تظاهرة سابقة للتيار الصدري في بغداد

تصاعدت فجأة حدة الاتهامات المتبادلة بين رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي وزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، حيث اتهم كل منهما الآخر بتكميم الافواه وقمع وسائل الإعلام وتهديد الإعلاميين والتحريض ضدهم، فيما ينظم التيار الصدري اليوم الاربعاء تظاهرة وسط بغداد للمطالبة بحرية الإعلام في البلاد وابعاده عن سيطرة الحكومة.


قالت الحكومة العراقية حول التصريحات التي اتهمت رئيس الوزراء نوري المالكي بما وصفته بتكميم الأفواه، في إشارة إلى الصدر، إن quot;من يمارس تكميم الأفواه هو الذي ينتهج اسلوب التهديد ضد المنتقدين وخصوصًا وسائل الإعلام ويحشد الأجواء ويحرض ضدهمquot;.

وأضافت الحكومة في بيان صحافي اصدره المكتب الإعلامي لرئيسها اليوم أنه quot;لا ينبغي الدفاع عن وسيلة إعلامية معينة صدرت بحقها أحكام قضائية لمخالفات تتعلق بتحريض أو غيره ومهاجمة وسائل وقنوات أخرى لمجرد الاختلاف معها رغم عدم ارتكابها أي مخالفة قانونيةquot;، في إشارة إلى اغلاق السلطات لقناة البغدادية العراقية التي تبث من بغداد وعرفت بإنتقاداتها الحادة لأداء الحكومة العراقية.

وأكدت الحكومة quot;دفاعها عن حرية التعبير وحمايتها لوسائل الإعلام ضد أي جهة تتعرض لها بالتهديد أو التجاوز وستقف بحزم ضدهاquot;، كما قالت. وجاء الموقف الرسمي العراقي هذا بعد ساعات من اتهام الصدر للمالكي بممارسة سياسة تكميم الأفواهquot;، معتبرًا أن سكوت الجميع عن ذلك سيكون quot;بداية لما هو أشد وأظلمquot;.

وفي رده على سؤال لاحد أتباعه حول quot;غلق المؤسسات الإعلامية العراقية التي تطرح في برامجها إخفاقات وسلبيات إدارة الدولة وتشخيص الخلل وفضح وكشف الفساد الحكومي المتستر عليه وانطباعه على ما يقوم به رئيس الوزراء من تسخير بعض وسائل الإعلام بما يخدمه شخصياً وحزبياًquot;.. قال الصدر: quot;هو (المالكي) يدافع عن قناة الاتجاه وقد منع قناة البغدادية من العمل داخل العراق، فالأولى تابعة والثانية تقول الحقquot;.

وتساءل الصدر قائلاً: quot;أين ذلك من الحريةquot; مشددًا على أن ذلكيعتبر quot;سياسة تكميم الأفواهquot; محذرًا بالقول quot;إن سكت الجميع فسوف تكون هذه بداية لما هو أشد وأظلمquot;. وانتقد الصدر قرار غلق مكتب قناة البغدادية في بغدادمعتبرًا اياه تكميمًا للافواه، مشيرًا إلى أنّ quot;قناة البغدادية تقول الحقquot;. ووصف الإعلام العراقي بأنه quot; لعبة بيد السلطة quot; داعيًا إلى quot;وضع ميثاق إعلامي يحفظ للجميع استقلاليته وعدم تبعيته للحكومات والاحزابquot;.

وقال: quot;وجب علينا التنويه لامور عدة بما يخص الإعلام العراقي وهي أن الإعلام العراقي وقنواته عبارة عن لعبة بيد السلطة، وهذا أمر قبيح ومستهجن ويجب أن يرفض وينبذ فوراً فلذا على البرلمانيين والمختصين العمل من اجل جعل الإعلام والقنوات الفضائية الداخلية، المرئيسة والمقروئة والمسموعة، ولاسيما قناة العراقية الموقرة والاذاعات العراقية، حيادية quot;.

