شؤون القضاء والقضاةquot; مبدياً quot;اسفهquot; لصدور هذا الاعلان. وطالب المجلس مرسي بـ quot;البعد بهذا الاعلان عن كل ما يمس السلطة القضائية واختصاصاتها او التدخل في شؤون اعضائها أو ينال من جلال احكامهاquot;.

من جانبهم، أعلن محامون في مصر رفضهم الدعوات التي صدرت من شخصيات وهيئات قضائية لتعليق العمل بالمحاكم احتجاجًا على الإعلان الدستوري الذي أصدره الرئيس محمد مرسي الأربعاء الماضي. ودعا أعضاء بمجلس النقابة العامة للمحامين ومحامون بالنقابة الفرعية بالإسكندرية (شمال مصر) لعقد مؤتمر صحافي صباح اليوم الأحد أمام محكمة جنايات الاسكندرية لإعلان رفضهم لدعوات تعليق العمل بالمحاكم. (التفاصيل)

وكان الرئيس المصري اصدر الخميس اعلانًا دستوريًا حصن به الاعلانات الدستورية والقوانين والقرارات التي اصدرها وجعلها غير قابلة للطعن عليها بأى طريق وأمام أية جهة. ونص ايضًا على أنه لا يجوز لأية جهة قضائية حل مجلس الشورى أو الجمعية التأسيسية لوضع مشروع الدستور، وهو ما انهى جميع الدعاوى المتعلقة بقرارات مرسي ومصير الجمعية ومجلس الشورى المنظورة أمام القضاء.