دمرت القوات الجوية والبرية العراقية معسكرًا ومصنعًا للعبوات الناسفة تابعين لتنظيم القاعدة في شمال البلاد، فيما دعا نوري المالكي زعيم المعارضة التركية لزيارة بغداد.


أسامة مهدي: أكدت وزارة الدفاع العراقية اليوم أن قواتها البرية والجوية نفذت هجومًا مسلحًا استباقيًا تم خلاله تدمير معسكر لتنظيم القاعدة في غرب مدينة الموصل (375 كم شمال غرب بغداد).

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع العقيد ضياء الوكيل في بيان صحافي مكتوب تلقت quot;إيلافquot; نسخة منه quot;إن قيادة عمليات نينوى (عاصمتها الموصل) وفرقتي المشاة الثانية والثالثة ومديرية شرطة نينوى وطيران الجيش نفذوا عملية (حماة الوطن) الأمنية الاستباقية في منطقة الجزيرة في غرب الموصل، أسفرت عن تدمير معسكر لتنظيم القاعدة أقيم بين الوديان في الصحراء، والعثور على أربع سيارات مفخخة ومعمل للتفخيخ وصنع العبوات الناسفة واللاصقةquot;. وأشار إلى أن quot;العملية التي اتصفت بالسرعة شهدت تدمير مأوى المنامة والسكن وتفجير مستودعات للعتادquot;.

أضاف أن الهجوم العسكري جاء استنادًا إلى جهد استخباري وملاحقة معلوماتية نوعية ومتطورة، ونفذت قيادة عمليات نينوى هذه العملية الأمنية الإستباقية في منطقة الجزيرة.

وأوضح أن العملية اتصفت بالسرعة والدقة والمطاردة الشجاعة للعناصر الإرهابية، وأسفرت أيضًا عن حرق عجلة من نوع فورد مهيّأة للتفخيخ، والاستيلاء على ثلاث عجلات، الأولى تحمل رشاش ديمتروف أحادية، والثانية من نوع أسقاء كبيرة، وعجلة كامري صالون.

وأكد تفكيك معمل للتفخيخ وصنع العبوات الناسفة واللاصقة، ويبعد حوالي كيلومتر واحد عن المعسكر، إضافة إلى تدمير مأوى المنامة والسكن ومستودعات الأعتدة التي جمعت في مكان واحد ضمن المنطقة المعنية بالعمليات، وتم تفجيرها من قبل رجال الهندسة، وأنجزت العملية، وعادت القطعات إلى مواقعها من دون خسائر.

يذكر أن قوة تنظيم القاعدة قد اقتصرت خلال العامين الأخيرين بشكل ملحوظ في الموصل، وهي ثاني أكبر مدن العراق (1.6 مليون نسمة) بعد المعارك التي خاضتها ضد القوات الأميركية وقوات الأمن العراقية حتى نهاية عام 2008. ويدفع كل تاجر أو رجل أعمال ما لا يقلّ عن 150 دولاراً شهرياً إلى مسلحين ينتمون إلى تنظيم القاعدة بحسب سكان في المدينة.

ويعترف مسؤولون محليون في الموصل، التي كان يعمل أكثر أبنائها إبان النظام السابق في القوات المسلحة وقوات الأمن، بسيطرة تنظيم القاعدة وإرغام الأهالي على دفع الأموال. ويستغل المتشددون في الموصل المساجد للسيطرة على أفكار الناس، حيث يسيطر عناصر القاعدة، ويطلق عليهم هناك دولة العراق الإسلامية من قبل أهالي الموصل من منطلق الجهاد، ويفرضون سيطرتهم على ثقافة الناس، خصوصًا الذين يترددون على الجوامع.

لكن قائد الشرطة الاتحادية في الموصل اللواء الركن مهدي الغراوي أعلن أخيرًا أن نشاطات تنظيم دولة العراق الإسلامية تراجعت بعد قتل مجموعة من أبرز قادته، مشيراً إلى تأثير أعمال العنف في سوريا وانشغال القاعدة فيها عبر نشاطها.

وأكد الغراوي أن الموصل ما زالت وكراً مهماً لقيادة تنظيمات القاعدة، ومنها تدار كل العمليات المسلحة في العراق، وهي مصدر رئيس لتمويل نشاطاتها.