وأضاف أن quot;غلق أو منع قناة البغدادية الموقرة هو قمع للحريات والاصوات المعارضة بل عموماً فعلى الجميع العمل من اجل عدم سيطرة فرد من أفراد الحكومة على الإعلام الحر وعموماً فانا ارفض منع القنوات بسبب كشف اوراق معارضة للحكومةquot;. وشدد على ضرورة quot;وضع ميثاق إعلامي يحفظ للجميع حريته واستقلاليته وعدم تبعيته للحكومات والاحزاب، وذلك عبر البرلمان العراقي إن اجتمع والا فعلى مسؤولي الإعلام العراقي إما الرفض أو الاستقالة من شبكة الإعلام العراقيquot;.

وكان عدد من أنصار التيار الصدري تظاهروا في السادس من الشهر الحالي بالقرب من قناة الاتجاه الفضائية في وسط بغداد احتجاجاً على بثها تقريراً بشأن لواء اليوم الموعود التابع للتيار الصدري، رفع خلالها المتظاهرون العلم العراقي وصور مقتدى الصدر وسط إجراءات أمنية مشددة حيث لم ينسحب المتظاهرون إلا بعد تقديم الفضائية اعتذاراً رسمياً.

وعلى الصعيد ذاته،ينظم التيار الصدري اليوم الاربعاء تظاهرة وسط بغداد للمطالبة بحرية الإعلام في البلاد وابعاده عن سيطرة الحكومة ودعم كل مظاهر الحرية التي ترفد الساحة الإعلامية بالمزيد من العطاء من دون ضغوط أو تسييس واشاعة روح المواطنة ووحدة الصف في البلاد.

وكانت السلطات العراقية اغلقت قناة البغدادية في تشرين الثاني (نوفمبر) عام 2010 بعد أن نشرت مطالب مسلحين هاجموا كنيسة في بغداد انذاك حيث قتل ثمانية وخمسون شخصاً خلال حصار الكنيسة من قبل مسلحي تنظيم دولة العراق الاسلامية التابع للقاعدة. ثم قامت قوات أمنية بإغلاق مكاتب القناة في البصرة وبغداد.

وقد أصدرت هيئة الإعلام والاتصالات وهي هيئة مسؤولة عن تنظيم الإعلام بياناً أعلنت فيه عن قرارها بإغلاق مكاتب قناة البغدادية. وقالت الهيئة: quot;إن اتصال الخاطفين بالقناة واختيارها دون سواها منبراً للممارسات غير الإنسانيةمن شأنهما شق الصف الوطني العراقي وإثارة الفتن الدينية، وإن بث القناة لمطالب المسلحين quot;يعد بمثابة ترويج للعنفquot;، وإن التغطية الإخبارية التي تبثها قناة البغدادية تتجافى مع الموضوعية مما يشكل تهديداً للعمليات العسكرية من خلال تزويد المهاجمين بمعلومات حول العمليات الجارية لإنقاذ الرهائن.

لكن لجنة حماية الصحافيين اعتبرت أنظمة هيئة الإعلام والاتصالات بأنها quot;لا ترقى بتاتاً إلى مستوى المعايير الدولية الخاصة بحرية التعبيرquot;. وأشارت إلى عدم ملاءمة التعريفات الغامضة في هذه الأنظمة لعبارات مثل quot;التحريض على العنفquot;، وقالت بأن مثل هذه المعايير الفضفاضة وغير المحددة تستخدم من قبل الحكومات الاستبدادية لإسكات التغطية الصحافية الناقدة.

وكان مجلس النواب العراقي قرر العام الماضي اعادة فتح مكاتب البغدادية واستئناف نشاطها في العراق لكن هيئة الإعلام والاتصال العراقية أكدت مؤخرًا على استمرار تنفيذ قرارها السابق بمنع البغدادية من العمل في العراق، الامر الذي اثار استياء شعبيًا وإعلاميًا واسعًا.