لندن: دعا زعيم التيار الصدري في العراق مقتدى الصدر الحكومة إلى إطلاق المعتقلين quot;المقاومين الشرفاءquot; فوراً، وأكد فشل رهان القوات الأميركية بأن انسحابها من العراق سيفجّر اقتتالاً طائفياً شيعياً - سنياً، وطالب بأن تكون المرحلة المقبلة للبناء والسلام.
وطالب زعيم التيار الصدري في العراق مقتدى الصدر في كلمة له خلال حضوره مهرجان انتصار quot;المقاومة والتحريرquot; في مدينة الصدر في بغداد اليوم بجعل هذه المناسبة منطلقًا للوحدة بين العراقيين وفي أنحاء المنطقة كافة.
وخاطب رجال المقاومة قائلاً quot;يا من قاومتم المحتل وأسياده وطردتموه من العراق وحميتم العراق وشعبه... سلام عليكم، وجزاكم الله عن العراقيين خير الجزاءquot;.
وأضاف أن أميركا كانت تعتقد أنها ستهيمن على العراق، لكننا quot;نحن المقاومين وقفنا ضد بوش (الرئيس الأميركي السابق) وجيوشه، وأخرجناهم من العراق مدحورينquot;.
وقال إن كبيرة الشر، في إشارة إلى أميركا، قد راهنت على أن العراقيين سيستقبلونها بالورود، لكن رهانها خاب، فواجهوها بالرصاص والحجارة، فخرجت خائبة.
وأشار إلى أن الأميركيين quot;عملوا على جعل العراق مرتعًا للإرهاب والفقر وفقدانًا للخدمات أكثر من السابق، فتحولت جيوشهم من كونها محرِّرة إلى احتلال بغيض أكل كل خيرات العراق، وجعل أرضه مرتعًا للأمراض والجفاف، وداس رؤوس العراقيين تحت أقدام جنودهquot;، حسب تعبيره.
وقال quot;لكن المقاومة الشريفة حققت انتصارًا كاسحًا ضد جيوش الاحتلال، وبعد انسحابها الجزئي والظاهري، فإن المقاومة ستملأ العراق أمنًا وسلامًا وتوحيدًا للعراقيين، بعدما راهن الاحتلال بأن انسحابه سيفجّر اقتتالاً طائفيًا شيعيًا سنيًا في ما بينهمquot;.
وشدد الصدر على القول إن العراقيين سيبقون أخوة سنة وشيعة ومسيحيين مع بقية الطوائف الأخرى، ليكونوا بعد دحرهم للاحتلال، وفي المرحلة المقبلة برغم خطورتها، عاملين من أجل البناء والسلامquot;، وسنبقى متأهبين للدفاع عن الوطن والدين والمذهبquot;. وناشد العراقيين غلق صفحة الفرقة والفساد والتوجّه نحو البناء والسلام.
ودعا الصدر الحكومة إلى إطلاق سراح المعتقلين من quot;المقاومين الشرفاءquot; فورًا، في إشارة إلى العشرات من معتقلي جيش المهدي التابع له. وأشار إلى أنه إذا كانت المرحلة السابقة للمقاومة والتحرير، فإن المرحلة المقبلة ستكون للسلام والبناء.. وحيّا القوات الأمنية العراقية، التي قال إنها ساعدت المقاومة الشريفة، وحفظت أمن العراقيين، إلا ما ندر من أفرادها،الذينعليهم وعلى المقاومين الذين ارتكبوا أخطاء، التوبة إلى الله، في إشارة إلى مجموعة عصائب الحق المسلحة المنشقة عنه.
وقد شاركت في المهرجان، إضافة إلى آلاف العراقيين، وفود شعبية تمثل 6 دول عربية تشهد quot;ربيعًا ثوريًاquot; من تونس ومصر وليبيا واليمن والبحرين وسوريا، إضافة إلى مشاركة وزراء ومسؤولين رسميين وحزبيين ونواب عراقيين.
وكانتكل القوات الأميركية قد انسحبت من العراق قبل الموعد المقرر لذلك بأسبوعين في الثامن عشر من كانون الأول (ديسمبر) الماضي تنفيذًا للاتفاقية الأمنية الموقعة بين البلدين في أواخر عام 2008، والتي تنص على وجوب سحب كل قوات الولايات المتحدة من الأراضي والمياه والأجواء العراقية كافةفي موعد لا يتعدى 31 كانون الأول من العام الماضي 2011.
التعليقات