كشفت أشرطة فيديو على موقع يوتيوب حروبًا كيميائية متبادلة بين النظام والمعارضة. فبينما يقصف النظام الثوار بقنابل فسفورية محرمة، أظهر شريط آخر قوى معارضة تختبر أسلحة كيميائية على أرانب.


إعداد عبد الاله مجيد: أظهر شريط فيديو بُثّ منذ يوم الخميس مروحية عسكرية سورية بدا أنها تلقي قنابل فسفورية يقول بعض المحللين العسكريين إنها سلاح كيمياوي محرم.

يصوّر الشريط مروحية تحلق على ارتفاع شاهق فوق بلدة المريعية في محافظة دير الزور شرقي سوريا قبل أنتلقي قنبلة تشظت إلى كرات اصغر، وسقطت على الأرض، مخلفة وراءها خيوطًا من الدخان الأبيض.

نُشر شريط الفيديو على يوتيوب عن طريق حساب تستخدمه المعارضة السورية. وقال خبراء إنه من المتعذر التحقق من صحة الشريط نظرًا إلى القيود التي يفرضها النظام السوري على الصحافيين.

يأتي شريط الفيديو في وقت أعرب زعماء العالم عن قلقهم البالغ من أن يلجأ النظام السوري، بدافع اليأس، الى استخدام الأسلحة الكيمياوية ضد شعبه .

وكان الرئيس الاميركي باراك اوباما حذر يوم الاثنين من أن quot;عواقبquot; ستترتب على استخدام الرئيس بشار الأسد اسلحة كيمياوية. وتحدثت وزيرة خارجيته هيلاري كلنتون بلغة أدق، قائلة إن استخدام الأسلحة الكيمياوية quot;خط أحمرquot;.

ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن خبراء أن استخدام الفسفور الأبيض ضد أهداف عسكرية يقع في منطقة رمادية بين نصوص اتفاقية حظر الأسلحة الكيمياوية، وأن استخدام الفسفور الأبيض مشروع، إذا كان للإنارة في نزاع عسكري، ولكن استخدامه في عمليات هجومية ضد اهداف عسكرية هو محظور.

يمكن أن يسبب الفسفور الأبيض حروقًا كيمياوية شديدة، وأن تؤدي أبخرة الدخان الى المرض أو حتى الوفاة. وهناك ايضًا خطر تسميم المواد الغذائية أو الموارد المائية بمخلفات الفسفور الأبيض، وبالتالي تسميم البشر.

قنابل فوسفورية للهجوم لا للإنارة
يبدو واضحًا من شريط الفيديو الجديد أن المروحية تعمل في ضوء النهار، ومن المستبعد أن تكون استخدمت القنابل الفسفورية للإنارة. وكان الجيش الاميركي تعرّض الى انتقادات شديدة لاستخدامه القنابل الفسفورية خلال عملياته العسكرية للسيطرة على مدينة الفلوجة في العراق عام 2004.

وافادت شبكة quot;ان بي سيquot; في تقرير هذا الاسبوع أن مسؤولاً عسكريًا من البنتاغون أكد لها عدم وجود أدلة على أن الأسد يستعد لاستخدام اسلحة كهذه.

وقال المسؤول لقناة quot;ان بي سي نيوزquot; إنه ليس هناك دليل على أن جيش النظام السوري بدأ فعلاً عملية خلط المواد الكيمياوية اللازمة لانتاج غاز الاعصاب المعروف باسم سارين. وبحسب المسؤول فإن نشاطًا متزايدًا رُصد حول العديد من مواقع تخزين الأسلحة الكيمياوية، بما في ذلك حركة الشاحنات دخولاً وخروجًا، ولكن ليس واضحًا إن كانت المواد الكيمياوية نُقلت من مواقع خزنها الى مكان واحد لخلطها فيه.

المعارضة: نحو quot;الكيماويquot; در
حُمل يوم الثلاثاء شريط فيديو على يوتيوب يظهر فيه مقاتلون من المعارضة السورية يختبرون اسلحة كيمياوية على أرانب، فيما تُسمع على خلفية الشريط هتافات جهادية.

وعُلقت على الحائط لافتة كُتب عليها بالعربية quot;كتيبة الريح الصرصرquot;، بحسب صحيفة سوريا تربيون. ثم يقوم شخص ملثم بخلط مواد كيمياوية في قارورة داخل صندوق زجاجي، ويُشاهد دخان ينبعث من القارورة. بعد دقيقة تُصاب الأرانب بتشنجات عشوائية ثم تموت. ويقول الشخص quot;أرأيتم ما حدث؟ هذا هو مصيركم ايها العلويون الكفارquot;. وأقسم الشخص الملثم بالله بأن يميت العلويين كهذه الأرانب، بعد دقيقة على استنشاق الغاز.

ويبدو أن هذا يؤكد تقارير سابقة عن حصول جماعات مسلحة من المعارضة السورية على اسلحة كيمياوية. وفي حزيران/يونيو قالت قناة quot;روسيا اليومquot; بالانكليزية إن أقنعة وزعت على مقاتلين سوريين، وانهم حصلوا من ليبيا على اسلحة كيمياوية quot;يخططون على ما يُفترض لاستخدامها ضد مدنيين وتلبيس نظام الأسد هذه الجريمةquot;.