وقال الغراوي إن عناصر القاعدة خسروا كثيرًا من خزينهم ومن الأسلحة التي سرّبت إلى سوريا. وأضافquot; قبل 6 أشهر كنا نضبط أسلحة حديثة الصنع. أما الآن فغالبية ما يعتمدون عليه هي ما بقي من مخلفات الجيش العراقي السابق وبعض الأسلحة المتوافرة في الأسواق المحليةquot;.

المالكي يوجّه دعوة إلى زعيم المعارضة التركية لزيارة بغداد
في خطوة يعتقد أنها ستثير استياء تركيا فقد وجّه رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي دعوة إلى زعيم المعارضة التركية زعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض كمال كليجدار أوغلو لزيارة بغداد ردًا في ما يبدو على استضافة أنقرة نائب الرئيس السابق، المحكوم بالإعدام في أعمال إرهابية، طارق الهاشمي.

ومن المنتظر أن يقوم أوغلو بزيارته في 25 من الشهر الحالي، حيث سيجري مباحثات مع المالكي ومسؤولين آخرين. كما سيزور أوغلو أربيل والسليمانية وكركوك والنجف إلى جانب زيارته لبغداد.

سيشارك الزعيم التركي المعارض خلال زيارته للعراق في مؤتمر ستنظمه منظمة بحثية تحت عنوان quot;الدبلوماسية الاقتصادية والبرنامج الأمني للعلاقات بين تركيا والعراقquot;، الذي سيعقد في بغداد يوم 25 من الشهر الحالي.

ويوم الخميس الماضي عبّر المالكي عن رغبته في إعطاء quot;انطلاقة جديدةquot; للعلاقات المتوترة حاليًا بين بلاده وتركيا، لكنه حث حكومة أنقرة على وقف التدخل في شؤون العراق. وقال المالكي في المقابلة التي أجرتها معه صحيفة حرييت التركية في بغداد إن quot;الوضع الحالي لا يرضي لا الشعب العراقي ولا الشعب التركي. نريد انطلاقة جديدة في علاقاتنا السياسية مع تركياquot;.

وأضاف رئيس الحكومة العراقية إنه يريد quot;مدّ يد الأخوةquot; إلى رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، لكنه ندد مرة جديدة برفضه تسليم بغداد نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي المحكوم عليه بالإعدام غيابيًا في بلاده. وتساءل المالكي quot;ما كان شعوركمإذا منحت اللجوء في بغداد لزعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلانquot;. وأوجلان مسجون لمدى الحياة منذ 1999 في تركيا، فيما تدرج أنقرة ودول عدة أخرى حزب العمال الكردستاني على لائحة الحركات الإرهابية.

وتوترت العلاقات بين أنقرة وبغداد كثيرًا منذ أن رفضت تركيا تسليم الهاشمي، ويتهم العراق أيضًا تركيا بالتدخل في الخلاف بين حكومة بغداد المركزية وإقليم كردستان الخاضع للحكم الذاتي.

وقد منعت السلطات العراقية الثلاثاء طائرة وزير الطاقة التركي من الهبوط في مطار إربيل عاصمة إقليم كردستان العراق بسبب عدم حصول الرحلة على quot;الموافقات القانونيةquot; اللازمة، وفقًا لمسؤولين عراقيين.

كما احتجّت بغداد رسميًا في آب (أغسطس) على زيارة وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو إلى كركوك في شمال العراق بدون إبلاغ السلطة العراقية المركزية.

وقد برزت قضية خلافية أخرى في تموز (يوليو) الماضي بين البلدين على خلفية تصدير حكومة إقليم كردستان العراق النفط إلى تركيا من دون موافقة الحكومة المركزية، وسبقت ذلك سلسلة اتهامات بين رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان ونظيره العراقي نوري المالكي، حين اتهم الأول الثاني عقب لقائه رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البارزاني في 19 نيسان (إبريل) الماضي في إسطنبول بإذكاء التوتر بين السنة والشيعة والكرد في العراق بسبب استحواذه على السلطة، مما استدعى رداً من المالكي، الذي وصف تصريحات نظيره بـquot;الطائفيةquot; والمنافية quot;لأبسط قواعد التخاطب بين الدولquot;.